يواصل نظام أردوغان الكشف عن نواياه المشبوه تجاه البلدان العربية وعلى رأسها ليبيا،حيث تسعى انقرة إلى تكريس حالة الفوضى، وإنتاج المزيد من عدم الاستقرار في المشهد الليبي وذلك من خلال دعم الجماعات الموالية لها بهدف مد أذرعها والسيطرة على البلاد خدمة لمصالحها وأطماعها في هذا البلد الغني.
أطماع أكدها الرئيس التركي بلسانه حين أكد ان الاتراك يتواجدون في ليبيا وسوريا من أجل حقهم،وحق اخوانهم في المستقبل،على حد زعمه.وأضاف اوردوغان خلال كلمة له  الاثنين في منتدى آرتي باسطنبول أن الاتراك اليوم يتواجدون في جغرافيتهم احتراما لارث الأجداد ،فهم من نسل "يونس أمره" في اشارة الى القاضي العثماني الشهير.ووصف أوردوغان بلاده تركيا بوريث الامبراطورية العثمانية،مشيرا الى سعيه لاحياء  ما وصفه بالمجد القديم للأتراك.
وتأتي تصريحات أردوغان هذه لتؤكد صحة الاتهامات الموجهة لنظامه بمحاولة التوسع العسكري بالمنطقة العربية، حيث تنتشر قواعد عسكرية تركية في عدد من الدول،وهو ما يراه متابعون للشأن التركي رغبة من أردوغان في استعادة نفوذ الإمبراطورية العثمانية السابقة.وقد كشف الجيش الليبي في أغسطس الماضي،عن إفشاله مشروعا تركيا لإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، بالتعاون مع الجماعات الإرهابية،وهو ما يؤكد بحسب مراقبين للشأن التركي، مخاوف البعض من سعي أردوغان لتحقيق أحلامه السلطانية التوسعية.
لكن مطامع اردوغان ونواياه الاستعمارية تصطدم باصرار الليبيين على الذود عن بلادهم وهو ما اكدته ردود الفعل تجاه تصريحاته الاخيرة،حيث تتالت البيانات المنددة بتصريحات أردوغان معتبرة اياها تدخلًا سافرًا فى شأن بلادهم، وأظهرت هذه البيانات توحدهم ضد أردوغان الذى يسعى لمزيد من الجرائم فى ليبيا خصوصا أنه يدعم المليشيات المسلحة هناك.
وفي هذا السياق،إستنكر الحراك الوطني من أجل ليبيا في بيان له اليوم الثلاثاء تصريحات الرئيس التركي،مشيرا الى أنها أوضحت وبشكل جلّي خبايا نواياه الاستعمارية وادعائه بحقوق دولته في ليبيا ونيته في إعادة إحياء تلك الحقبة الاستعمارية المقيتة التي جلبت التخلف والاستبداد على مدار مئات من السنين.
وأعلن الحراك ردا واستنكارا على ما جاء في خطاب أردوغان بشأن ليبيا ضم صوته مع كافة الليبيات والليبيين المندّدين والمُستنكرين لما وصفه بـ"التعدي الصارخ" من قبل الرئيس التركي أردوغان.وطالب الحراك الوطني في ختام بيانه كافة أبناء الوطن للوقوف صفا واحدا في وجه ما وصفه بـ"التعدي السافر".
  ومن جهتها،وجهت مجموعة أبناء ليبيا خطابا إلى أمين عام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من خلال المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليييا غسان سلامة حول تصريحات أردوغان بشأن ما وصفه بـ "حق بلاده" فى التواجد بعدة دول كانت ضمن السلطنة العثمانية أو ما أسماها "جغرافيتنا القديمة".
وقالت المجموعة فى بيانها ورسالتها وهى تضم عدداً من الدبلوماسيين السابقين والأكادميين والنشطاء أن تصريحات أردوغان ماكانت لتكون لولا ماوصفها البيان بـ"بقايا السلطة الحاكمة في طرابلس مع حلفائها الإسلاميين المتحالفين مع تركيا"، مؤكدة أنها أرسلت الرسالة فعلاً إلى سلامة فيما لاتزال حملتها لجمع التوقيعات على الرسالة مفتوحة.وحذرت الرسالة من مغبة هذه التصريحات ومن محاولة فرضها كأمر واقع على الأرض مطالبة الأمين العام بإدانتها صوناً لحق الشعوب على أراضيها كما حذرت من تداعيات هذه التصريحات والمشاربع على المجتمع الليبي من خلال إثارة النعرات القومية والعنصرية.
وفي السياق نفسه،أعلن مجلس مشائخ ترهونة عن استنكاره لتصريحات أردوغان التي تحمل خلفيات استعمارية.وقال المجلس في بيان له أن مكتبه الإعلامي تابع كلمة أردوغان التي عبرت "بشكل صريح وواضح على سياسة حزب العدالة والتنمية الاستعمارية" حيث ادعى "حق بلاده المزعوم في ليبيا،  إضافة لحقها في عدة دول بينها الجمهورية العربية السورية،  ضمن ما يعتبره أردوغان جغرافية سلطنتهم العثمانية القديمة".
