نشر موقع ميدل إيست أونلاين البريطاني تقريراً تحدث فيه عن الدور الذي تلعبه تركيا في الساحة الليبية وتحديدا عملية إرسال المرتزقة السوريين لدعم صفوف قوات حكومة الوفاق الوطني.

وقال الموقع إن تركيا ترسل المزيد من المرتزقة السوريين إلى ليبيا على الرغم من الخسائر البشرية التي وقعت بين صفوفهم خلال قتالهم إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد أن دفعات جديدة من المسلحين السوريين وصلت إلى ليبيا بعد تلقي التدريب في المخيمات التركية.

وقالت قناة العربية الإخبارية التلفزيونية نقلاً عن مصدر في مطار مصراتة الليبي إن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإفريقية قادمة من تركيا هبطت في المطار وعلى متنها 122 مرتزقًا سوريًا.

ويواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال مرتزقة سوريين إلى البلد الذي مزقته الحرب لدعم حكومة رئيس الوزراء فايز السراج والميليشيات المسلحة الموالية له على الرغم من التحذيرات الدولية ضد التدخل الأجنبي.

وكان هناك تدفق كبير للمرتزقة والأسلحة والمعدات التركية على مدى الأسابيع الماضية، ويدير الضباط الأتراك العمليات الآن.

وتأتي التعزيزات التركية بعد ارتفاع حصيلة القتلى بين مرتزقة أردوغان إلى 298 بينهم 11 مقاتلا في الاشتباكات الأخيرة.

وقال المرصد السوري إن المرتزقة القتلى ينتمون إلى "كتيبة المعتصم، وكتائب السلطان مراد، وكتائب الصقور الشمالية، والحمزة، وسليمان شاه" شاركوا في اشتباكات مع قوات الجيش الوطني الليبي  في كل من حي صلاح الدين جنوب طرابلس ومطار طرابلس ومنطقة الهضبة، بالإضافة إلى معارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

وبلغ عدد المقاتلين السوريين في ليبيا حتى الآن 9000 مقاتل بينما خططت تركيا في البداية لإرسال ما لا يزيد عن 6000 مقاتل، وجاء هذا بسبب تأثير الخسائر التي تكبدها حلفاء أنقرة ضد مقاتلي الجيش الوطني الليبي.

كانت قوات الجيش الوطني الليبي تضغط من أجل تحرير العاصمة وتخليصها من المتطرفين.

وتعكس التعزيزات التي يرسلها أردوغان إلى ليبيا مدى تراجع القوات التركية ومرتزقتها المستأجرين والميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج ضد تقدم قوات الجيش الوطني الليبي.

وتجري عملية إرسال عشرات المقاتلين السوريين إلى ليبيا تحت ضغط تركي كبير على قادة الفصائل السورية لإجبارهم على القتال في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا على الرغم من رفضهم بعد مشاركتهم في البداية في معارك طرابلس.

ومن بين مرتزقة أردوغان هناك حوالي 150 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا ينتمي معظمهم إلى لواء السلطان مراد، وهو أكثر الفصائل عنفًا في تركيا وفقًا للمرصد السوري.

وفشلت تركيا في الوفاء بوعودها لأنها لم تدفع رواتب المرتزقة السوريين ومعظمهم لم يعد يرغب في الذهاب إلى ليبيا خاصة بعد الأخبار التي تلقوها عن معاناة رفاقهم هناك.

ودفع رفض الفصائل السورية التوجه إلى ليبيا للقتال تحت قيادة الضباط الأتراك السلطات التركية إلى استخدام بطاقة الضغط، حيث تهدد المخابرات التركية قادة الفصائل السورية بفتح الملفات المتعلقة بالفضائح والجرائم التي ارتكبوها إذا لم يتم الرد على طلب إرسال مقاتلين إلى ليبيا.

ورفض المقاتلون السوريون مؤخرًا المشاركة في معارك طرابلس بعد أن كانوا يتسابقون للذهاب إلى هناك بسبب فشل تركيا في دفع رواتب عالية وعدت بها في البداية. ولا يتجاوز الراتب الشهري لكل مقاتل الآن 400 دولار، وهو خمس الراتب الذي دفعته أنقرة في البداية.

وعلم المرصد السوري أنه كان هناك استياء كبيرا بين المرتزقة السوريين في ليبيا بسبب فشل تركيا في الوفاء بوعودها، مما يشير إلى مدى معاناتهم داخل مخيمات طرابلس.

وتحدث أحد المقاتلين عن ندم الجميع على القدوم إلى ليبيا، داعياً رفاقه السوريين الذين يرغبون في القتال في ليبيا إلى التراجع عن قرارهم بسبب الظروف السيئة وفشل السلطات التركية في دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار شهريًا.