لم يمضي وقت طويل على عمالية باردو التي خلفت عشرات الضحايا في تونس، حتى يستفيق البلد مجددا على عملية أخرى تضرب القطاع السياحي في مقتل. السياحة التي تمثل أحد الشرايين الرئيسية لضخ العملة الصعبة في تونس وتنشيط الحركة الاقتصادية. بعد عملية اليوم التي هزت أحد فنادق مدينة سوسة على الساحل الشرقي وأدت الى مقتل 27 شخصا من بينهم سياح أجانب (الحصيلة قابلة للارتفاع) فان وضع القطاع السياحي التونسي سيزداد تأزما وصعوبة. خاصة وأن القطاع يعاني منذ سنوات بسبب الوضع الأمني مما أدى الى تضرر قطاعات الفنادق والمطاعم والمقاهي والصناعات التقليدية ووسائل النقل بكل أنواعها، البرية والبحرية والجوية.

في هذا السياق، دعت كبرى وكالة الأسفار العالمية "توماس كوك " الى اجلاء وترحيل  كافة المتعاملين معها وخاصة من الجنسيات البريطانية   وذلك على خلفية الهجوم الإرهابي الذي استهدف نزلا بالقنطاوي وأسفر عن مقتل 27 شخصا، من بينهم عدد من السياح البريطانيين.وفق ما نقلت اذاعة جوهرة المحلية.ولم تذكر وكالة الأسفار أن كان ترحيل حرفائها من تونس يعني إلغاء الحجوزات القادمة أم انه مجرد اجراء تحفظي لسلامة حرفائها الموجودين حاليا في تونس .ويأتي السياح الانقليز في المرتبة الرابعة من حيث عدد السياح الأوروبيين الذين يقضون عطلهم في تون

وتظهر أرقام وزارة السياحة التونسية أن هذا القطاع لم يتعاف منذ سنة 2010. وتفاءل التونسيون سنتي 2013 و2014 بتحسن في قطاع يدر سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن التحسن ظل خجولا جدا وبعيدا عن آمال التونسيين، حسب مهنيي قطاع السياحة.فخلال أربع سنوات تراجع عدد السياح الأجانب بنسبة 12.1 في المائة مقارنة مع ما كان عليه الحال في سنة 2010 التي تجاوز عدد الوافدين خلالها عتبة سبعة ملايين سائح.أما عدد ليالي المبيت فتشير الأرقام الرسمية إلى نزوله بمعدل 18.2 في المائة سنة 2014 مقارنة مع ما كان عليه الحال في سنة 2010.

وتشير التقارير الرسمية التونسية الى أن حصيلة الربع الأول من سنة 2015، من مداخيل القطاع تراجعت بنسبة 6.8 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2014، وانخفض عدد ليالي المبيت بنسبة 10.7 في المئة، وفقدت تونس 14.2 في المئة من عدد الوافدين إليها خلال الأشهر الثلاثة الماضية من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من السنة المنصرمة.

بالرغم من هذه الصورة السوداوية للوضع فان السياحة التونسية قد استطاعت في العديد من المحطات السابقة الخروج من عنق الزجاجة في أعقاب كل عملية إرهابية تستهدفها. فهذه العملية الإرهابية التي استهدفت مرفقا سياحيا تونسيا لم تكن الأولى في تاريخ القطاع السياحي في البلاد. فقد سبقتها تفجيرات سوسة و المنستير في العام 1987 و تفجر كنيس الغربية بجزيرة جربة في العام 2002 و وفي أكتوبر 2013 فجر شاب نفسه قرب فندق سياحي في مدينة سوسة، دون أن يحدث أضراراً مادية أو خسائر بشرية، في حين أحبطت الوحدات المختصة بوزارة الداخلية عملية تفجير إرهابية بمحافظة المنستير شرقا استهدفت ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.