وصل عدد الأسر النازحة جراء الاشتباكات الواقعة داخل مدينة طرابلس إلى مايقارب 924 عائلة وقدر عدد النازحين بخمسين الفاً، اكثر من ثلثيهم نساء وأطفال ومن كبار السن .. أماكن الإيواء للمهجرين بيوت ضيقة وفصول دراسية ..عدد كبير من النازحين يعانون من أمراض مزمنة ومنهم من يحتاج إلى عناية خاصة ... اصبحوا يسكنون مدارس ومخازن لبضائع لمواد بناء. 

الآثار النفسية للنزوح بالنسبة لليبيين اكثر من الآثار المادية لطبيعة ومزاج الليبيين الذين لا يقبلون ان يكونوا محل شفقة .. أكثر النازحين يعيشون في أماكن الإيواء وتفكيرهم في بيوتهم التي لن تسلم من السلب أو النهب إذا سلمت من التدمير. 

العدد الكبير للنازحين شكل عبئا على المناطق المجاورة إلى طرابلس وخاصة انه في وقت قصير .. معاناة قاسية يعانيها النازحون بسبب الظرف الاقتصادي بكل مختنقاته من شح للسيولة وارتفاع في الأسعار.

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا اكدت أنها مستمرة في تقديم المساعدات في جل البلديات التي تستضيف عائلات نازحة بفعل المعارك التي أجبرت أكثر من 34 ألف شخص على النزوح. 

وأوضحت مفوضية اللاجئين على موقعها الرسمي أنها قدمت مواد إغاثة أساسية للعائلات النازحة في مدينة مصراتة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي، والهيئة الليبية للإغاثة وجمعية الإمداد الخيرية.

أحد النازحين من جراء هذه الاشتباكات وهو من سكان منطقة خلة الفرجان قال إن الأقدار حتمت علينا أن نغادر بيوتنا نتيجة هذه الحرب المستعرة .. خرجنا من بيوتنا بدون سابق إنذار تاركين وراءنا بيوتنا واملاكنا وعيون الحسرة تحيط بنا، هربنا من هول الاشتباكات التي اجبرتنا على الهروب من أجواء الجحيم الذي فرض علينا خرجنا بملابسنا قاصدين أماكن لم نتفق ان نذهب إليها. 

إن سكان المناطق التي أصابتها الحرب في عين زارة والخلة والسواني وقصر بن غشير ووادي الربيع والعزيزية هاموا على وجوههم مع كبار السن والمرضى والأطفال والصغار والنساء .. بحثوا عن مأوى آمن من هول ما شاهدوه من قتال شديد بين الأخوة .. 

لكن مع كل هذا تظل هناك بارقة امل في أناس وطنيين سعوا لمساعدة النازحين بتوفير الغذاء والكساء والمأوى ورغم أن الإعداد وصلت لتسعة آلاف عائلة ولم تتكفل الدولة بتقديم الدعم والمساندة اللازمة لهم رغم وجود وزارة تتكفل بالنازحين واللاجئين. .. 

مواطن يسأل .. أين الأموال المخصصة للطوارئ في الميزانية لماذا لم يساعدوا في تخفيف الآلام ورفع الأعباء عن الجمعيات الخيرية وأهل الخير .. هم أخوتنا تعرضوا للهروب من بيوتهم العامرة إلى الفضاء الواسع وبدون سبب منهم.. أنصفوهم وكونوا بلسما شافيا. 

منطقة حي الاندلس الكبرى تنادى أهلها ووقفوا وقفة رجل واحد فتحوا قلوبهم للنازحين قبل أن يفتحوا بيوتهم ومدارسهم حيث استقبلت حي الأندلس وحدها 75 عائلة تكفلت بالإعاشة والدواء والمأوى وكل هذا بالمجهود الذاتي من أهل الخير بالمنطقة والشؤون الاجتماعية فقط تكفلت ببعض المتاريس والغطاء. 

ولعل الأمر لم يقتصر على حي الأندلس وحدها كل المناطق فتحت أبوابها للنازحين الخمس مسلاتة زليتن مصراتة القره بوللي وهي أيضا بالمجهود الذاتي من أهل الخير والبر والإحسان. 

واكتفت الشؤون الاجتماعية بالصور التذكارية للزيارات وتوثيقها. نعم في نهاية هذا النفق المظلم بارقة امل لإيقاف نزيف الدم ورجوع الناس لبيوتهم والأطفال الى مدارسهم.