تقف مدينة كانو كبرى مدن الشمال النيجيري (10 ملايين نسمة) على حواف قدر غير الذي تعرفه بقية مناطق التراب النيجيري في حربها ضد المد الأصولي. لقد اختار زعيمها سانوسي لاميدو سانوسي أن يدير ظهره للحكومة وهو يحارب الخطر الذي تمثله الهجمات المتكررة لبوكو حرام، انه موقف جديد يحرج الجميع في نيجيريا..

قيل أن العملية التفجيرية التي هزت المسجد الكبير في مدينة كانو النيجيرية يوم 28 نوفمبر 2014 موجهة بالأساس لسنوسي لاميدو سانوسي أو كما يلقب اليوم بـ "أمير كانو". رجل الـ 53 ربيعا قلده أنصاره حكم مدينتهم بداية من يوم 9 جوان 2014. كان ذلك بعد مدة من قرار حكومي بإقالته من منصبه على رأس البنك المركزي النيجيري. هذا التضامن الشعبي لم يأت من فراغ، فقد فضح سانوسي تحويل وجهة مبالغ كبرى من عائدات النفط.

في شمال نيجريا، يظل الخطر الكبير هو ارهابيو بوكو حرام. في ماي 2013 أعلن الرئيس النيجيري غودلوك جوناثان حالة الطوارئ في الشمال، على اثر الضربات المتتالية للجماعة الأصولية التي لا تفرق في عقوباتها بين المسلمين وغيرهم، علما أن الشمال ذو أغلبية مسلمة. استغل سانوسي العجز الواضح للقوات العسكرية النيجيرية، ودعا أهالي مدينته للتنظم في ميلشيات للدفاع عن أحياء المدينة ضد الخطر الإرهابي وهو ما رأت فيه الحكومة دعوة للفوضى.

ألغيت حالة الطوارئ يوم 20 نوفمبر الفارط، وبعد 8 أيام وقعت عملية المسجد الكبير في كانو والتي خلفت 120 قتيلا على الأقل وما يناهز الـ 300 جريحا. يقع المسجد بالقرب من مقر سكنى سانوسي لاميدو سانوسي وهو ما يعتبر تهديدا مباشرا له. هل كانت التوقعات تقول بأنه سيكون في المسجد؟ وهل لنا أن نفهم بالتالي أنه يقع تحت التهديد المباشر لبوكو حرام، مثله مثل أمير غوزا الذي اغتيل في ماي 2014؟

من جهته، أكد "أمير كانو" أنه يستبعد أن تكون هذه العملية موجهة له شخصيا، فهي عبارة عن ثلاثة تفجيرات انتحارية في صلاة جمعة، وهي بالتالي عملية معدة منذ فترة طويلة ومدروسة بدقة. كما صرح سانوسي بعد يوم من المأساة "لن تتمكن هذه العمليات من إرهابنا". في كل الحالات، من الواضح أنه لا يريد محاربة عدو واحد، وإنما عدوين في نفس الوقت..

* دوروتي تيونو  لمجلة "جون افريك" -  ترجمة شوقي بن حسن