أفاقت مدينة ليون الفرنسية ،صبيحة أمس الجمعة ،على خبر حادث هجوم على مصنع للغاز في منطقة "إيزير" Isère ،والذي اسفر عن مقتل شخص عثر على جثته مقطوعة الرأس وإصابة شخصين بجروح طفيفة.

وأعلن وزير الدّاخلية الفرنسية إعتقال المشتبه به في تنفيذ العمليّة  وهو ياسين الصالحي البالغ من العمر 35 عاما.

وفي ذات السياق قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قطع مشاركته في القمة الاوروبية المنعقدة في بروكسيل عائدًا الى باريس ،بانّه قد تم "توقيف" منفذ الاعتداء  و"التعرف على هويته" ،داعيا الفرنسيين إلى "عدم الخضوع للخوف"، متعهدا "بكشف الحقيقة".

وتاتي هذه العمليّة بعد أشهر قليلة من حادث الهجوم على صحيفة شارلي إبدو في باريس والذي أدى إلى مقتل  12 شخصا وجرح 11 آخرين.

 

** تفاصيل الحادثة ..من لحظة الهجوم إلى القبض على المتهم

 

ونشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في عددها الصادر اليوم السبت تفاصيل العمليّة ،التي نفّذها ياسين صالحي البالغ من العمر 35 عاما والذي يشتغل (وفق الصحيفة) سائقًا في شركة للنقل في نفس المنطقة التي شهدت العمليّة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية بانّ صالحي كان في سيارته الـ"بيجو" على الساعة التاسعة و 28 دقيقة ،أمام مصنع تابع للمجموعة الأمريكية Air Products والمختص في انتاج الغاز الصناعي والموجود في موقع حساس مصنف (وفق لوائح الإتحاد الأوروبي) على انّه "سيفيزو" (في إشارة الى كارثة سيفيزو شمال ميلانو في إيطاليا العام 1976) ،بمنطقة "سان كونتان" الواقعة بين "ليون" و "بورجوان جالييه" غير بعيد من مطار "سان إكزوبري".

واضافت "لوفيغارو" بأنّ صالحي الذي وصفته بـ"الإسلامي" ،والذي يعرفه العاملون بالمصنع ،كان حاملا لشارة تعطيه الحق في تجاوز الخط الامني الاوّل داخل المصنع ،وبعد عبور الحاجز زاد من سرعة سيارته ليضرب بكل قوّة ابواب منطقة ثانية محمية بشكل أفضل ،وهو ما أدّى الى إصابته ،غير انّه تمكّن من النزول من السيارة ليتجه الى مستودع مليئ بقوارير الغاز السائل والاسيتون ويشعل فيها النار.

وتابعت الصحيفة بأن دوي انفجار وحريق صغير نبّه عامل إطفاءللحادث  وتمكّن من إكتشاف الإرهابي في تمام الساعة العاشرة صباحا .

وأضافت الصحيفة الفرنسية بأنّ عون الإطفاء تمكّن بـ"شجاعة وبرودة دم" من إمساك ياسين صالحي الذي حاول المقاومة ،غير أنّ عون الإطفاء تمكّن من تثبيته في الارض الى حين قدوم التعزيزات الامنية.

ووفق رواية "لوفيغارو" ،فإنّ دوريّة امنية تحوّلت الى عين المكان حيث إكتشفت رأسا مذبوحة مشدودة بواسطة سلسلة على سياج المصنع وموضوعة بين علمين كبيرين من الابيض والاسود عليهما كتابات باللغة العربية .

 

 

** من هُو ياسين صالحي منفّذ العمليّة ؟

 

وفي نفس الموضوع ،قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها اليوم السبت ،بأنّ منفذ العمليّة ،وفقا للمحقّقين ،هو ياسين صالحي 35 عاما ،ويقطن في منطقة "سان بريست" قرب مدينة "ليون" ويعمل سائقا منذ شهر مارس/آذار في شركة النقل الحضري بليون و التي يملكها الرجل الذي وجدت جثته مذبوحا داخل المصنع.

وأضافت الصحيفة بان صالحي مولود في شهر مارس/آذار من العام 1980 ،ومتزوّج منذ عشر سنوات وأب لثلاثة أطفال ولم تكن له سجلات جنائية لكنه كان تحت المراقبة بين العامين 2006 و2008.

ووفق تقرير "لوموند" فإنّه لم يتم تجديد وضع صالحي تحت الرقابة بعد العام 2008 ،وهو ما فسّره وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف بالقول ان [صالحي] "كان محل انتباه" لعلاقته مع حركة سلفية بين العام 2011 و2014 ولكن لم تكن تعرف عليه علاقات مع جهات وعناصر جهادية.

وفي سياق متصل قالت صحيفة "لا ليبيراسيون" الفرنسيّة ،بأنّ عائلة صالحي التي توصف بانها هادئة وغير معروفة لمصالح الخدمات الإجتماعية ،تقطن منذ ستة أشهر في الطابق الاوّل في عمارة للإسكان العام بمنطقة "سان بريست" بمدينة "ليون".

ونقلت الصحيفة عن زوجة صالحي قولها في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1" (وهي تبكي) قبل إيقافها من قبل فرقة البحث والتدخل "نحن مسلمون عاديون ،نصوم رمضان ،ولدينا ثلاثة اطفال نونعيش حياة عاديّة" وفق تعبيرها.

وأضافت الصحيفة بانّه قد تم إيقاف شخصين آخرين في القضية ،من بينهم أخت زوجة المتهم .

 

** من هو الضحيّة الذي قتل على يد صالحي ؟

 

حسب تحقيق نشرته صحيفة "لو باريزيان" امس الجمعة فإنّ الضحيّة الوحيد للعمليّة هو المدير التجاري بشركة نقل بـ"شاسييه" التابعة لمدينة ليون الفرنسية جنوب شرقي البلاد.

وأضافت الصحيفة بان الضحيّة  Hervé C والبالغ من العمر 54 والذي نشرت الصحيفة صورة له ،هو مُشغّل منفّذ العمليّة (ياسين صالحي) الذي تم القبض عليه .

ووفق "لوباريزيان" أيضًا ،فقد تم العثور على رأس الضحية معلقا على سور المعمل محاطا بعلمين "إسلاميين" ،أما باقي الجسد فقد عُثر عليه داخل سيارة القاتل.

وقالت الصحيفة بأنّ الضحية هو أوّل شخص يتم ذبحهُ في فرنسا خلال عملية إرهابي ،مضيفة بانّ قطع الرأس هو ممارسة شائعة الاستخدام في سوريا والعراق من قبل جماعة الدولة الاسلامية (داعش).