اعتبر تقرير نشرته مؤسسة تومسون رويترز منطقة الساحل بأنها البقعة التي تحتوي أخطر واعرق التنظيمات الارهابية في العالم ، وقال التقرير الذي ترجم بالعربية وأصبح ملهما لبعض مصادر الاعلام العربية أن هذه المنطقة يعني الساحل أصبحت تصدر جهاديين ينتقلون إلى سورية والعراق للانضمام لتنظيم الدولة المعروف بـ "داعش".

ونشر التقرير في اليومين الأخيرين ، قائمة بأبرز الجماعات المسلحة والحركات الجهادية الموجودة بشكل بارز على امتداد الخط الجغرافي لمنطقة الساحلوالتي اصبحت اليوم كمدرسة تكوين مختلف الجهاديين والمحبذين للانضمام الى مختلف الحركات المتشددة بالشرق الأوسط.

المجموعة الأولى حسب التقرير تمثلت في "القاعدة في المغرب الإسلامي" التي قال التقرير إنها أكبر الجماعات المسلحة في المنطقة، ويعود تاريخ نشأتها إلى الأزمة الجزائرية في 1990، ويتزعمها حاليا عبد المالك دروكدال، وقامت مع حلفائها بالسعي للسيطرة على شمال مالي قبل تدخل الجيش الفرنسي، وتنشط الجماعة في مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر، بالإضافة إلى تعاونها مع جماعات مسلحة أخرى في أفريقيا مثل "بوكو حرام"و"الشباب" بالصومال.

المجموعة الثانية ورغم حداثة نشأتها وعدم التأكد بعد من وجودها على أرض الواقع باستثناء تبنيها عملية اختطاف وقتل الرعية الفرنسي هارفي غوردال في الجزائر، فهي"جند الخلافة"، وهو تنظيم منشق حديثا عن تنظيم القاعدة أعلن بيعته لـ "داعش"، في حين، لا توجد معلومات كثيرة متوافرة عن قائد الجماعة عبد المالك غوري وترجح بعض المصادر الأمنية أن هذا التنظيم يضم عشرين مقاتلا، على الأقل، هم من أكبر الإرهابيين الذي شاركوا في حروب أفغانستان.

أما المجوعة الثالثة، فهي "أنصار الدين" التابعة للقاعدة وتنشط في شمال مالي وكانت ضمن الجماعات المسلحة التي فرضت حصارها على هذه المنطقة، وترجع شهرتها إلى إحكام سيطرتها على شمال مالي، بعد انتشار أعمال النهب والسرقة، لكنهم لم يكسبوا ودَّ المواطنين المحليين لرغبتهم في فرض قوانين مغلَّظة، وصنف التقرير حركة "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا، أيضا، من بين أخطر الجماعات الناشطة في منطقة الساحل، حيث كانت من ضمن الجماعات المسلحة التي شاركت في حصار شمال مالي، متهمة بخطف وقتل صحفيين فرنسيين في مدينة كيدال بمالي في 2013، وخطف الدبلوماسيين الجزائريين في 2012.

لتأتي حركة "أنصار الشريعة" في تونس بقيادة باسم أبو إياد، وهو مقاتل سابق في أفغانستان، ووفقا للتقرير، تعد هذه الجماعة من أول الجماعات المسلحة التي ظهرت في تونس، بعد قيام الثورة العام 2011، إذ ظهرت في الأحياء الفقيرة في تونس وكان لها عدة أنشطة اجتماعية بين سكان هذه المناطق، ويقول التقرير إنّ "أنصار الشريعة" تواجه اتهامات بنهب وسرقة السفارة الأميركية في تونس سنة 2012 وقتل اثنين من رموز المعارضة التونسية، وأعلن قائد الجماعة ولاءه لتنظيم القاعدة وشجع الإرهابيين على التوجه إلى سورية.

 و حسب نص التقرير فقد جاءت جماعة "عقبة بن نافع"التونسية التي توجد في جبال الشعانبي الحدودية مع الجزائر في المرتبة السادسة ، وهي عبارة عن عدد قليل من الإرهابيين، وذكر التقرير أنَّ الجماعة قامت بنشر مقطع مصور تهدد فيه بالقيام بهجمات قبيل الانتخابات التونسية، في ضل غياب أي معلومات مؤكدة عن تحالف هذه الجماعة مع تنظيم "داعش"، ثم تلتها "أنصار الشريعة" في ليبيا التي ترغب في تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في ليبيا، وانضمت "أنصار الشريعة" إلى جماعات إسلامية أخرى لإخراج الجيش والقوات الحكومية خارج مدينة بنغازي.

أما ثامن جماعة فهي "أنصار بيت المقدس" في مصر التي يوجد أعضاؤها في شبه جزيرة سيناء المصرية، ووضعتها الولايات المتحدة جماعةً ضمن قائمة الجماعات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم القاعدة، في حين، قالت الحكومة المصرية إن الجماعة لها علاقة بتنظيم "داعش".