أحرق محتجون غاضبون في مدينة "ذهيبة"، بمحافظة تطاوين، جنوب شرقي تونس، نقطة أمنية، احتجاجا على استمرار فرض ضريبة عبور تبلغ 30 دينارا (15.6 دولار) على الأجانب عند الدخول إلى معبر "رأس جدير" ومعبر "ذهيبة وازن"، الحدوديين مع ليبيا.و قبلها بأيام اندلعت احتجاجات كبيرة في مدينة بنقردان الحدودية لذات السبب.كما تزامنت مع عمليات أمنية تقودها الأجهزة التونسية في مكافحة الإرهاب في المناطق الجنوبية.

يرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تقف ورائها أطرف جهادية تسعى إلى تعفين الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية و تشتيت قوة الأجهزة الأمنية و العسكرية لتسهيل مرور الأفراد و الأسلحة إلى الداخل التونسي و مرور الدعم اللوجيستي و المالي للخلايا الجهادية المحاصرة في تونس.فيما يذهب البعض الأخر إلى اتهام "بارونات" التهريب بتمويل بعض الحركات الاحتجاجية،بعد أن فقدت حرية الحركة و النشاط على طول الحدود البرية مع تونس و التي تمتعت بها طيلة الأربع سنوات الماضية في أعقاب الفوضى التي شهدتها البلاد بعد ثورة 14 يناير 2011 و إسقاط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

تزامن ذلك مع إعلان وزارة الداخلية التونسية، اليوم السبت، إحباط مخطط إرهابي، كان يستهدف مواقع أمنية ومدنية في العاصمة.وقال المتحدث باسم الوزارة، محمد علي العروي، في تصريحات إعلامية بمقر الإدارة العامة للحرس الوطني بالعوينة (العاصمة): "الداخلية تمكّنت هذه الأيام من إحباط مخطط إرهابي كبير يستهدف مواقع أمنية ومدنية في العاصمة منها وزارة الدّاخلية وثكنات تابعة للحرس والأمن الوطنيين ومواقع في بعض محافظات الجنوب."ولم يعط العروري مزيد من التفاصيل حول المخطط الإرهابي أو الجهة التي تقف وراءه، لكنه أشار إلى تواصل عمليات عسكرية وأمنية بمحافظة قفصة (جنوب) "لمطاردة العنصر الإرهابي الخطير مراد الغرسلي الذي تسرب من محافظة القصرين (وسط غرب) باتجاه قفصة (جنوب)".وتابع: "تم إيقاف 32 عنصرا تكفيريا تابعا لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية ولا تزال العمليات متواصلة لملاحقة عدد من العناصر الإرهابية الأخرى ومنهم العنصر الخطير مراد الغرسلي.".

و كانت وحدات أمنية تونسية قد أحبطت أواخر يناير الماضي،عملية إرهابية في جنوب البلاد واعتقلت 11 عنصراً إرهابياً، وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أصدرته مساء أول من أمس، أن وحدات مكافحة الإرهاب ووحدات الحرس الوطني (الدرك) في محافظة مدنين جنوب شرقي البلاد «تمكنت من إحباط عملية إرهابية في الجنوب كانت ستستهدف مقرات أمنية وعسكرية ومنشآت حيوية».ولفتت الداخلية إلى أن الكشف عن هذا المخطط تم ضمن إطار «عملية أمنية استخباراتية استباقية بعد كشف مخطط إدخال أسلحة من ليبيا إلى تونس وإفشاله». ورغم أنها لم تذكر تفاصيل أكثر عن العملية إلا أنها إشارات إلى أن العناصر الموقوفة تنشط ضمن مجموعات إرهابية في تونس وليبيا. وألقت وحدات مكافحة الإرهاب القبض على 11 عنصراً متهمين بالتخطيط للعملية الإرهابية.