تعيش البلاد التونسية على وقع تفشّ غير مسبوق لفيروس كورونا بعد استقرار نسبي للوضع بالبلاد، خاصة بالمؤسسات التربوية وبين صفوف التلاميذ . ولعل أبرز الولايات المتضررة من هذا التفشي هي ولايات  تونس الكبرى ما انجر عنه موجة من الإغلاقات التي طالت المؤسسات التربوية والعديد من الأقسام التعليمية. 

وتعتبر  المؤسسات التربوية بولاية بن عروس التونسية الأكثر تضررا من انتشار العدوى بفيروس "كورونا"  حيث تم إصدار قرارات إدارية بتعليق الدروس بها لتبلغ إللى حدود اليوم 19مؤسسة تربوية. كما شملت القرارات 43 قسما موزعة على عدد من المؤسسات التربوية الأخرى والتي يتم فيها متابعة وتحيين مؤشرات العدوى بها.

كما تواصل الادارة الجهوية للتربية باريانة متابعة الوضع الصحي بالمؤسسات التربوية والانتشار السريع للمتحور  الجديد "أوميكرون" بين التلاميذ.  فبعد غلق 7 مؤسسات منذ يوم الإثنين 10 جانفي/يناير 2022 مع تعليق الدروس بعدد من الاقسام . قررت الادارة الجهوية للتربية باريانة غلق 7 مؤسسات تربوية جديدة الى غاية يوم 20 جانفي/يناير كما تقرر تعليق الدروس في 8 اقسام موزعة على 7 مؤسسات تعليمية بالجهة .

من جانبها قرّرت اللّجنة الجهوية لتفادي الكوارث وتنظيم النجدة بولاية منوبة، بالتنسيق مع وزارة التربية، غلق مؤسسة تربوية جديدة بسبب تفشي وباء كورونا، وهي إعدادية 20 مارس بالمرناقية، وفق ما أكدته المديرة الجهوية للصحة، إيمان الحباسي.

وارتفع عدد الإصابات الجملية بالكورونا في الوسط المدرسي بمنوبة، 206 حالات، من بينها 84 حالة تم رصدها عبر الاختبارات السريعة منذ الجمعة الماضي، بعد اجراء 1062 اختبارات 34 مؤسسة تربوية سجلت حالات إصابة بالكورونا. وقد تم غلق 4 مؤسسات تربوية وقسمين بالولاية بداية هذا الأسبوع. وأوضحت المديرة الجهوية للصحة بمنوبة، أن أعوان الصحة بمختلف الدوائر الصحية بولاية منوبة، يواصلون يوميا وبشكل مكثف ومنذ الجمعة المنقضي، القيام بحملات التقصي برفع الاختبارات في محيط الإصابات الإيجابية بالمؤسسات التربوية.

وكشف مدير عام الدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية، بوزيد النصيري أن اجمالي الاصابات بفيروس كورونا المسجلة بالوسط المدرسي بلغ 4209 اصابة منذ العودة المدرسية في سبتمبر الماضي والى حدود يوم 12 جانفي/يناير الجاري، وفق ما كشفه اليوم الخميس.

وأضاف النصيري، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، إن أغلب هذه الإصابات المرصودة منذ بداية السنة الدراسية الحالية سجلت في صفوف التلاميذ بأكثر من 3350 حالة مقابل 689 اصابة في صفوف الاطار التربوي و125 لدى اطارات الإشراف البيداغوجي والعملة.

ولفت الى انه خلال ذات الفترة قامت وزارة التربية بغلق 40 مؤسسة تربوية وغلق 230 فصلا دراسيا، لمدة تتراوح بين 7 و10 ايام، وذلك تقيدا بالبروتوكول الصحي المعتمد في صورة تسجيل حالات اصابة بفيروس كورونا في الفصل او في المدرسة.

واكد بوزيد النصيري انه لن يتم ادخار أي جهد لانقاذ ما تبقى من هذه السنة الدراسية في ظل الظرف الصحي المتغير جراء جائحة كوفيد 19 مشيرا الى أن العمل يتركز حاليا على تدارك الدروس بالنسبة للفصول أو المؤسسات التي أغلقت أبوابها لأيام بسبب كورونا وللتلاميذ المتغيبين جراء الاصابة بفيروس كورونا.