تسلمت دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا من وباء فيروس «إيبولا» القاتل، أمس منحة مالية بقيمة 35 مليون دولار، مقدمة من طرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمساعدة هذه الدول على الحد من انتشار الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 8 آلاف من مواطنيها.
جرى تسليم المنحة السعودية خلال اجتماع وزاري في العاصمة الغينية كوناكري، أشرف عليه رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي، وحضره وزراء من غينيا وليبيريا وسيراليون ومالي، حيث عبر رئيس البنك الإسلامي للتنمية عن أمله في أن تتمكن هذه الدول من تجاوز الأزمة بشكل سريع؛ وكشف عن نية الهيئة التمويلية الإسلامية إطلاق عدة مشاريع لتعزيز البنية التحتية في غينيا والدول المجاورة لها.
في غضون ذلك، عبر الوزراء المشاركون في الاجتماع عن «شكرهم وتقديرهم للمبادرة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين بتبرعه السخي»، وهي المنحة التي أكدوا أنها ستسهم في مساندة جهود هذه الدول في مكافحة فيروس إيبولا.
وقال مصدر حضر الاجتماع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المجتمعين بحثوا السبل المثلى للاستفادة من مكرمة خادم الحرمين الشريفين، وقد ركزوا في ذلك على تهيئة الكوادر اللازمة لتشغيل التجهيزات والمعدات التي بدأت تصل إلى كوناكري».
وكشف المصدر أن بعض التجهيزات التي ستستفيد منها هذه الدول ستساعد على إعادة فتح المدارس الحكومية التي ظلت لعدة أشهر مغلقة في وجه التلاميذ خوفا من انتشار الوباء القاتل في صفوفهم؛ وأوضح المصدر أن التجهيزات الجديدة ستمكن من «الفحص الآمن» لطلاب وطالبات المدارس وتأمين سلامتهم من الإصابة بالفيروس.
كما ينتظر أن تنشر بعض هذه اللوازم والتجهيزات الجديدة التي تدخل ضمن المنحة السعودية، في المطارات ومحطات الحفلات والسكك الحديدية لهذه البلدان من أجل الكشف الآني عن الأشخاص المصابين بالفيروس، وهو ما أكد المجتمعون أنه سيسهم في عودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها بعد قرابة عام من تعطلها بسبب الفيروس.
وبحسب ما أعلن خلال الاجتماع الوزاري فإن التمويل السعودي يركز على عدة مشاريع لدعم هذه الدول، ولعل أبرزها سعي البنك الإسلامي للتنمية تشييد منشأة صحية في عواصم البلدان الأكثر تضررا من الفيروس (ليبيريا، سيراليون، غينيا)، تكون مختصة في معالجة ورعاية المصابين، وحتى تقديم الرعاية اللازمة للمشتبه في إصابتهم بالفيروس.
وفي وثيقة وزعت على هامش الاجتماع الوزاري في كوناكري، عبرت الدول المستفيدة من المنحة السعودية عن «شكرها وامتنانها وثنائها لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية»، كما تضمنت الوثيقة «تقدير الوزراء المجتمعين لدول البنك الإسلامي للتنمية ومساهماته الإيجابية في دعم الدول التي ينتشر فيها فيروس إيبولا».
من جهة أخرى، التقى الرئيس الغيني ألفا كوندي برئيس مجموعة البنك الإسلامي، وعبر كوندي عن «كامل امتنان الدول الثلاث لخادم الحرمين الشريفين وعن تعويلهم في غينيا والدول التي يجتاحها المرض على إسهام هذه الهدية في المساعدة في التصدي للوباء بشكل فعال».
وبحسب آخر الإحصاءات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية فقد أودى الفيروس بحياة أكثر من 8235 شخصا، وذلك من أصل ما يزيد على 20 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس جرى تسجيلها في بلدان غرب أفريقيا وحدها.

*الشرق الاوســـــــــط