أكدت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أن النازحين والمهجرين داخلياً يعيشون ظروفاً إنسانية جد قاسية بسبب الإهمال الحكومي من قبل حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الشؤون الاجتماعيّة.

وأوضحت المؤسسة في بيان لها أن معاناة النازحين تفاقمت منذ تعطيل وإلغاء وزارة الدولة لشؤون المهجرين وحقوق الإنسان من قبل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، والتي كانت تقوم على أدارة ومتابعة شؤون النازحين والمهجرين من خلال العمل على التواصل والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لحلحلة وتسوية الوضع الإنساني لهم.

وبينت المؤسسة أن قيام حكومة الوحدة الوطنية بإلغاء وزارة الدولة لشؤون المهجرين وحقوق الإنسان إنما يدل على أنّ هذه الحكومة لا تُعير أي أهمية واهتمام بهذا الملف الإنساني والوطني البالغ الأهمية، والذي كان من المفترض أن يكون في صدارت اهتمامات وأولويات الحكومة وفقاً لمقررات ومخرجات مؤتمر جنيف والاتفاق السياسي الليبي، إلا أن الحكومة لم تضع معاناة النازحين والمهجرين في الاعتبار.

وأضافت المؤسسة أن المجلس الرئاسي لم يعطي ملف تسوية ومعالجة أوضاع النازحين والمهجرين وضمانات العودة الآمنة لمدنهم ومناطقهم وجبر الضرر والتعويض الاهتمام المطلوب في أطار مشروع المصالحة الوطنية الشاملة.

ولفتت المؤسسة إلى تعرض الليبيين طوال أكثر من 12 عاماً إلى موجات نزوح كبيرة،، وتهجير قسري جماعي من مدن بينها " تاورغاء المشاشية الطوارق بغدامس وسرت وأوباري وسبها والرياينة الغربية والقواليش وترهونة وصبراتة وبنغازي ودرنة ومرزق" في أعوام مختلفة، جرّاء الصراعات المُسلّحة وموجات التهجير القسري، مما أدّى بمرور الوقت إلى صعوبة العودة للكثير من النازحين والمهجرين الذين أُجبرَ الكثير منهم على بدء حياتهم في مدنٍ أخرى

وأشارت المؤسسة إلى أن موجات النزوح بدأت منذ عام 2011 الذي شهد نزوح وتهجير نصف مليون مواطن جرّاء الصراع المسلّح الذي أسفر عن تهجير سكّان مدن تاورغاء والمشاشية والقواليش جميعاً، فضلاً عن الفترة الممتدة بين عامي 2014 و 2016 التي أٌجبر خلالها الليبيون على النزوح والتهجير من مدن مختلفة جرّاء الأحداث الدامية التي اشتعلت في مدن بنغازي وطرابلس وسرت.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة ووزارة الدولة لشؤون النازحين والمهجرين وحقوق الإنسان، فقد تم تسوية أوضاع الكثير من النازحين بحيث انخفض عدد النازحين من 316 ألفاً في أكتوبر 2020 (بعد انتهاء حرب طرابلس) إلى نحو 50 ألفاً، وذلك بحسب ما رصد ووثق في منظومة تتبع حركة النزوح الداخلي.

وبحسب المؤسسة ينحدر مُعظم النازحين والمهجرين المتبقين دون حلول جذرية من سكّان مدن ومناطق " تاورغاء ومرزق وترهونة وصبراته وسرت وطرابلس وغريان والطوارق بغدامس"، بالإضافة إلى مُهجّري مدينة بنغازي، الذين أُبعدُوا عن مساكنهم خلال فترات زمنية مختلفة، حيث يقدر عددهم الأجمالي بنحو 134 الف نسمة

ونزح ما يقارب 42 ألفاً من سُكان مدينة درنة المنكوبة إنسانياً في سبتمبر من العام الجاري جرّاء العاصفة دانيال، وبسبب الإهمال الحكومي الذي أدّى إلى انهيار سدّيْ وادي درنة اللذيْن تمّ إهمالهما لسنوات طويلة، ما أسفر عن موت وفقدان عشرات الآلاف من سكان المدينة.