لم تمر أيام قليلة على إحاطة قدّمها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة أمام مجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في ليبيا،  إذ تطرق فيها إلى  الخطر الحقيقي من أن يسمح استمرار الفوضى الأمنية في العاصمة بتحوّل ليبيا إلى  ملاذ للإرهابيين حتى بادر إرهابيون من داعش إلى تأكيد  نبوءة سلامة مُستهدفين مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طريق السكة في العاصمة طرابلس.

وكان 6 مسلحين،قد نفذوا صباح اليوم، هجوما على مقر المؤسسة الوطنية للنفط، الأمر الذي أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.


** إستهداف مؤسسة النفط

إستهدف الهجوم الإرهابي المؤسسة النفطية حيث قال شهود عيان من داخل مقر المؤسسة الوطنية للنفط في هذا الصدد، إن المسلحين الذين نفذوا الهجوم على المؤسسة، قاموا بتفجير أنفسهم، فيما تمكنت قوات الردع الخاصة وقوات الأمن اللتان اقتحمتها المبنى من تصفية أحدهم، فيما ذكرت مصادر أخرى، أن قوات الأمن لا تزال تتعامل مع إرهابيين اثنين محاصرين في مقر المؤسسة الوطنية للنفط.

وقال محمد أبوشاقور الموظف بالمؤسسة، في تصريح تليفزيوني إلى قناة "ليبيا بانورما": "بعد وصولي العمل سمعت أصوات رصاص عشوائي، وعندما نظرت من شرفة المؤسسة وجدت جرحى على الأرض".

و أضاف:"نزلت بصحبة بعض الزملاء تحت الطاولات، فيما كان بعض المهاجمين يرددون عبارات مثل (اطلعوا يا كفار.. الله أكبر)".

وكان الناطق باسم قوة الردع الخاصة أحمد بن سالم، قد قال في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، قد حاصرنا مقر المؤسسة الوطنية للنفط، مع توقف الاشتباكات في محيطه، مضيفا، قواتنا دخلت مع قوات أمنية أخرى داخل مقر المؤسسة الوطنية للنفط، ولا وجود لأي مسلحين حتى الآن.

يرى متابعون للشأن الليبي أنه تم إختيار المؤسسة لصبغتها الإستراتيجية كعصب للإقتصاد الليبي.


** داعش في قفص الإتهام

اتهمت قوة الردع الخاصة، اليوم الإثنين، تنظيم داعش بالضلوع وراء الهجوم الذي تعرض له مقر المؤسسة الوطنية للنفط في وقت سابق اليوم.

وقالت القوة، في منشور عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:"هجوم إرهابي من (داعش) يستهدف المؤسسة الوطنية للنفط".

و أضافت "العثور على أشلاء الانتحاريين البعض منهم سُمر البشرة حتى اللحظة"، مشيرة إلى"إخلاء مبنى المؤسسة من الموظفين والمدنيين"، منوهة إلى أنه "جارٍ التحقق من هوية من كان وراء التفجير".

كانت مصادر محلية وشهود عيان ذكروا أن أصوات تفجير وإطلاق رصاص سُمعت داخل مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طريق السكة في قلب العاصمة طرابلس صباح اليوم، عقب هجوم شنته مجموعة مسلحة مجهولة.

أكد مدير مديرية أمن طرابلس، صلاح السموعي،  أن تنظيم داعش الإرهابي يقف وراء التفجير الذي استهدف محيط ومقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، صباح اليوم الاثنين.

وأضاف السموعي، في تصريحات تليفزيونية أن الهجوم تم من محورين، وأن ما يؤكد ضلوع تنظيم داعش فيه هو الأسلوب الذي تم به الهجوم، لافتاً إلى أن مديرية أمن طرابلس ستذيع كافة تفاصيل الهجوم الإرهابي على الوطنية للنفط في مؤتمر صحفي ستعقده في وقت لاحق.

و طالب السموعي الليبيين أن بالتوقف عن الصراعات والتوحد من أجل محاربة الإرهاب.

أشار مراقبون أن إختيار داعش لهذا الوقت بالذات ليس إعتباطيا فقد أراد التنظيم إستغلال  الهدنة الموقعة  بين المجموعات المسلحة و حالة الترقب التي يعيشها الجميع.


** ردود فعل مختلفة

أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، عن إدانتها واستنكارها الشديدين حيال الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، الإثنين.

وأكدت اللجنة في بيان، أن الإرهابيين استغلوا ما شهدته طرابلس خلال الأيام الماضية من عنف واقتتال، لتنفيذ جريمتهم.

وقالت إن التصدي للإرهاب في ليبيا يستدعي الإسراع بإنهاء أعمال العنف والانقسام السياسي والمؤسساتي والدفع بجهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وتفعيل الأجهزة الأمنية، وإجراء الانتخابات وتحقيق المصالحة الوطنية والاجتماعية الشاملة.

وشددت اللجنة على أن أهمية التصدي لداعش في ظل توسعه وتنامي إعداد عناصره القادمين من خارج ليبيا، حيث يشكل ذلك خطرا على كل الشعب الليبي.

في نفس الإطار،إستنكر مجلس الدولة في بيان له اليوم الإثنين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس والذي أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.

مجلس الدولة وصف في بيانه الهجوم الإرهابي بـالدنيء، معتبراً بأنه يهدف إلى بث الرعب في قلوب المواطنين وإستمرار الفوضى وعرقلة الإستقرار.

وطالب المجلس من كافة الأجهزة الأمنية بالدولة إلى تحمل مسؤولياتها في بسط الأمن وتأمين حياة المواطنين وإتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان منع تكرار مثل هذه الحوادث.

المجلس أشار في ختام بيانه إلى أن المجموعات الإجرامية تستغل حالة الإنقسام السياسي والمؤسساتي التي تعاني منه البلاد ، منوهاً إلى أن ذلك يحتم على الجميع الإسراع في الوصول إلى توافقات لإنهاء الإنقسام وتوحيد المؤسسات والخروج من المراحل الإنتقالية.

دوليا،قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الاثنين 10 سبتمبر إن المساس بمؤسسة النفط التي تؤمن مصدر قوت الليبيين هو اعتداء عليهم جميعًا، بعد ساعات من هجوم شنه مسلحون مجهولون على المؤسسة صباح اليوم.

وصفت البعثة، في تدوينة بموقع التواصل تويتر، الاعتداء بالجبان، وتقدمت بأحر التعازي لمن فُقِد في الاعتداء، ودعت بالشفاء لمن أصيب برصاص الغدر.

ودعت الليبيين لوقف التناحرات الجانبية العقيمة، والعمل معًا ومع المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب وعلى استئصاله كليًا من بلادهم.