توفي عالم الإجتماع التونسي المنصف ونّاس أمس الإربعاء في المستشفى العسكري بالعاصمة تونس عن عمر يناهز 61 عاما، متأثرًا بفيروس كورونا الذي أصيب به منذ الـ27 من شهر أكتوبر الماضي.

الرّاحل هو أحد أبرز علماء الإجتماع في العالم العربي، وتتنوع اختصاصاته بين الاجتماع الثقافي والسياسي والانتروبولوجيا، ومن أبرز الباحثين العرب الذين اشتغلوا على تطبيقات "الشخصية القاعديّة" على المجتمعات العربية. 

خلّف المنصف ونّاس عشرات الكتب المختصة في مجاله الأكاديمي وعشرات البحوث والدراسات. ويعتبر الرّاحل من أهم المختصين في دراسة المجتمع الليبي عبر عديد الكتب والأبحاث التي تناول الشخصية الليبية والتركيبة الاجتماعية الليبية وتاريخ ليبيا السياسي والثقافي والاجتماعي. 

وقد عُرف المنصف ونّاس كذلك، بمواقف السياسيّة الملتزمة في ما يخص القضايا العربيّة وموقفه النقدي اتجاه الأنظمة العربية، موظفا المعرفة في خدمة قضايا التحرر الوطني والاستقلال والسيادة والحريّة والمواطنة. 

من أبرز المواقف السياسيّة للرّاحل هو موقفه من الحرب على ليبيا في العام 2011 حيث كان من أبرز المعارضين للتدخّل الأجنبي، وترأس العديد من الفعاليات والأنشطة ضد تدخّل حلف الناتو في ليبيا التي يعتبر أحد أهم الأكاديميين العرب المختصين في شؤونها السياسية والاجتماعية والثقافية.

ترأس الدكتور المنثف ونّاس مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية بتونس، وهو مركز حكومي، واشتغل لسنوات كأستاذ جامعي أشرف خلالها على عشرات رسائل البحث والدكتوراه. 


خلّف الرّاحل الدكتور المنصف ونّاس أكثر من عشرين كتابا في مجال علم الاجتماع والانتروبولوجيا، وأهمها كتابين اشتغل فيهما على تطبيقات "الشخصية القاعدية" على كل من المجتمع التونسي والليبي. كما اهتم بمسألة السياسات الثقافية في بلدان المغرب العربي وبمسألة القبيلة والتحولات السياسية وبعديد من الظواهر الإجتماعية التونسية والليبية والمغاربية والعربية. كما اشتغل على العديد من القضايا التاريخية والترجمة والتوثيق.



النخب التونسية والليبية والعربية، نعت الرّاحل معددة خصاله الأكاديمية والانسانيّة،  الدكتور مصطفى الفيتوري الأكاديمي والباحث الليبي كتب في رثاء المنصف ونّاس مسترجعا عديد المواقف السياسية والانسانيّة للرّاحل وعلاقته هذا الأخير بليبيا قائلا: "وناس القومي العروبي الليبي الهوى يرحل تاركا في القلب غصة".


في تونس تتالت بيانات النعي والترحّم على الرّاحل منصف ونّاس من أكاديميين وساسة وصحافيين ومن طلبته ومن كافة المهتمين بالشأن الثقافي المحلي والعربي. 

المؤرخة التونسية آمال موسى كتبت عن رحيل المنصف ونّاس قائلة أنّها "خسارة فادحة لعلم الإجتماع"


رئيس الحكومة التونسية السابق إلياس الفخفاخ غرّد معزيا في فقيد الساحة الأكاديمية والثقافية التونسية.


عشرات النخب والمفكرين والكتاب الصحفيين في تونس وليبيا والعالم العربي نشروا نصوصا في تأبين الرّاحل الذي كان مرجعًا أكاديميا مهما في مباحث علم الاجتماع الثقافي والسياسي، وأحد أهم المختصين في السياسات الثقافية للدّول وخاصة أحد أهم المختصين في المجتمع الليبي وتاريخه السياسي. 

كما يذكر للرّاحل أنه من أوائل الذين اشتغلوا على مفهوم "الشخصية القاعدية" وتطبيقاتها في العالم العربي من خلال نموذجي تونس وليبيا، وهي كتابات أسالت الكثير من التفاعل الأكاديمي والصحفي وخلفت نقاشات مهمة وعميقة في هذا الاختصاص المستجد في الساحة العربية.

كان لـ"بوابة افريقيا الإخبارية" حوارات كثيرة سابقة مع الدكتور المنصف الونّاس أضاء من خلالها عديد الجوانب حول الواقع الليبي ومسائله السياسية والثقافيّة، كما يذكر أنّ آخر كتب الدّكتور المنصف ونّاس حول ليبيا هو كتاب بعنوان "ليبيا التي رأيت.. ليبيا التي أرى" فصّل فيه الكثير من التفاصيل عن علاقته بليبيا وتحدّث فيه بالكثير من التفصيل عن واقع وتاريخ ليبيا وتركيبة مجتمعها وتفاعلاته الدّاخلية المعقدة من منظور عالم الاجتماع ومن المنظور الشخصي كمراقب وكباحث وكمهتم بالشأن الليبي منذ عقود بعيدة.