من المنتظر ان تخلد موريتانيا يوم الـ28 من نوفمبر المقبل عيدها استقلالها الرابع والخمسين وسط تجاذبات سياسية وعرقية تهدد بنسف وحدة واستقرار البلد الذي عرف بتنوع مكوناته العرقية والثقافية.

ودشنت موريتانيا أمس "الثلاثاء" حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من أنصار حركة ايرا غير المرخصة المدافعة عن حقوق العبيد السابقين وذلك بعد رفض عناصرها الانصياع لأوامر الأمن بفض مهرجان جماهير دون ترخيص في مدينة روصو جنوب البلاد.

وقالت الحركة في بيان لها اليوم" الاربعاء" انها تعرضت لقمع وصفته بالوحشي على يد الدرك الموريتاني وطالبت انصارها بالتحرك في نواكشوط للضغط على الحكومة وهو ما استجاب له انصار الحركة الذين خرجوا في مظاهرات غير سلمية تخللتها اعمال عنف بطابع عنصري حيث استهدف المتظاهرون محلات تجارية وسط المدينة تعود ملكيتها لعرب موريتانيين.

وتزامنا مع ذلك شن الأمن الموريتاني حملة في صفوف انصار الحركة قال انها جاءت لإحباط مخطط تخريبي لأنصار " ايرا" يستهدف حرق سوق العاصمة أكبر اسواق موريتانيا.

في هذه الاثناء حذر علماء ومفكرون السلطات الموريتانية من مغبة التساهل مع الحراك العنصري الذي تشهده نواكشوط باعتباره يستهدف امن واستقرار موريتانيا وفقا لأجندات خارجية تمول وتقف وراء حركة "ايرا" التي تدعى دفاعها عن العبودية في وقت تحرض فيه على الكراهية بين مكونات الشعب الموريتاني.

وكانت موريتانيا قد طردت السفارة الاسرائيلية من نواكشوط عام 2009 تزامنا مع وصول الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز للسلطة وهو القرار الذي اثار حفيظة الاسرائليين حيث نقل عن مصادر موثوقة لحظتها عن السفير الاسرائيلي القول انه سينتقم من الموريتانيين بضرب وحدتهم عن طريق دعم منظمات متطرفة تلعب على وتر العبودية و تتخذ من الدفاع عنها شعارا لها وهو ما تم لاحقا بتأسيس المدعو بيرام ولد اعبيدي لحركة ايرا بعد لقاء جمعه اكثر من مرة مع السفير الاسرائيلي في داكار.

ومنذ ذلك التاريخ وموريتانيا تعرف تجاذبات عرقية خطيرة دون أن تكون هناك ارادة قوية من السلطات الموريتانية للضرب بيد من حديد على يد من يقفون وراء ضرب الوحدة الوطنية في بلد ظل حتى عهد قريب معروف بتماسكه ووحدته رغم تنوعه العرقي.