أسئلة عدة مازالت عالقة حول الهجمات الإرهابية التي طالت باريس الأسبوع الماضي، وليس أقلها، كما يرى موقع بوليتيكو الأمريكي الإخباري، علاقة المهاجمين بالقاعدة وداعش. حيث يشجع كلا التنظيمين على الهجمات الجهادية، إذ أن القواسم المشتركة بينهما أكثر أهمية من الاختلافات.

رحلات للتدريب
وفي هذا السياق، يقول بوليتيكو: "بات من المؤكد الآن، أن أحد الشقيقين اللذين هاجما مكاتب "شارلي إيبدو" في باريس، شريف وسيد كواشي، قد سافرا قبل بضعة سنوات إلى اليمن للتدريب على يد عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية (آكاب). وفي حين أصدر آكاب بياناً ادعى فيه المسؤولية عن الهجوم على شارلي إيبدو، مازال من غير الواضح فيما إذا كان التنظيم قد لعب أي دور في الهجوم، أو أنه درب فقط وموَّل الأخوين من قبل. ومن جانب آخر، أدعى عامدي كوليبالي، الذي أخذ متسوقين يهود رهائن في متجر يهودي، في ذات الوقت الذي أطبقت فيه السلطات الفرنسية على الأخوين كواشي، أنه نسق معهما، ولكنه أعلن عن انتمائه لداعش، ويضاف إليه أن بيان آكاب لم يعلن مسؤوليته عن هجوم كوليبالي، واصفاً إياه، عوضاً عن ذلك، بأنه صدفة محمودة".

اتصالات وتنسيق
ويشير الموقع "تثبت الأدلة عن وجود ارتباطات بين مجموعتين من المجرمين، من ضمنها اتصالات هاتفية هامة بين زوجاتهم، ولكن التنافس على الانضمام لهذا التنظيم أو ذاك، حيَّر عدداً من المراقبين، وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار المعركة الضارية التي دارت بين القاعدة وداعش، في وقت سابق، في سوريا، وإن فهم كيفية عمل هذين التنظيمين معاً، أو احتمال عدم تعاونهما، الآن أو في المستقبل، هو أمر أساسي للتفكير بكيفية نشوء خطر الإرهاب وتحوله بعد ١٤ عاماً من وقوع هجمات ١١ سبتمبر( أيلول)".

العودة للبداية
ويقول بوليتيكو: "من المفيد، في البداية، العودة إلى عصر كان هناك تنظيم قاعدة واحدة. ولطالما كانت هناك عدة أجنحة للإسلام الراديكالي، كما توجد عدة أجنحة لحركات دينية راديكالية أخرى. لكن عندما تأسس القاعدة على يد أسامة بن لادن في نهاية الثمانينات، حظي التنظيم لوحده باهتمام مسؤولي مكافحة الإرهاب بعدما أعلن في عام ١٩٩٦ عن الحرب ضد الولايات المتحدة وحلفائها. ولكن منذ ٩/١١، تفرق وانقسم تنظيم القاعدة الموحد سابقاً، جراء الضغط العسكري والسياسي والمالي من قبل الغرب. وبعد أن أصبح غير قادر على شن هجمات بمفردها، قامت المجموعات المنبثقة عنه بالوقوف إلى جانب مجموعات إرهابية أخرى في عدة قارات، بدءاً من الشيشان إلى البوسنة وأفغانستان والصومال واليمن وللاندماج في حركة جهاد عالمية. وقد أخذ هذا التحول نحو الحروب الجهادية الأجنبية في اجتذاب الغربيين للقتال في مناطق بعيدة عن أوطانهم".

جزء من شبكة
وبالعودة لعام ٢٠٠٥، يقول الموقع "كان الأخوان كواشي جزءاً من شبكة للإسلاميين الراديكاليين في فرنسا عملت كخط أنابيب لنقل المسلمين الفرنسيين إلى العراق، للقتال ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف هناك. وقد تمكنت السلطات الفرنسية من الكشف عن تنظيم باتس- شومون، والذي اختار اسم حديقة عامة في باريس، حيث كانوا يجرون تدريبهم الجسدي. وفي ذلك الوقت، كان القاعدة في العراق، أحد التنظيمات الإقليمية المنبثقة عن القاعدة، والمسيطر على التمرد المسلح ضد قوات التحالف. واليوم أصبح ذلك التنظيم الجزء الأساسي المكون لما يعرف باسم تنظيم داعش".

تنافس على الزعامة
وكما يشير بوليتيكو "في نهاية الأمر، وفي عام ٢٠١٣، تبرأ القاعدة من داعش، تاركاً لجبهة النصرة الحق في الادعاء بأنها تمثل القاعدة في سوريا. ومنذ ذلك الوقت، خاضت داعش معارك طاحنة مع جبهة النصرة في سوريا، وفشلت عدة محاولات لرأب الصدع بين زعماء التنظيمين. ورغم ذلك، من الممكن استمرار التنسيق والتعاون بين أنصار مختلف التنظيمات الإرهابية المسلحة، طالما أن هدفها واحد، وإنما ينبع الخلاف بين زعمائها على السلطة والزعامة لا أكثر".

*نقلا عن موقع "24" الإماراتي