وأضاف المجلس "إن الإرث العثماني في بلادنا لا نذكره إلا بالدم والفقر والجهل والضرائب والسلب والنهب، ودك القرى بالمدافع، وقتل أجدادنا، وتعد المذبحة التي قام بها الأتراك في حق أهلنا في قبيلة الجوازي من أسود وأكلح ما في تاريخ الدولة العثمانية" مردفا "ها هي تركيا اليوم تكشف عن حقيقة تواجدها في منطقتنا العربية من خلال ما أعلنه الرئيس التركي يوم أمس بأن لتركيا إرث تاريخي ينبغي إعادته".
ووجه المجلس رسالة لأبناء القبائل الليبية طالب فيها بأن يدركوا حقيقة ما يجري على الساحة الليبية من دعم تركي لجيشها في طرابلس المتمثل في "الدواعش والقاعدة والإخوان" في ظل حكم حلفاء تركيا من بقايا ما وصفوه بـ"السلطة العاجزة وغير الشرعية" في طرابلس.كما دعا البيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأن تعمل بجد على إيقاف ما وصفه بـ"الصلف" التركي الاستعماري الذي كشر عن أنيابه وأخبر بنفسه عن حقيقة نواياه الاستعمارية في ليبيا.
وأشار المجلس إلى أن الطيران المسير التركي ليس موجه ضد جناح ليبي بعينه إنه في الحقيقة ضد جميع الليبيين، قائلاً :"فإذا كان الاستعمار التركي له حلفاء ليبيين فإنهم سيكونون غدا ضحية الجلاد التركي".وإختتم المجلس بيانه متوجها بالحديث لليبيين بالقول :"إن أهلكم في ترهونة لن تثني من عزائمهم خطابات المعتوه أردوغان لكنهم أرادوا من إصدارهم لهذا البيان تنبيه جميع القبائل الليبية لحقيقة السياسة التركية".
وانخرطت تركيا في ليبيا منذ سنوات في محاولة لدعم الجماعات الموالية لها وعلى رأسها جماعة "الاخوان" بهدف السيطرة على البلاد.وكشفت معركة تحرير طرابلس التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي،حجم التدخل التركي في الصراع وذلك من خلال دعمها للمليشيات المسلحة في محاولة لمنع سقوطها في العاصمة الليبية التي تمثل المعقل الأخير للمسلحين الموالين لتركيا وبوابتها لمواصلة نهب ثروات الليبيين.
وأرسلت تركيا مجموعة من الشحنات العسكرية إلي المواني اليبيا على غرار السفينة "أمازون" التي وصلت إلى ميناء طرابلس قادمة من "ميناء سامسون" التركي يوم 18 مايو الماضى،  وتحمل علي متنها حوالي 60 مدرعة إلي جانب البنادق والذخائر والصاوريخ.كما وفرت تركيا دعما جويا للميليشيات من خلال الدفع بطائرات بدون طيار من بينهم طائرات من طراز بيرقدار  تتمركز بمطاري مصراتة ومعيتيقة.
ووفرت الطائرات المسيّرة،غطاءً جوياً للميليشيات خلال اقتحام مدينة غريان، وكانت نقطة تحوّل أمالت الكفّة لصالح هذه المليشيات وفق ما أعلن الجيش الليبي.كما مارست الطائرات المسيرة التركية التي تجول في الأجواء الليبية بتواطئ من حكومة الوفاق،جرائم كبرى في حق الليبيين وسفكت دماءهم من خلال استهدافها للمدنيين في عدة مناطق من البلاد.
   ورغم الدعم اللانهائي لتركيا وقطر لهذه الميليشيات، إلا أن قوات الجيش الليبي،سيطرت على عدد من المناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس،على رأسها منطقة العزيزية، التي تعتبر واحدة من أهم المداخل باتجاه غرب ووسط العاصمة، بحسب بيان للجيش، أعلن من خلاله السيطرة على المناطق الجديدة؛ جاء عقب اشتباكات عنيفة مع قوات حكومة الوفاق والميليشيات الموالية لها، مشيراً إلى أن العمليات القتالية بين الجانبين لا تزال مستمرة في عدة محاور على أطراف طرابلس.
وقد تمكنت عناصر الجيش الليبي من اقتحام عدة ثكنات عسكرية كانت تسيطر عليها قوات الوفاق، من بينها معسكر الدبابات بصلاح الدين جنوب العاصمة، وذلك وفقاً لما أعلنته غرفة عمليات أجدابيا، وتزامنا مع ذلك، أعلنت كتيبة طارق بن زياد التابعة للقيادة العامة للجيش أن عناصرها اقتحمت الوحدات العسكرية لمواقع حكومة الوفاق بالقرب من مسجد الطيبة جنوب المدينة مشيرة إلى أن  مفارز الكتيبة تحرز تقدمات أخرى تحديدا بمحور الخلاطات.
