أعلن ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان سو لوتزيه أن التوترات تتزايد في أحدث دولة في العالم مع هجرة الرعاة إلى أراضٍ تشغلها مجتمعات زراعية مما يزكي سلسلة جديدة من الصراعات في البلاد التي مزقتها الحرب ويهدد إمدادات الغذاء.

وتابع لوتزيه أن دولة جنوب السودان تشهد اقتتالاً متزايداً في المناطق التي كانت تنعم بدرجة كبيرة من السلام نتيجة التغيرات في أنماط الهجرة بسبب الحرب التي اندلعت في كانون الأول (ديسمبر) 2013 بعد عامين من إعلان الاستقلال عن السودان.

وتقول الأمم المتحدة إن الحرب الأهلية حصدت أكثر من 10 آلاف قتيل، مما دفع أكثر من مليون شخص إلى الفرار ودفع الدولة التي يسكنها 11 مليون شخص إلى المجاعة.

وقال لوتزيه عبر الهاتف من العاصمة جوبا: «نرى الرعاة يتحركون في المناطق الزراعية حاملين معهم أسلحة آلية. نستطيع أن نشعر بالضغط يتزايد».

ولم تستطع الأمم المتحدة تقديم الأعداد الذين قُتلوا في أعمال العنف التي حصلت أخيراً مع اندلاع القتال في أماكن يتعذر الوصول إليها.

وأدى التحرك المتزايد للماشية إلى انتشار أمراض من بينها حمى الساحل الشرقي والحمى القلاعية وداء المثقبيات إلى مناطق لم تتأثر من قبل، مما يضر بالرعي وهي مصدر رئيس لمعيشة كثير من السكان.

وقال لوتزيه إن انتشار الأمراض الناجم عن الهجرات غير العادية للماشية بسبب الحرب والضغوط البيئية يشكل «حالة طوارئ صامتة».

وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن الزراعة تراجعت بنسبة تصل إلى 40 في المئة بسبب انعدام الأمن في بعض المناطق مثل رينك كاونتي في منطقة أعالي النيل في شمال شرقي البلاد، مما رفع أسعار الحاصلات الأساسية بمعدلات تصل إلى 400 في المئة.

وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إنها بدأت تقديم مساعدات غذائية لجنوب السودان من طريق نهر النيل للمرة الاولى منذ استقلاله عن السودان في عام 2011، محذرةً من أن البلاد قد تواجه «مجاعة».

وواجهت جماعات المعونة صعوبات في الوصول إلى الكثير من المناطق بسبب القتال ونقص الطرق الممهدة التي يتعذر المرور فيها في موسم الأمطار.

وقال لوتزيه إن قوات الأمن الحكومية مشغولة بالصراع السياسي بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق ريك مشار، وعليه فإن القوات لا تحافظ على السلام في التجمعات الريفية. وأضاف: «عادةً ما تحد قوات الأمن من الصراعات بين الرعاة والمزارعين وبين جماعات الرعاة المختلفة. نتوقع أن تحتدم الصراعات.»

من جهة أخرى، وعدت حكومة جنوب السودان بإجراء انتخابات عام 2015 على رغم الحرب الأهلية، فيما وعد سلفاكير بإصدار عفو عن مسؤولين متمردين.

وأورد بيان حكومي أول من أمس، أن الانتخابات ستُـــنظّم «بين 1 ايار (مايو) وتمـــوز (يوليو)» المقبلين، وأن الرئيس «مصمم على أن تكون انتخابات شفافة».

وقال الناطق باسم الحكومة اتني ويك اتني: «سنجري الانتخابات في 2015 لأننا لن نسمح بأن تكون ديموقراطيتنا رهينة العنف. لقد تمت الموافقة على موازنة ونحض كل الاطراف على المشاركة». وأضاف أن الرئيس «في طور اصدار عفو عن اشخاص ارتكبوا جرائم ضد حكومة جنوب السودان»، لكنه لم يحدد ما اذا كان سيتم منح قادة متمردين عفواً كاملاً.