أختتمت فعاليات دورة 2022 من موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي في إملشيل بإقليم ميدلت وسط المغرب، بإقامة حفل الزفاف الجماعي التقليدي للأزواج المنحدرين من قبائل مختلفة في المنطقة، مع استفادة 35 زوجا من هذه المبادرة تنظيم فعاليات موسيقية وتظاهرات ثقافية.

ويأتي موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي، واللذان نظما تحت شعار “التراث غير المادي رافعة للتنمية المحلية”، بعد سنتين من الغياب جائحة كورونا، وعرف حضورا قياسيا للزوار والمتابعين القادمين من مختلف مناطق جهة درعة تافيلالت ومدن أخرى.

ومكن المهرجان زواره من الاستمتاع بالفن التقليدي ، حيث شارك في الأمسيات الفنية، عدد من الفنانين والمجموعات الفلكلورية ، مثل مجموعة أحيدوس آيت حديدو، وأمغي، وسيدي أوسعد احساين، الفرق الفلكلورية أمساسة وتايمات أحلفي.


قصة خطوبة انتهت بمأساة

يرتبط الموسم السنوي بأسطورة عشق العشق "إيسلي" و"تسليت"، وهما بحيرتان طبيعيتان بين جبال الأطلس المغربية في منطقة املشيل الشبه معزولة عن باقي المناطق، بسبب ضعف المسالك الطرقية، خاصة في فصل القاسية الظروف الطبيعية والمناخية.

وتحكي أسطورة العشق المتداولة محليا، أن قصة حب ربطت بين فتاة وشاب من قبائل المنطقة، ينتميان لقبيلتين متخاصمتين، وهما قبيلة آيت إبراهيم و قبيلة آيت يعزو بسبب نزاع حول مياه السقي .

كان الشاب موحى والفتاة حادة، يتقابلان تحت أشجار الخروب في تلك المنطقة قبل أن يقررا الزواج، لكن قبيلتيهما تقرران ومنعهما من اللقاء، العقاب دفع حادة للانتحار، حيث ألقت بنفسها في بحيرة تسليت " العروس بالأمازيغية"، ولما علم العشيق موحى بانتحار حبيبته حادة، ألقى بنفسه في بحيرة ايسلي " العريس بالأمازيغية"، وانتهت قصة الحب بمأساة صدمت القبيلتين معا.

ولكي تكفر القبيلتان عن خطأهما عندما رفضا زواج العشيقين، باتت القبيلتين تنظمان هذا الموسم المليء بالدلالات التاريخية والرمزية المرتبطة بالبحيرتين " ايسلي وتسليت" تلاشت العداوة حل محلها الود.

موسم سياحي

يمثل مهرجان إملشيل للخطوبة موسما سياحيا واقتصاديا، يتوافد إليه سكان المناطق المجاورة والسياح الأجانب، لتعرف على موسم الخطوبة   وارض العشاق وزيارة المنطقة واكتشاف معالمها طقوسها وتقاليدها .

ويتزامن موسم خطوبة بمنطقة إمشليل وتعني " المكان المخصص لكيل الحبوب بالامازيغية" ،مع السوق العام و موسم الولي الصالح أحمد المغني

السوق العام في إملشيل

سوق عام ينعش المنطقة اقتصاديا، وهو سوق يقام مرة في السنة بعد انتهاء الموسم الزراعي أي بعد حصاد القمح الذي يميز باقي المحاصيل في إملشيل، هذا بالإضافة إلى موسم جز الصوف، لذا يقام سوق سنوي يعرض فيه سكان المدينة منتجاتهم من السجاد اليدوي والمحاصيل الزراعية و المنتجات والحرف اليدوية بالإضافة إلى أحلى الأزياء التقليدية التي تتميز بها المنطقة من محايك “تسبنيت” و”تحنديرت”و حلي فضية، كما يتوافد عليه عدد كبير من تجار التوابل و الملابس و مربي الماشية، إضافة إلى بائعي الخضروات و اللحوم و الفواكه الجافة والأواني الخزفية و الأفرشة المنسوجة من صوف الغنم و الماعز.

موسم سيدي أحمد المغني

هو ولي صالح احتل مكانة كبيرة في قلوبهم لأنه كان يقضي على النزاعات بين العائلات في المنطقة ويسمون السوق هناك بسوق أو موسم سيدي أحمد المغني، الذي يعطي للمنطقة بعدا ثقافيا مهما.