مع بداية ظهور فرع تنظيم الدولة " داعش " في ليبيا، كان التواجد العلني للمدعو " تركي البنعلي " البحريني الجنسية وكنيته أبو سفيان السلمي كما يناديه البعض من عناصر التنظيم، فاعلا في اعلان التواجد الفعلي لتنظيم الدولة داخل ليبيا. ولد تركي البنعلي بحسب مواقع نشرت سيرته في الخامس من سبتمبر من عام 1984 وتلقى تعليما دينيا في اليمن ولبنان والمغرب. لاحقا تبنى الفكر الجهادي وبدأ نشاطه بالاتصال بالجماعات الجهادية في العراق. الامر الذي دفع السلطات البحرينية الى اسقاط الجنسية عنه.

 كان البنعلي في السابق رئيس فرقة الحسبة الخاصة بالتنظيم داخل العراق، ودائم الاتصال بضابط عسكري سابق " سعودي الجنسية يدعي " بندر الشعلان " لم يأتي الي ليبيا، لكنه دائم التواصل مع تركي البنعلي في ليبيا، وكان الاثنين يتلقون تعليماتهم من ضابط عراقي اسمه " حجي أبوبكر " وهو المستشار العسكري للبغدادي ويحمل رتبة عميد بالجيش العراقي سابقا، وهو أحد افراد حزب البعث قبل ان ينشق عن الحزب ويتبرأ منه، وينضم لداعش.

وبحسب مصادر خاصة لبوابة أفريقيا الإخبارية فقد كانت مهمة تركي البنعلي واضحة في ليبيا وهي جمع تأييد لتنظيم دولة ومبايعة البغدادي وزرع فتنة في صفوف أنصار الشريعة والجماعات التابعة للقاعدة لترك الظواهري والانضمام الي دولة البغدادي، وتكفير كل من لا ينضم لتنظيم دولة ووصفه بالمرتد، وقتاله واجب واولي من قتال اليهود والنصارى.وصل تركي البنعلي الي ليبيا تحديدا منتصف شهر أكتوبر سنة 2013، وتجول في أكثر من مدينة، منها سرت ودرنة وبنغازي وغيرها، واجتمع مع قيادات في ليبيا منها محمد الزهاوي قبل مقتله، وزياد بلعم وجلال المخزوم وغيرهم.

وفي مدينة درنة اجتمع تركي البنعلي بسالم دربي وسفيان بن قمو وعن طريق الاخير تم التنسيق للقاء عبد الحكيم بالحاج في طرابلس، غير ان دربي رفض مبايعة تنظيم الدولة، فيما وافق بن قمو مباشرة على ما قدمه البنعلي.وفي مدينة سرت اجتمع بنعلي مع " الصفراني وعبد الهادي زرقون وفوزي العياط وشخص يدعي فايز ووليد الفرجاني من بنغازي وتونسي يدعي كمال "، وتم التنسيق لخيانة محمد الزهاوي واعلان البيّعة وضم كامل قوة أنصار الشريعة في سرت لتنظيم داعش. ومن هنا بدأت خطب تركي البنعلي تظهر في المدينة حيث اعتلي منبر مسجد الرباط الامامي أكثر من مرة مع حراسة مشددة والقي خطبه فيها مع نهاية سنة 2013، وأوضح آمر تنظيم انصار الشريعة الصفراني أنذاك عن موافقته المبدئية علي الفكرة لكنه طلب تأجيل اعلان البيعة في ذلك الوقت.

توجه بعد ذلك تركي بنعلي الي الجنوب الليبي واجتمع بشخص يدعي " انتهمدين الأنصاري " وهو قائد جماعة أنصار الحق من مالي وعن طريق هذا الشخص تمكن البنعلي من التعرف على شخصيات من تنظيم بوكو حرام في نيجيريا وبدأت سلسلة من الاجتماعات بينهم برعاية " الانصاري " مما عقب هذه الاجتماعات الترتيب لاجتماع اخر اقنع فيه تركي بنعلي بوكو حرام بإعلان البيعة والسمع والطاعة للبغدادي.الاوامر التي تم اصدارها من العراق من " حجي أبوبكر " الي تركي البنعلي هي محاولة خلق جسم لتنظيم الدولة في ليبيا لزرع الفرقة في صفوف أنصار الشريعة والجماعة الليبية المقاتلة وجماعة انصار الحق في الجنوب الليبي وتفكيكها لينضم بعضهم ومن لم ينضم سيتم اغتياله باعتباره مرتدا كافرا خطره اشد من النصارى واليهود لأنه شق عصا الطاعة.