حذّر مشاركون في منتدى أمني يعقد في مدينة مراكش وسط المغرب، من المخاطر الأمنية التي تهدد القارة السمراء.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة لمنتدى مراكش للأمن(أفريقيا أمن 2015)، اليوم الجمعة، الذي يعقد في مدينة مراكش المغربية تحت شعار "أفريقيا في مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية واللامتماثلة"، ويستمر ليومين وينظمه المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية(غير حكومي) بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية وهي منظمة إفريقية مستقلة تضم أكثر من 100 من المراكز الإفريقية للدراسات الإستراتيجية.

وقال كيفين كوفازيتش مدير الاستراتيجية والخطط والبرامح بافريكوم(القيادة العسكرية الامريكية بأفريقيا) إن التحديات بالبلدان الافريقية "معقدة، وهي ذات بعد أمني واجتماعي واقتصادي".

وفي كلمته خلال جلسة افتتاح المنتدى، التي واكبها مراسل "الأناضول"، أضاف كوفازيتش أن الأفارقة يعيشون على وقع التحديات الامنية، مثل المقاتلين الأجانب الذين يعودون من العراق وسوريا، والجماعات المتطرفة والاجرامية، وهي تحديات مشتركة بين جميع الدول.

وأوضح أن "الجماعات الاجرامية يمكن ان تؤدي الى عدم استقرار في مجموعة من المناطق، وعيش سكانها على وقع الخوف".

ومضى قائلا "عندما لا تكون هناك إرادة حكومية تطرح التحديات الامنية، ومع غياب الاستقرار، يؤدي ذلك إلى ضعف الحكومات وارتفاع وتيرة المظاهر الاجتماعية الفاسدة مثل الرشوة".

وتابع أن "هناك جماعات اجرامية تعقد اتفاقيات وتستغل التكنولوجيا ولديها امكانات كبيرة، وهو ما يؤثر سلبا على البلدان على الرغم من امتلاكها منظومة عسكرية".

وأضاف بأن "الاجرام الدولي عابر للحدود، والأمن لا يقتصر على اعتماد نظم امنية بل الامر يتطلب سياسة ناجعة وتنمية مستمرة، ومؤسسات حكومية قوية، فضلا عن الحفاظ على حقوق الانسان".

ودعا إلى التعاون والتنسيق بين الدول على المستوى الأمني من أجل الوصول الى نتائج ملموسة.

بدوره قال محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن التحديات الامنية تتم مناقشتها غالبا خارج افريقيا من قبل جهات "لا تعرف واقع القارة"، لم يضرب مثالاً على ما يرمي إليه.

وأضاف أن العديد من مناطق القارة السمراء "تعاني بسبب الجماعات المتطرفة أو الارهابيين الاجانب".

وشدد على أن التحديات المشتركة تفرض عملا مشتركا بين الدول، محذرا من خطر الجماعات الاجرامية العابرة للقارات التي تتاجر بالسلاح خصوصا أنها متواجدة بالعديد من المناطق الافريقية، دون أن يسمي أياً من تلك الجماعات أو المناطق.

وصرّح بأن تلك الجماعات "تستغل الفراغات في عدد من المجالات الامنية من اجل فرض وجودها".

وأشار إلى أن البحث عن الامن المتبادل "يتطلب التنسيق والتعاون بين أجهزة الأمن في مختلف الدول، وانخراط المجتمع الدولي في ذلك الجهد".

واستدرك بالقول إن هناك "تكلفة للامن ويجب ان يكون دفعها مشتركاً".

من جهته قال افان كوريتا ملازم عام(رتبة عسكرية) بوزارة الدفاع الأوغندية، إن الجماعات الارهابية تهدد العديد من الدول الافريقية.

وأشار إلى مخاطر الجماعات المتطرفة بكل من أوغندا والكونغو وبورندي ورواندا، والتي تفرز انعكاسات سلبية فيها مثل تدمير المدارس والطرقات، بالاضافة الى تراجع خدمات الصحة والتعليم وصعوبة تنقل الافراد.

وقال في كلمته خلال جلسة الافتتاح للمنتدى، إن الجماعات المتطرفة "تتوفر لديها امكانات كبيرة، وتوظف التكنولوجيا وتتبادل المعلومات بشكل كبير فيما بينها وهو ما يصعّب من عملية محاربتها".

وأضاف أن الجماعات الارهابية "تعرف ان الدول الافريقية ارضية خصبة لتطورها، خصوصا أنها تستقطب الفقراء في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة بالقارة".

من جهته، قال مويل كامبي مستشار خاص بالرئاسة الكاميرونية بأن التهديدات الامنية تحدق بالعديد من الدول الأفريقية، مضيفاً أن الارهاب "يعرقل تنمية تلك الدول".

وأشار إلى أن ما وصفها بـ"الجماعات المتطرفة والاجرامية" تخلّف خسائر كبيرة في بعض الدول الافريقية مثل نيجريا والكاميرون والنيجر.

وكشف أن جماعة "بوكو حرام" خلفت خسائر في الارواح اكبر من التي خلفها تنظيم "داعش" خلال عام 2014، دون أن يوضح أيا من الحصيلتين.

وأضاف أن "بوكوحرام " نفذت ما بين فبراير/ شباط 2013 ويناير/كانون الثاني 2015 نحو 120 عملية.

وأشار إلى أن الجماعة (بوكو حرام) يتوفر لديها امكانات وأسلحة متطورة، تصل الى مستوى امكانات دولة قائمة بذاتها.

وتابع قائلا إن "محاربة بوكو حرام تتطلب انخراطا دوليا واسعا"، مشيراً إلى أن أفريقيا "باتت ارض تجارب للجماعات الارهابية".