اكتسح القيادي في حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي عبد الواحد الراضي ( 86 عاما ) الانتخابات البرلمانية في دائرة سيدي سليمان ، وفاز بعهدة جديدة هي رقم 11 في سجله كنائب شعب

ويعتبر الراضي الذي يمارس العمل البرلماني منذ 58 عاما دون انقطاع أقدم برلماني على مستوى العالم ، فقد انتخب لأول مرة في العام 1963 ، ثم بات يترشح مع كل انتخابات جديدة ليفوز بمقعده الذي اعتاد عليه ، عن دائرة سيدي سليمان وهي مدينة مغربية صغيرة المساحة ضمن جهة الرباط سلا القنيطرة، تبعد عن مدينة القنيطرة بحوالي 75 كم وعلى بعد 100 كم شمال شرق العاصمة الرباط. يسكنها 78.063 نسمة،

وأعيد انتخاب الراضي عضوا في مجلس النواب خلال الولايات التشريعية 1977-1984 و1984-1993 و1993-1997 و1997-2002 و2002-2007، وبين 2007 و2012 و2012 – 2016 ليتم انتخابه من جديد خلال انتخابات الـ 7 من أكتوبر 2016 ثم الثامن سبتمبر 2021

وتزامن دخول الراضي لأول مرة قبة البرلمان وهو في الثامنة والعشرين من عمره ، مع فترة وجود عدد من زعماء العالم في الحكم آنذاك مثل شارل ديغول في فرنسا وجون كيندي في الولايات المتحدة وجمال عبد الناصر في مصر ،

وفي العام 2019 صنفته منظَّمة اليونسكو تراثا برلمانياً عالمياً، لكونه الأطول مكوثاً بالمنصب في تاريخ البشرية

ولد عبد الواحد الراضي سنة 1935 بمدينة سلا ،وعرف اليتم صغيرا حيث فقد والديه ليربو في كنف جده. وينحدر من عائلة فلاحية بمنطقة سيدي سليمان القروية، وهناك حيث تابع دراسته الابتدائية، قبل أن ينتقل للعاصمة الرباط للحصول على البكالوريا، ثم التحق بعد ذلك بجامعة السوربون بفرنسا، التي أنهى بها دراسته الجامعية ، وفي العام 1959 أحد المؤسسين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، كما تقلد مسؤوليات قيادية بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث انتخب كاتبًا عامًا لفيدرالية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا في الفترة ما بين 1958 إلى 1960، وساهم في تأسيس فيدرالية طلبة شمال إفريقيا.

كما ساهم سنتي 1955 و1956 في تأسيس عدد من الجمعيات التربوية والثقافية والمنظمات النقابية، كحركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة

انخرط عبد الواحد الراضي مبكرًا في العمل السياسي، كما شارك في العديد من المنظمات السياسية، وتقلد مسؤوليات عديدة في ذلك، إذ انتخب الراضي عضوًا في المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي عام 1962، ثم عضوا في لجنته الإدارية عام 1996، وأصبح عضوًا بالمكتب السياسي للحزب منذ عام 1989 ;كما شغل مسؤولية نائب للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي سنة 2003، وغدا كاتبًا أول في سنة 2008.

عمل كأستاذ لعلم النفس الاجتماعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، وتولى مهمة الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي من 1968 إلى 1974، وهي نفس الفترة التي ترأس خلالها شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

 في العام 1984 عين أمينا عاما للاتحاد العربي الإفريقي الذي كان يضم المغرب وليبيا. وانتخب في أكتوبر 1998 رئيسا مشاركا للمنتدى البرلماني الأورو متوسطي إلى جانب رؤساء البرلمان الأوروبي المتوالين خلال الفترة من 1998 إلى مارس 2004، تاريخ تحويل المنتدى إلى جمعية برلمانية أورو متوسطية الذي كان أحد مؤسسيها البارزين.

وتولى رئاسة مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي من سبتمير 2001 إلى مارس 2003. وترأس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من 2001 إلى 2004.

وعينه الملك الحسن الثاني وزيرا للتعاون عام 1983. وفي يوم 15 أكتوبر 2007 عينه الملك محمد السادس وزيرا للعدل.