أمام معضلة شراء الأصوات من طرف بعض الأحزاب “المتمكنة” يتساءل نشطاء تونسيون “هل أصبحـت أصوات الناخبين تشترى مثل الأحذية”؟ مؤكدين “الفساد يبدأ بسرقة أصوات الفقراء ثم سرقة أحلامهم”.

"من يشتري منك صوتك ويدفع لك مقابله، اليوم، دينارا، غدا يأخذ منك قوتك ومعها ألفا مليار، من يشتري منك صوتك سارق غشاش وغدار لا يهمه أنت ولا تونس ولا أحلام أطفال صغار، لا يهمه دم الشهيد ولا يهمه عرق ‘الزوالي’ (الفقير)، يأخذ صوتك يطلع به وتقعد أنت ديما لتالي (تبقى أنت في المؤخرة)، ما تنساش التونسي ما يتشراش (لا يشترى)". كان هذا ما جاء في ومضة إشهارية بعنوان “تونسي ما نتشراش” أنجزتها جمعية عتيد، الجمعية التونسية من أجل نزاهة الانتخابات وديمقراطيتها، بثت الومضة على عدد من التلفزيونات التونسية ولاقت اهتماما على المواقع الاجتماعية.

 

وعلى فيسبوك تناقل عدد من التونسيين أمثلة عدة منها شهادات مواطنين قاطنين بأحياء شعبية أكدوا أن حركة النهضة الإسلامية قد دفعت إيجار مساكنهم لمدة سبعة أشهر مقبلة وذلك في إطار حملتها الانتخابية. وقال المواطنون إن “الحركة أجبرتهم قبل ذلك على القسم على القرآن الكريم بأن يصوتوا لها حتى لا تذهب أموالها سدى”.

 

وفي حادثة منفصلة كتب ناشط على فيسبوك “حركة النهضة أثناء حملتها الانتخابية الدعائية بالأحياء الشعبية سلّمت بعض المواطنين شرائح هاتفية لا يتمتّع بها إلا أصحاب المناصب الحسّاسة في الأمن الرئاسي أو الجيش أو ما شابه”. وأضاف “تبيّن أن هناك حوالي ستة آلاف تونسي قد تمتّع بهذه الخدمة. ليس الاتصال المجاني فيما بينهم فقط بل التّمتّع أيضا بالعلاج المجاني، والتنقل المجاني”.

 

و”شراء” الأصوات الانتخابية ليس بجديد حيث كان العنوان الأبرز في انتخابات 2011 وتم تحت عناوين مختلفة من قبيل المساعدات والهبات والشراء الصريح.

 

ونظمت حركة النهضة مثلا خلال حملتها لانتخابات 2011 والفترة التي سبقتها حملة ختان لعدد من أبناء المفقرين. كما قامت بخلاص الفواتير المختلفة (ماء/ كهرباء)، فضلا عن توزيع الأدوات المدرسية والهبات النقدية، وفي المناطق الداخلية وزعت العسل والإعانات المادية و”القفة” وفي بعض الأماكن دوابا؟.

 

شراء الأصوات الانتخابية ليس بجديد حيث كان العنوان الأبرز في انتخابات 2011 وتم تحت عناوين مختلفة من قبيل الهبات

وعلق ناشط “لسنا ضد مساعدة المحتاج، ليتها كانت كذلك… ولكن نتساءل لماذا لا يتواصل توزيع هذه المساعدات التي تظهر فقط أيام الانتخابات ثم تختفي لسنوات؟ مضيفا “الإجابة واضحة لأنها ليست مساعدات وإنما شراء ذمم واستغلال لحاجة المعوزين واستعمالهم انتخابيا ثم التخلي عنهم”.

 

وكتب آخر “لو فكر المواطن قليلا لأدرك أنه أمام تجار وسماسرة يشترونه اليوم ليبيعون تونس غدا لمن يدفع أكثر”.

 

وكان الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية كتب حينها، قبل تحالفه مع النهضة، رسالة وجهها إلى “حزب النهضة” و”الحزب الديمقراطي التقدمي” و”حزب التكتل من أجل العمل والحريات” قال فيها "صرف الأموال في شكل أعمال خيرية يعني فسادا خطيرا لمنظومة ديمقراطية في أولى خطواتها، وهي في هشاشتها لا تطيق أي تجاوز".

 

وكتبت الناشطة السياسية رجاء بن سلامة على صفحتها على فيسبوك “بدل البكاء والعويل واليأس، ألا يجب التّجنّد للحملة الانتخابيّة ولمراقبة الانتخابات، بحيث لا تتكرّر مأساة 2011؟ ألا يجب التّجنّد لمراقبة التّجاوزات ومنها شراء الأصوات، وقد بدأ على أشدّه، ويمارسه نفس الحزب، حزب العلالش والشّوكوتوم؟”، في إشارة إلى حزب حركة النهضة الذي وزع على أنصاره في تظاهرات سابقة نوعا من البسكويت (شكوطوم) كما وزع خرفان عيد الأضحى هذه السنة على عدد من المفقرين أيضا.

 

ويقول نشطاء إن الحدث السياسي تحول إلى موسم اقتصادي يستثمره البعض كما يستثمر أصحاب العقارات في المناطق الساحلية عقاراتهم في الصيف.

 

وقال معلق “التجارة السياسية صناعة يشرف عليها مستثمرون جدد، هذه السوق مدعومة بمال سياسي بعضه معلوم المصدر وأغلبه مجهول”.

 

وينقل فيسبوك شهادات لأمنيين عن دخول أشخاص من الحدود الجنوبية لتونس (ليبيا) برا يحملون حقائب تحتوي على مبالغ مالية هامة ومن ثمة المغادرة عبر المطار دونها.

 

ويحث نشطاء فيسبوك التونسيين على الاختيار الجيد تحت شعار "تذكروا ويلات حكم الترويكا".