قال رئيس مؤسسة ميد أور الإيطالية ووزير الداخلية الإيطالي الأسبق ماركو مينيتي خلال لقاء أجراه معه  موقع “ديكود 39” الإيطالي أن "بوتين يضغط على أوروبا في كماشة إنسانية و إذا لم يحرر القمح الأوكراني، فهناك خطر بانفجار شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط " 

وقال مينيتي "إن أوروبا تخاطر بأن ينتهي بها الأمر في كماشة إنسانية،هي كماشة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"

ووصف منيتي اوضاع الحرب الروسية في اوكرانيا قائلا "نحن أمام مأزق طويل،بوتين غير نهجه وركز على جبهة أكثر حدودية، وهذا يعطي المجال لشبح حرب استنزاف طويلة، الاستيلاء على دونباس لن يكون سهلاً. احتلال منطقة لا تزال معادية إلى حد كبير هو إنجاز لأي محتل" على حد تعبيره

وقال مينتي "ممرات للحبوب إذا أصر بوتين على إغلاق الموانئ فإنه يقرر بوعي عولمة الأزمة الإنسانية. إنه اختيار يغير كل شيء، إنه لا يعني فقط إطالة أمد الحرب ، ولكن الصراخ بقناعة للعالم أجمع سأفوز"

وعن توقعاته قال مينيتي للموقع موجه حديثه الى اوروبا " في حال استمرت أزمة القمح لأسابيع أو شهور من الممكن أن تمتد موجة عدم الاستقرار إلى البحر الأبيض المتوسط. يعلمنا التاريخ  عندما لا يكون هناك خبز تندلع أعمال شغب اجتماعية، م تأتي زعزعة الاستقرار السياسي وأحياناً أزمة إنسانية، إنها ليست أنباء جيدة لإيطاليا حيث مستقبل طاقتها في هذا الربع، سيتقرر في البحر الأبيض المتوسط مصير ثلاث أزمات مرتبطة ببعضها البعض: الطاقة و الغذاء والأمن. ينبغي بناء البديل الحقيقي للغاز والنفط الروسي، لكن الحرب تجبرنا على إعادة التفكير في خططنا".

وقال "ليبيا دولة غير مستقرة وبها حكومتان وهناك من يتحدث عن انقسام إلى مجالين من النفوذ، إنها من أكبر منتجي النفط في البحر المتوسط لكن الآبار مغلقة، وهل تعلم من الذي تستورد منه نحو 90 في المائة من القمح؟ أوكرانيا "  

ورأى مينتي أن "أوروبا عند مفترق طرق تاريخي، عرفت إدارة موجة اللاجئين من أوكرانيا بشكل أفضل مما كان متوقع، اختبر بوتين مقاومته في الخريف من بيلاروسيا، لكن الحرب الآن تخاطر بموجة أخرى على القارة العجوز من الجنوب. أوروبا قد ينتهي بها الأمر في وسط كماشة إنسانية"

وواصل مينتي حديثه للموقع حول  تحرك  دول عدم الانحياز قائلا "إنهم يتحركون بالفعل من أجل اتخاذ خطوات للحماية، الهند مثلاً لديها شراكة حديدية مع روسيا و طالبت موسكو بخفض أسعار النفط، فيما قررت وقف تصدير الحبوب لضمان الأمن الغذائي".

وحول سؤال للموقع عن ما اذا وافق بوتين على تحرير الحبوب توقع مينتي إنها مخاطرة وقال "في اللحظة التي تأتي بعد تطهير الموانئ الأوكرانية سيكون للسفن العسكرية الروسية حرية الوصول. ينبغي وجود ممر دولي يمكن أن يصبح غرفة انتظار لوقف إطلاق النار"

وردا على الموقع حول ما يجب ان يحدث بعد ذلك قال مينتي "على أوروبا التأثير، سنحتاج إلى خطة تدخل تضامني اقتصادي لشمال إفريقيا ميثاق للهجرة. أيضاً مع كماشة دبلوماسية مضادة لمحاصرة روسيا، إذا سلح بوتين الأزمة الإنسانية، ينبغي نزع سلاحها على المستوى الدبلوماسي".