لا تهتم "عائشة" بالعملية الانتخابية، ولا تعرف بعض أسماء المرشحين في الانتخابات سواء البرلمانية أوالرئاسية بالسودان التي انطلقت أمس الإثنين، وأن حلمها الوحيد أن يتوقف القتال بإقليم دارفور (غرب)، وتعود الى قريتها التي فرت منها، عقب اشتداد القتال بدارفور في 2003.

وتقول عائشة (50 عامًا) النازحة بمعسكر "أبو شوك" بولاية شمال دارفور: "لم أصوت في الانتخابات، ولا أعرف عنها شيئًا، وكل ما يهمني توقف الحرب والعودة الى قريتي، التي أحرقت في العام 2003".

ومنذ عام 2003، تقاتل ثلاث حركات متمردة في دارفور الحكومة السودانية، هي: "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، و"جيش تحرير السودان" بزعامة مني مناوي، و"تحرير السودان" التي يقودها عبد الواحد نور، وشرد نحو 2.5 مليون شخص، حسب إحصائيات أممية.

لكن "حنان" تقول وهي تبحث عن رقمها بكشوفات الناخبين تمهيدًا للإدلاء بصوتها : "الانتخابات حق دستوري، لذلك جئت لأصوت".

وأضافت الناشطة في قضايا المرأة بالمعسكر أن "التصويت يعزز فرص المرأة في المشاركة في الحياة العامة".

وبمدينة الفاشر (أكبر مدن إقليم دارفور المضطرب)، شهدت مراكز الاقتراع داخل معسكر "أبو شوك" البالغة 6 مراكز، إقبالاً متفاوتًا للناخبين خلال 6 ساعات من فتح صناديق الاقتراع باليوم الثاني لأول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ انفصال الجنوب في 2011.

ورغم الإقبال المتوسط، كانت المشاركة النسوية حاضرة في 3 مراكز للتصويت بالمعسكر، رصدها مراسل الأناضول.

وقال أحد زعماء معسكر "أبوشوك" للنازحين، إبراهيم الخليل شيخ الدين، إن معظم النازحين يرغبون بالمشاركة في العملية الانتخابية، وأن إقبال الناخبين جيد.

وأضاف أن الانتخابات استحقاق دستوري ويجب علي الجميع المشاركة فيه.

ويشهد المعسكر تعزيزات أمنية مشددة داخله وأمام مراكز الاقتراع، فيما لم تشهد العملية في كل بلديات الولاية مشاكل أمنية عطلت سيرها.

ويأوي معسكر أبوشوك، الواقع غربي مدينة الفاشر، نحو 74.5 ألف نازح، غير أن المعسكرات بولاية شمال دارفور، البالغة 4 نادرًا ما تشهد احتجاجات مناوئة عكس معسكرات الإقليم الأخرى.

واحتج عشرات النازحين بمعسكر "كلمة" بولاية جنوب دارفور، غربي السودان، الأحد، على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقال شهود عيان آنذاك لوكالة الأناضول إن المحتجين حملوا لافتات تندد بإقامة الانتخابات، ورددوا هتافات مساندة للحركات المسلحة بالإقليم.

وأضاف الشهود أن المحتجين سلموا مذكرة لمكتب بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور (يوناميد) بالمعسكر تندد باستمرار الحرب في الإقليم.

ويأوى معسكر "كلمة" الواقع غربي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، نحو 800 ألف نازح، ويعد من أكبر معسكرات النازحين بإقليم دارفور.