من جهته أعلن المتحدث باسم قوات الجيش الليبي اللواء "أحمد المسماري" صباح الثلاثاء، أن سلاح الجو، استهدف مخازن أسلحة تابعة لقوات حكومة الوفاق في مطار معيتيقة الدولي، مما أدى إلى انفجارات هائلة نتيجة لتدمير واحتراق صواريخ وذخائر، كانت مخزّنة في دشم بالشقّ العسكري للمطار.
ولفت المتحدث إلى أن المستودعات المستهدفة، كانت تضم مخازن أسلحة وصواريخ وطائرات تركية مسيّرة، تستخدمها ميليشيات تابعة للوفاق داخل حرم المطار، مشيراً إلى أن الغارات جاء بعد سلسلة عمليات استخباراتية، تمكن من خلالها الجيش من تحديد مواقع تخزين السلاح بدقة.وقد كان الجيش الليبي قد أعلن قبل أيامٍ عن تنفيذ سلاح الجو التابع له، عدة غارات جوية على معسكر ومرافق في مدينة مصراته، كانت تستخدم لتخزين معدات وأسلحة دفاع جوي تركية.
وأشار بيان للجيش الليبي إلى أن القوات الجوية استهدفت منشآت تخزين معدات دفاعات جوية في مصراتة، تستخدم من قبل من وصفهم بـ"المليشيات والجماعات الإرهابية"، لتخزين معدات وأسلحة دفاع جوي تركية، موضحاً أن الغارات تم تنفيذها بدقه متناهية، وأنها اصابت أهدافها دون التأثير على اي منشأت او مرافق مدنية.
وبحسب البيان، فقد نجم عن هذا الاستهداف، عدة انفجارات هائلة، نتيجة لتدمير وإحتراق صواريخ وذخائر كانت مخزنة في هذه المرافق التي تستخدم من قبل المليشيات المسلحة.وإلى جانب ذلك، تمكنت قوات الجيش الليبي خلال العمليات العسكرية على أطراف طرابلس من تدمير غرفة عمليات تركية، وقتل كل من كان فيها عبر استهدافه موقع عسكري في العاصمة الليبية- طرابلس.
وأوضح الجيش الوطني الليبي، أن الموقع العسكري كان يضم غرفة عمليات تركية، وهي مقر التحكم بالطائرات المسيرة التي كانت تنطلق لضرب مناطق متفرقة من ليبيا.وبحسب بيان رسمي صدر عن المركز الإعلامي التابع للجيش فإن أن "غرفة عمليات الكرامة" التابعة للجيش الوطني، تمكنت من قتل اثنين من المهندسين العسكريين الأتراك، وتدمير غرفة تحكم الطيران التركي المسيّر ومقتل عدد من الحراسات.
وتسعى جماعة الاخوان للتعويل على تركيا خدمة لأجنداتها وللحفاظ على آخر معاقلها في طرابلس وقد تكررت خلال الفترة الماضية دعوات قيادات اخوانية للتدخل التركي ضد الجيش الليبي والتي أحدثت ردود فعل غاضبة في الأوساط الليبية ووصف نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات القيادات الإخوانية،بالخيانة،معربين عن رفضهم التدخل التركي أو القطري في الشأن الليبي.
وكشف وقوف جماعة "الاخوان" ضد الجيش الليبي وارتباطها بأجندات خارجية،النوايا المشبوهة للجماعة ودعمها للتنظيمات الارهابية التي تنشر الفوضى في البلاد.وباتت كل مخططات المجموعات المنتمية إلى الإسلام السياسي في ليبيا وعلى رأسها جماعة "الإخوان" مكشوفة لدى الشعب الليبي الذي أدرك أن هذه التنظيمات لا تحاول إلا السيطرة على الحكم وتنفيذ مشروعها التخريبي في المنطقة عبر تسليم ليبيا لتركيا التي تسعى لنهب ثرواتها وتمرير أجنداتها في المنطقة.
وشهدت المدن الليبية تحركات ضد جماعة الاخوان والتدخل التركي،وندد المتظاهرون بما وصفوه بسيطرة الجماعة على مفاصل الدولة وتغلغلها في مؤسسات الدولة، إضافة إلى تحميلها مسؤولية الفتنة والاقتتال في البلاد.وتؤكد المؤشرات على الأرض أن أردوغان في طريقه الى هزيمة أخرى على الأراضي الليبية في ظل اصرار الجيش الليبي على اجتثاث الجماعات الموالية لأنقرة من العاصمة الليبية واستعادة سلطة الدولة،مستعينا في ذلك بوعي الشعب الليبي ووقوفه ضد التدخلات الخارجية التي تقودها الأطماع في نهب ثرواته.