وجه آخر متحدث باسم النظام السابق موسى إبراهيم رسالة إلى أنصار الفاتح تحدث فيها عن الواجب التاريخي الجديد الذي يقع على كاهلهم.

ودعا إبراهيم في تسجيل مصور لتجاوز الآلام والجراح للخروج بالبلاد من غوط الباطل الذي تسببت فيه مؤامرة فبراير الخارجية التي هي مخطط أجنبي استمر لعقود من الزمن حتى تم تنفيذه بنجاح عام 2011.

وأضاف أن الرصيد التاريخي لأنصار الفاتح يجعله أكثر تيار سياسي لديه القدرة الفكرية لتحليل الأزمة الليبية تحليل صحيح كما أنه التيار الأكثر قدرة على تقديم الحلول لهذه الأزمة وقيادة المبادرة نحو تنفيذ هذه الحلول.

وأوضح إبراهيم أن الهدف من اللعبة السياسية والاقتصادية والعسكرية التي مارسها الغرب هو إدارة الأزمة الليبية ثم إطالتها حتى تستمر البلاد تحت سيطرتهم.

وأوضح أن القوى الأجنبية دائما تأتي لبلد مستقر وتتبع معه أسلوب الصدمة عن طريق حرب داخلية أو خارجية أو صراع قبلي أو سياسي أو وباء لخلخلة المجتمع وإضعافه وإبراز أي تناقضات داخلية ساكنة فيه وهذا ما حدث في ليبيا حيث تم إدخال الصدمة والترويع للبلاد ما شكل الصدمة التي تعيشها ليبيا الآن فيما يقوم الغرب بإدارة الأزمة لأنه لا يرغب في معالجتها فتارة يجعلها صراع عسكري وتارة أخرى صراع اقتصادي أو صراع قبلي أو إعلامي كي لا يتمكن أحد من حفظ اللعبة وتخريبها ويتمكن الغرب من إطالة أمدها ليتحكم في أرصدة البلاد وثروتها الوطنية ومصير البلاد ويخوض صراعاته الدولية عبرها.

وأردف أن المجتمع الدولي يخشى من أن أي استقرار في ليبيا حتى لو تم بحكم شخص عميل أو جهة تابعة للغرب سوف يجعل القيادات الليبية والقبائل الليبية تتقدم للأمام وتحرر البلاد من السيطرة الأجنبية لذلك قررت القوى الأجنبية أن لا يكون هناك استقرار أو منظومة سياسية شاملة في البلاد.

وزاد إبراهيم أن الحل هو تفكيك هذه اللعبة ورفض الدخول إلى رقعة الشطرنج ورفض أن يكون الليبيين جزء من منظومة الصراع السياسي أو العسكري أو القبلي أو الاقتصادي وذلك عبر طرح مشروع وطني جديد ينتمي للناس ويكون ليبي-ليبي ويعتمد على الحوار الوطني الذي يؤدي بعد إعطاء الحقوق والقيام بالواجبات إلى مصالحة مجتمعية وسياسية شاملة وشدد على ضرورة توعية الليبيين بأن مصلحتهم واحدة حيث أن المجتمع الدولي يأخذ الكعكة الليبية ويترك الفتات لأمراء المليشيات والأطراف المتصارعة في ليبيا.

وأضاف إبراهيم أنه من الواجب إقناع الليبيين أن من مصلحتهم بدل الصراع على الفتات المشاركة في الثروة الليبية التي ينهبها الغرب فلو تم تثبيت هذه الفكرة لدى الليبيين ستتغير اللعبة التي يلعبها الأجنبي في البلاد مشددا على أن اتحاد الليبيين في هذا الأمر يعني الاتحاد ضد العملاء والقوى الأجنبية وقبول الحوار الوطني الذي يفضي للمصالحة الوطنية. 

وأردف إبراهيم أن المشروع الغربي ليس بديلا للمصالحة الوطنية ولا يوجد كيان سياسي يمثل أنصار النظام الجماهيري يستطيع قيادة نصر حاسم ولا يوجد تنظيم قيادي يمثل أنصار النظام الجماهيري يستطيع قيادة الناس لانتصار عسكري أو سياسي حاسم.

وأوضح إبراهيم أن الحوار مع الليبيين سوف لن يكون فيه تفريط في الحقوق مشيرا إلى أن الغرب يتمنى أن يواصل أنصار النظام الجماهيري انعزالهم عن التيارات السياسية الأخرى وأن تواصل التيارات الأخرى انعزالها عن بعضها فهم سعداء بأن ليبيا مقسمة جهويا وسياسيا لأن هذا يخدم لعبتهم.

وأشار إبراهيم إلى وجود استعداد وطني لقبول حل حقيقي لكن الناس تخشى من بعضها ومن الانتقام والحروب والخصوم السياسية لذلك فإن نشر خطاب وطني والحديث بصدق لكل القبائل والتيارات سياسية سيؤدي لحوار ينتهي بمصالحة حيث أن مصلحة الليبيين واحدة واقتصادهم واحد والمشاركة في الثروة أفضل من الصراع على فتاتها.