أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم، أن الجماعات الإرهابية التي تنتهج أعمال العنف والتكفير والإرهاب في المنطقة، ولدت من رحم تنظيم الإخوان المسلمين، الذي أسسه حسن البنا في مصر في العام 1928.

ولفت إبراهيم في حواره مع 24، إلى أنه لا بوادر لعقد مصالحة بين السلطات المصرية الحالية وجماعة الإخوان، خاصة في ظل إصرار الجماعة على استخدام أسلوب العنف والعمل على هدم مؤسسات الدولة.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

هل تعتقد أن بوسع جماعة الإخوان العودة إلى المشهد السياسي من جديد؟
عودة الجماعة للمشهد السياسي من جديد في الوقت الحالي "أمر صعب"، وقد يرتقي لمرتبة "المستحيل"، لكن على أساس أن السياسة ليست لها ثوابت فقد تشهد السنوات المقبلة عودتهم من جديد، ولاسيما أن هذه الظروف التي تعيشها الجماعة الآن مشابهة لحد كبير، لتلك التي عاشوها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنهم عادوا بعدها تدريجياً حتى تصدروا المشهد السياسي.

بالحديث عن عودة الإخوان، هل تجد بوادر للمصالحة بين الإخوان والنظام؟
قد تحدث مصالحة، ولكن الأمر ما زال في حاجة للوقت، وإن كنت لا أجد بوادر لأية مصالحة في الأفق بين الطرفين، فالمصالحة لها مقدمات، كوقف الإخوان للعنف، والاعتراف بما ارتكبته من أخطاء، و قيام الحكومة بالإفراج عن المعتقلين، وهو ما لم يتم حتى الآن من الجانبين، مما ينذر بعد بوجود بوادر لمصالحة، وقد تتم بعد انقضاء مدة الرئيس الرئاسية.

في سياق آخر، كيف تقرأ أحداث عنف طلاب الإخوان بالجماعات المصرية؟
أعتقد أنها أحداث متوقعة، فطبيعي بعد فشل الإخوان المتكرر في الحشد خلال الفترة الأخيرة، أن يلجؤوا للجامعة التي تعد تربة خصبة للحشد، ولاسيما أن الإخوان لهم وسائلهم في جذب الأعداد إليهم، ومن المنطقي أن تختفي عناصر الأمن الخاص وحدوث اشتباكات نظراً لعدم كفاءة الأمن الإداري في التعامل مع هذه الأحداث والأعداد.

هل تعتقد أن هذه الأحداث ستكون مبرراً لعودة الداخلية من جديد لداخل أسوار الجامعة؟
بالتأكيد قد تكون أحداث الجامعة مبرراً كافياً، لطلب رؤساء الجامعات من الداخلية العودة مجدداً لداخل أسوار الجامعة، وإن كنت أطالبهم في حال دخولهم من جديد، عدم استخدام الأسلحة أو العنف ضد الطلاب، فالعنف هو السبب في اشتعال أحداث العام الدراسي الماضي، عندما سقط طالب جامعة القاهرة ضحية اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن.

في الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب والقوى السياسية للانتخابات البرلمانية، البعض توقع إمكانية تسلل عناصر التنظيم الإخواني لمجلس النواب، ما تعليقك؟
أعتقد أن البرلمان القادم سيشهد توجداً لعناصر إخوانية، سواء من المتعاطفين أو الأفراد العاملين في الجماعة وسيكون طريقهم للبرلمان إما عن طريق فردي أو الاندساس في أي من التحالفات القائمة للنزول على قوائمهم، وإن كنت أتوقع أن يكون عددهم قليل جداً وغير مؤثر على الإطلاق تحت قبة البرلمان.

خرج بيان عن ما يسمى "جبهة التحرير المصرية" التي شكلها رئيس حزب التغيير والبناء، الداعم للإخوان، يتناول دعوات لمعارضي النظام الحالي للانضمام لفعاليات الجبهة لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، والتي تهدف لتغيير النظام الحالي، ما تعليقك على مثل هذه الدعوات؟
البيان خرج عن جبهة شُكلت خارج مصر تركيا، وأية دعوات تأتي من جبهات تعمل من خارج الدولة لا يكون لها أي صدى في الداخل، إضافة إلى أن هذه الجبهات الخارجية تعتمد في بياناتها وخططها على تقارير غير دقيقة عن الأوضاع في مصر، والمؤكد أن هذه الدعوات ستكون غير مؤثرة، إذ مرَّ أكثر من عام على عزل مرسي، ولم تستطع أي من محاولاتهم السلمية أو غير السلمية في تغير الأوضاع في مصر، ولاسيما أن الدولة أصبحت مستقرة ورئيسها يكتسب كل يوم شعبية، ويزداد قوة وحلفاء خارجياً.

بالحديث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما تقييميك لأدائه ولأداء الحكومة المصرية؟
هناك العديد من الإنجازات التي تمت حتى الآن، والتي أعتبر من أهمها فك العزلة عن مصر خارجياً، كما أن هناك تحسناً ملحوظاً من الناحية الأمنية، إضافة للطفرة التي أحدثها مشروع قناة السويس الجديدة.

وعلى الجانب الآخر، أجد أن الأمر مازال يحتاج إلى بعض الجهود على المستوى الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، كما أتمنى أن يتم تحسين الأحوال في السجون، والعفو عن عدد من المعتقلين، وأن تتم المصالحة الوطنية بين كل الأطياف السياسية.

من وجهة نظرك، هل تعتقد أن هناك قنوات اتصال تتم بين جماع الإخوان المسلمين في مصر، وبين تنظيم داعش الإرهابي؟
لا أعتقد أن يكون هناك قنوات اتصال بين الجماعة في مصر وبين داعش، فالإخوان لديهم من الذكاء السياسي ما يجعلهم لا يقعون في مثل هذا الخطأ الجسيم من الاتصال بشخص يعاديه العالم كله، بينما أرى أن العمليات العسكرية في سيناء والقبضة الأمنية القوية حالت دون نجاح "جماعة أنصار بيت المقدس" بفتح قنوات اتصال مع داعش، وفي هذا الإطار، فإن مختلف الجماعات الإرهابية التي تتبنى الفكر التكفيري خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، وولدت من رحم الجماعة.

هل تعتقد أن هناك عناصر من تنظيم داعش في سيناء؟
لا أعتقد أن هناك أفراداً من داعش في سيناء، هناك مصريين يتجاوز عددهم 1600 مصري منضمون لداعش بالعراق وسوريا، وإن كان هناك قنابل موقوتة داخل المجتمع المصري لابد للحكومة المصرية أن تحتاط لوجودهم وهم "الدواعش فكرياً"، الذين ينظرون للتنظيم بانبهار وإعجاب بفكرهم.

وهل الأوضاع في ليبيا ووجود تنظيمات إرهابية أعلنت مبايعتها لداعش، تُنذر بخطر الدواعش على حدود مصر الغربية؟
نعم يوجد بعض الجماعات في ليبيا تعتبر داعش مثلها الأعلى ولكن هذا لا يعني، أن هذه الجماعات كثيرة أو مؤثرة، ولاسيما أن تنظيم القاعدة أعلنت تحذير لجماعاتها من الانضمام لداعش، كما أني أعول كثيراً على يقظة الجانب الأمني في مصر الذي لا يحمي فقط حدوده، وإنما تصل قبضته الأمنية لاختراق مثل هذه الجماعات.

 

*نقلا عن 24 الاماراتي