في وقت تعاني فيه افريقيا من عدة مشكلات، سواء داخلية أو خارجية، سعى الكاتب حمدي عبد الرحمن في كتابه الجديد "مصر وتحديات التدخل الدولي في إفريقيا" خلال ندوة أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وشارك بها حلمي شعراوي والدكتور محمد سلمان طه، أن يكشف عن تفاصيل ما يرى أنه استعمار من دول جدد للقارة السمار.

من جانبه قال دكتور خلف الميري أستاذ التاريخ المعاصر بكلية التربية بنات عين شمس، الذي أدار الندوة، إن افريقيا الآن أمام قضية خطيرة، موضحاً أن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك هو الذي تسبب في إضاعة دور مصر في إفريقيا وأنهم يدفعون الثمن الآن.

وقال شعراوي، أستاذ علوم السياسية وخبير الشؤون الإفريقية ومؤسس مركز البحوث العربية والأفريقية، إن الكاتب حمدي عبد الرحمن حاول طرح تساؤلات حول موقف مصر الحالي تجاه حالات التدخل التي تتم من جانب بعض الدول الجديدة في افريقيا.

وقد تطرق الكتاب إلى الدول التي تسعى لذلك في أفريقيا، ومنها فرنسا، أميركا، تركيا، إيران، الصين والهند، بالإضافة إلى تخصيص فصل كامل عن تدخل إسرائيل في إفريقيا.

وعاود شعرواي ليقول " وأرى أن لمشروع المياه دور مهم في التكالب الثالث على أفريقيا وأن هناك تنافس بين هذه الدول من أجل السيطرة على المياه، وأن إثيوبيا كانت دولة مجهولة ثم قفزت لتكون موقع استثمارات من كل الدول حين أعلنت عن مشروع سد النهضة.

ولم ينكر شعرواي دور إسرائيل الفني والمخابراتي ودورها المتعلق بالوساطة لدى البنك الدولي، مشيراً إلى تلك هي المهمة الخاصة بها في افريقيا، في حين أن الصين تعمل هناك وفق أجندة اقتصادية بعيداً عن السياسة وكواليسها التي لا تعنيها في شيء، بينما يتواجد الإيرانيون هناك في إطار ما يسمى بـ "القوى الناعمة".

 

ودعا شعراوي إلى أن يكون هناك تحرك لتوحيد موقف عربي بشأن قضية سد النهضة، لافتاً إلى أنه عندما توقفت الدول العربية عن تصدير النفط مساندة لمصر في حربها ضد إسرائيل قامت 30 دولة بقطع علاقاتها مع إسرائيل رغبة في عودة النفط.

فيما أكد الدكتور محمد سلمان طه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التدخل الدولي بإفريقيا موجود منذ قديم الأزل وذلك لأن القارة قابلة للاختراق والدليل على ذلك هو التخلف الاقتصادي والتأخر في التنمية والفقر ومشكلات التشغيل والاستثمار.

وتابع " فشلت مصر بجدارة في المفاوضات الخاصة بدول حوض النيل. ويمكن القول إن مصفوفة اللعبة على ملعب القارة وحوض النيل تتمثل في أميركا، وهي إذ تريد أن تعيد ترتيب القارة الإفريقية، عبر الاستعانة بإسرائيل وإثيوبيا على حساب المصالح المصرية".

وحول الطرق التي يمكن اتباعها من أجل المحافظة على حصة مصر المائية، أوضح سلمان أن مسألة الحق التاريخي وتقاسم المياه تثار دوماً وأنه يتعين على مصر ألا تجزئ القضايا، خاصة وأنها مطالبة بطرح قضية الحق التاريخي في إطار الحديث عن حق التنمية.