من بين شوارع طرابلس المعروفة شارع ميزران ، كان معروفا بإسم شارع الزاوية قبل العام 1880

تبدأ  قصة الشارع من الشيخ محمد بالحاج الهنشيري وهو أول من أقام بهذه المنطقة التي تطلق عليها الآن بـ محلة ميزران تاركاً أراضيه في البلاحجة التي تقع في شط الهنير نسبة إلى عائلة بلحاج وقد لقب بالهنشيري نسبة إلى اصله من منطقة شط الهنشير قديما

عندما كان التعليم خلال العهد العثماني في ليبيا أهلياً كانت الدولة العثمانية تعتمد أعتماداً كلياً على مشاركة أهالي البلاد في بناء المدارس في بعض القرى المدن لتعليم أبنائهم القراءة والكتابة. ومن الاهالي الشيخ محمد بالحاج الهنشيري الذي ولد في طرابلس بشط الهنشير سنة 1863 م والحاج رمضان ميزران التونسي الاصل، وقد كانوا من أكبرالتجار المحليين الاثرياء، حيث إنهم عملوا معاً لسنوات طويلة بتجارة القوافل مع السودان والنيجر.

بعد أن كرس الشيخ محمد بالحاج الهنشيري  جزءا مهما من أمواله وقفا لنشر الدين وتعليم الفقه ولتحفيظ الاطفال والشباب القرآن الكريم باعتباره من أحد أكبر المشائخ علماً بالفقه ومن حفظة القرآن الكريم، وبسبب انشغاله في نشر الدين وتحفيظ القرآن الكريم، فقد قرر ترك تجارته وسلم كل ما لديه في ما يتعلق بالتجارة إلى الحاج رمضان ميزران الذي رافقه في كل تجارته. وبذلك زاد ثراء الحاج رمضان ميزران وكثرت عقاراته التي كانت تقع بشارع الزاوية التي أصبحت تمتد من ميدان الشهداء إلى مركز البريد الجديد حالياً

بعدها قرر الحاج رمضان ميزران أن يقوم بأعمال خيرية  اقتداءً بصديقه ورفيق عمره الشيخ محمد بالحاج الهنشيري الذي كرس حياته لله ولنشر دين الله. فقد قام الحاج رمضان ميزران على إحدى أراضي الشيخ محمد بالحاج الهنشيري ببناء جامع ومدرستين إحداهما علمية للفقه والتفسير والأخرى قرآنية لتحفيظ الاطفال والشباب وطلبة العلم المسلمين القرآن الكريم في سنة 1880 م.

كان لدى الحاج رمضان ميزران ابن وقد قام بتسميته بـ (محمد) لانه كان يتمنى ان يصبح إبنه مثل رفيقه الشيخ محمد بالحاج الهنشيري. وبعد أن توفى محمد الابن الوحيد للحاج رمضان ميزران  في أحد رحلاته في تجارة السودان ،وبسبب شدة حزن الحاج رمضان ميزران على إبنه وترحماً عليه أوقف أمواله وأملاكه على مدرسته لإعانة طلبة العلم الدارسين بها بمنحهم منحة مالية حتى يتمكنوا من التفرغ للدراسة ولخدماته الإنسانية والخيرية استقطع جزءاً من شارع الزاوية المطلة عليه مدرسته والمسجد حتى تغير اسم الشارع من شارع (الزاوية) إلى شارع (ميزران) نسبة إليه والذي سميت المحلة بعد ذلك باسمه (محلة ميزران).

أطلق الإيطاليون على هذا الشارع اسم (لازيو) ولكنه بقى اسم الشارع بشارع ميزران على ألسن الليبين إلى يومنا هذا. وتوفى الحاج رمضان ميزران بمدينة طرابلس سنة 1900م ودفن بجامعه ميزران وتوفى الشيخ محمد بالحاج الهنشيري سنة 1936 م ودفن في طرابلس.