طالب نشطاء جنوب أفريقيون أمس الخميس، بطرد السفير الإسرائيلي في البلاد على خلفية الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وفى حديث لوكالة الأناضول، قال إبراهيم فاودا، الباحث البارز لشبكة استعراض وسائل الإعلام، وهي جماعة حقوقية: "نطالب حكومة جنوب إفريقيا أن تستدعي أولا سفيرنا من تل أبيب، وبعد ذلك تطرد السفير الإسرائيلي من جنوب أفريقيا".

ورأى أنه يتعين على حكومة جنوب أفريقيا أن تتخذ إجراءات حازمة ضد إسرائيل بسبب الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.

وأضاف: "يجب على حكومة جنوب أفريقيا أن تكون في طليعة من يطالبون بفرض عقوبات دولية، ودعم المقاطعة، في إطار حملة المقاطعة العالمية، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي إس" ضد إسرائيل"، ومضى قائلا: "نحن لم نكن لننجح في القضاء على الفصل العنصري إذا لم يكن لدينا دعم من المجتمع الدولي".

وبدوره، قال آدم نظيم عضو، "تحالف التضامن مع فلسطين" إن منظمته تؤيد الدعوات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة اليهودية"، وأضاف في حديث لوكالة الأناضول: "لا يمكن أن تستمر علاقاتنا مع دولة فصل عنصري مثل إسرائيل".

وأشار آدم إلى أن منظمته تعتزم التظاهر يوم الأحد المقبل في يناسيا جنوبي جوهانسبرج، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وفى ذات السياق، أصدر اتحاد نقابات جنوب إفريقيا "كوساتو" دعوات مماثلة.

وقال في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه: "إننا نؤيد الدعوة إلى استدعاء سفير جنوب افريقيا "من إسرائيل"، وطرد السفير الإسرائيلي من جنوب أفريقيا، والتحرك بسرعة لعزل إسرائيل بشكل حاسم وجميع الذين يتعاطفون مع العنصرية والاحتلال الصهيوني".

وأضاف "كوساتو" أن "الوقت قد حان لكي يتحرك العالم أبعد من مجرد كلمات الشفقة واتخاذ إجراءات، كما فعل مع الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عندما تم الإعلان عن أن سياسات هذا الأخير جرائم ضد الإنسانية".

وأشار إلى أن "الفصل العنصري لا يزال يشكل جريمة ضد الإنسانية، أينما يحدث، وإذا لم يغضبنا الفصل العنصري، فإن إنسانيتنا موضع تساؤل".

وينظم اليوم الجمعة القسم الجنوب أفريقي من حملة المقاطعة العالمية، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي إس" وقفة احتجاجية تضامنية خارج المقر الرئيسي لوزارة العلاقات الدولية والتعاون في بريتوريا، لمطالبة الوزارة كذلك حكومة جنوب أفريقيا لسحب سفير جنوب أفريقيا في تل أبيب على الفور وطرد السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا"، وفقا لما ذكره محمد ديساي عضو "بي دي إس" بجنوب أفريقيا.

وفي وقت سابق اليوم، أدان الحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم، في جنوب أفريقيا، الحملة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وحث الجنوب أفريقيين للاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقال نائب الأمين العام للحزب، جيسي دوارتي، في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه إن "المؤتمر الوطني الأفريقي يدين بأشد العبارات الهجمات الوحشية على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة"، وأضاف "لقد حولت دولة إسرائيل الأراضي المحتلة في فلسطين إلى معسكرات للموت المستمر".

وتابع: "بينما نمضي قدما نحو شهر أغسطس، ونتذكر فظائع ألمانيا النازية، يجب علينا بالتأكيد أن نسأل شعب إسرائيل هل فقدت عبارة "حتى لا ننسى" معناها؟".

وزاد بالقول: "لكن بالنسبة إلى دولة إسرائيل أصبح مفهوم العين بالعين مجزرة دائمة وانتقاما لا يرحم، وهو ما استمر لأكثر من 60 عاما، وحان الوقت لوقف القتل".

ووفقا للبيان، وصف الحزب قطاع غزة بأنه "أكبر سجن مفتوح في العالم"، وطالب بإنهاء "الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، والعقاب الجماعي الإسرائيلي للفلسطينيين".

ومضى قائلا: "يجب أن ينتهي العقاب الجماعي والحصار غير القانوني للشعب الفلسطيني في غزة على الفور".

وحث الحزب جميع مواطني جنوب أفريقيا، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والدينية، للاحتجاج على هجوم إسرائيل القاتل وإظهار التضامن مع شعب غزة.

وأردف: "عمليات القتل الوحشية التي نفذتها جنوب أفريقيا إبان حقبة الفصل العنصري بحق شعبنا في الثمانينيات أدت لعزلتها، يبدو أن إسرائيل تتخذ مسارا مماثلا من العزلة من خلال الإقدام على هذه الهجمات".

واختتم بالقول: "نحن واضحين في دعمنا للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل تقرير المصير وقاطعين في رأينا أن الفلسطينيين هم الضحايا والمظلومين في الصراع مع إسرائيل".