في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني الليبي عملياتها العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس قصد تحريرها من براثن المليشيات المسلحة ودك معاقلها هناك،في خطوة يعتبرها كثيرون هامة على طريق اعادة الاستقرار،تتحرك شبكة الخلايا النائمة والنشطة التي تمكن الارهابيون من مدها في البلاد طوال السنوات الماضية مستغلين حالة اللا استقرار،في محاولة للتشويش على عمليات الجيش.

فمن جديد،يضرب الإرهاب في بنغازي ثانية كبرى المدن الليبية،صباح الإثنين،حيث إنفجرت سيارة مفخخة تحت كوبري "سيدي خليفة" الواقع شرق المدينة.وتحدثت تقارير إعلامية أن الإنفجار إستهدف العميد عادل مرفوعة البرغثي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الذي أصيب على إثره ببعض الشظايا ونقل على الفور للمستشفى للعلاج.

لكن مدير المكتب الإعلامي بمديرية أمن بنغازي أحمد المسماري،نفى ما تردد من أنباء عن إصابة مدير إدارة مكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة في بنغازي عقيد عادل مرفوعة، أو أي عنصر من عناصر قوة الإدارة.وأوضح المسماري، في تدوينة على الصفحة المعتمدة لمديرية أمن بنغازي، أن التفجير لم يسفر عن أية أضرار بشرية تذكر، لافتًا إلى وقوع بعض الأضرار المادية في المركبات الآلية القريبة من التفجير إضافة إلى أضرار طفيفة بالجسر الذي انفجرت تحته السيارة.

ويأتي هذا التفجير الإرهابي،بعد أيام قليلة من هجوم مباغت شنه إرهابيون على بلدة الفقهاء بمحافظة الجفرة في الجنوب الليبي وقتلوا شخصين واختطفوا آخر.ونقلت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي تعرض البلدة للهجوم الارهابي وسط انقطاع للاتصالات،فيما قالت تقارير اعلامية محلية ان الإهابيين قتلو أحد عناصر الحرس البلدي عبد الكافي أحمد، ورئيس المجلس المحلي أحمد ساسي، كما خطفت المواطن مفتاح احميد ساسي.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي،وذكر بيان نشرته وكالة أعماق الإعلامية التابعة للتنظيم إن عناصر التنظيم الإرهابي جابوا بلدة الفقهاء بمحافظة الجفرة وسط ليبيا للمرة الثانية، بحثا عن قيادات بالجيش الوطني الليبي والدوائر التابعة لها.وأكدت الوكالة أن العملية تندرج ضمن غزوة "الثأر لولاية الشام المباركة"، والتي بدأتها في مختلف المناطق التي تسيطر عليها أو تنشط فيها خلاياها في عدد من دول العالم.

وتتزامن هذه الهجمات الارهابية مع تصاعد وتيرة القتال في العاصمة الليبية طرابلس،ويربط الكثير من المتابعين للشأن الليبي بين هذه الهجمات والصراع في طرابلس حيث تسعى العناصر الارهابية لتشتيت الجيش الليبي وتخفيف الضغط على عناصرها المتمركزة في المدينة.

وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي،اللواء أحمد المسماري،أكد في مؤتمر صحفي من بنغازي،الثلاثاء الماضي، أن هجوم الفقهاء يهدف لاسناد الجماعات الارهابية في طرابلس مبينا أن منفذي الهجوم ينتمون لتنظيم يسمى سرايا الصحراء والذي يضم بقايا عناصر داعش والقاعدة.

ولفت المسماري إلى أن الجماعات الارهابية عقدت اجتماع في سرت وجرى طرح فكرة الهجوم على الهلال النفطي مشيرا إلى أن الجيش لمواجهتهم.كما حذر الناطق باسم الجيش من وجود تحالفات خطيرة في طرابلس بين جماعات ارهابية متطرفة مبينا أن المعركة خرجت من يد السراج وأصبحت بيد الجماعات الارهابية.

واستعرض المتحدث باسم قوات الجيش الليبي، أحمد المسماري، في وقت سابق، قائمة تضم أخطر الإرهابيين في تنظيم القاعدة المطلوبين للعدالة محليّا ودوليا، وقال إنّ بعضهم فروا إلى العاصمة طرابلس، وآخرون يحاولون الدخول إليها، في وقت ظهرت فيه عدة شخصيات إرهابية واقعة تحت عقوبات دولية بسبب ارتكابها جرائم حرب، في ساحة القتال، جنباً إلى جنب مع الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، ليل الرابع من نيسان/أبريل الجاري، إطلاق عملية عسكرية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.

ويحقق الجيش الليبي، تقدما واضحا باتجاه العاصمة الليبية طرابلس، بعد نحو أسبوعين على انطلاق العملية العسكرية، التي تهدف إلى تخليص طرابلس من المليشيات المسلحة وتحريرها من الإرهاب.وقال المتحدّث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش، اللواء أحمد المسماري،الأحد، أنّ قوات الجيش تتقدم بشكل جيّد في 7 محاور نحو العاصمة، في انتظار فتح محور ثامن في الساعات المقبلة، لقطع الشريان الرئيسي لدعم المسلحين في طرابلس، مشيرا إلى أنّ العمليات العسكرية ستستمرّ حتى تحرير العاصمة من المليشيات.

ويخشى البعض أن تكون الحرب في طرابلس انتكاسة لجهود تحقيق السلام في ليبيا.وكانت الأمم المتحدة قد أشارت مؤخرا إلى مؤشرات إيجابية بعد لقاء جمع السراج وحفتر، في أبو ظبي، حيث اتفقا على البحث عن حلول غير عسكرية وضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية. وأعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عن إقامة مؤتمر وطني جامع في الفترة بين 14 و16 أبريل/ نيسان الجاري في مدينة غدامس، غربي ليبيا، إلا أنه أرجئ إلى أجل غير مسمى.

ويرى مراقبون،أن التنظيمات الإرهبية قد تم إضعافها في الفترة الماضية،وخاصة بعد طردها من سرت وبنغازي وعدة مناطق أخرى فيما يزداد تضييق الخناق عليها في جنوب وغرب البلاد.لكن هذه التنظيمات وعلي رأسها "داعش"،مازالت تحتفظ بخلايا نائمة تنشط بين الحين والآخر.وتشير الهجمات المتواصلة إلى إصرار الإرهاب على الدفع بنفسه إلي واجهة الأحداث في محاولة لإدخال البلبلة وسعيا لتثبيت الفوضى التي تمثل بيئة مناسبة لتمدد التنظيمات الارهابية في العمق الليبي.