تحصلت بوابة افريقيا الإخبارية على نسخة نادرة من منشور كتبه الزعيم الراحل معمر القذافي، قبل ثورة الفاتح بستة أشهر، عندما كان يعد العدة هو ورفاقه من الضباط الوحدويين الأحرار لتحديد موعد الثورة، وقد استلم المنشور الضابط الحر عبدالله الحجازي أحد الضباط الوحدويين الأحرار عندما كان يحمل رتبة ملازم في شهر مارس عام 1969، وجاء في المنشور:

"بِسْم الله الرحمن الرحيم 

إن اللجنة المركزية للضباط الوحدويين الأحرار لتحيي كافة التشكيلات ، ولتفخر بالروح المعنوية العالية التي تسود هذه الأيام ، و تعتز بالاستعداد الكبير والحماس الرائع لدى الضباط الشباب الذين صغرت رتبهم وأعمارهم ، ولكن كبرت مقاييسهم وعلت نفوسهم إباءً وكبرياءً وعملاً  .

ونفس الوقت ننوه بالآتي : 

أولاً : إن الثورة علم وعمل وتنظيم وتقدم ، ثم نضال مبني على العلم والعمل والتنظيم والتقدم ، وعليه فالعلم يسبق العمل ، والعمل لايكون إلا في إطار من النظام ، وبدون هذا وذاك لايحدث التقدم ولا يبنى النضال .

ثانياً : إن حركة الثورة العربية الشاملة لا تقف لحظة واحدة أمام الحدود المصطنعة ، ولا تلتفت إلى الوراء نحو الإقليمية الضيقة ، ولا تقبل التشيع والتحزب مهما كان ، إن هذه جميعها عوامل شد إلى الوراء وبعثرة للجهود وخضوع لمشيئة الإستعمار .

ثالثاً : إن الحرية والاشتراكية والوحدة غايات ٌ سامية ونبيلة رسمها الكفاح العربي بالعرق والدم والدموع   والأمل  لتحدد في النهاية صيرورة الثورة الشاملة إجتماعياً وسياسياً ، ولهذا فإن حركة الضباط الوحدويين الأحرار لسائرة بثبات وإيمان على هدي هذه المبادئ العظيمة .

رابعاً : إن الحرية هي حرية الوطن والمواطن داخلياً وخارجياً ، سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ..

إن الفقر استعباد ، والظلم استعباد ، والمرض استعباد ، والجهل استعباد ... والقلق من الخوف على المستقبل والمصير استعباد .. والعجز استعباد ...

إن الإشتراكية هي تحقيق الكفاية في الإنتاج ، وتحقيق العدالة في التوزيع ، تأكيداً لحرية الوطن والمواطن وهي المضمون الحقيقي للثورة الإجتماعية  ، وأن الوحدة هي الشكل النهائي لصورة الكفاح القومي ، وهي الوعاء الأمين الذي بدونه يتسرب كل شئ إلى جول الرمال ، وهي بهذا تكون ضرورة حياتية أكثر مما هي شعور قومي وحنين عاطفي لأبناء أمة واحدة طال عليهم الفراق .

خامساً : إن حركة الثورة الشاملة في الوطن العربي الكبير لتستقطب الغالبية الساحقة من جماهير أمتنا العربية ، لأنها تعكس آمالاً عزيزة وغالية تراود أبناء الضاد جيلاً بعد جيل ... وهكذا تتعاظم قوة الثورة يوماً بعد يوم .

سادساً : من هذا نرى أن معالجة الواقع العربي على المستوي الإقليمي فحسب عملٌ مبتور  وغير طبيعي ، يتجاهل بغباء شنيع حقائق التاريخ والتطور ، ويتناقض في النهاية مع النواميس والسنن ، وبالتالي محكوم عليه بالإنتكاس والانقضاض عليه ..

ومن هنا يُرى ضرورة إنطلاق حركة الضباط الوحدويين الأحرار عقيدةً وعملاً ، قاطعة الطريق على إحتمالات الضياع ومسببات القصور ومزالق الإنحراف."