أعلنت وزارة الدفاع الامريكية  ،أمس الثلاثاء عن مقتل التونسي علي عوني الحرزي القيادي البارز في تنظيم داعش والذي كان ملاحقا من قبل السلطات الأمريكية وذلك في غارة شنتها طائرة بدون طيار شمال العراق.و أصدر البنتاغون بيانا قال فيه إن طائرة امريكية من دون طيار قتلت على عوني الحرزي المسؤول عن مقتل كريستوفر ستيفنز، السفير الأميركي لدى ليبيا، خلال الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012.واضاف البيان بانّ الحرزي "ظل شخصا مطلوبا منذ هجوم بنغازي" ،مؤكدا انّه قتل في العراق حيث كان يقاتل مع داعش في غارة وقعت يوم الاثنين الـ15 من الشهر الجاري ،اي قبل أسبوع من تاريخ البيان.

هذا وكان السفير الأمريكي لدى طرابلس، جي كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين قد قتلوا في الهجوم الذي وقع في شهر سبتمبر/آيلول عام 2012.وكان البنتاغون قد اعلن وفي شهر يونيو الماضي عن اعتقال المواطن الليبي أحمد بوختاله الذي تعتبره واشنطن المتهم الرئيسي في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي.

 

من هُو علي الحرزي ؟

وفقا للبيانات التي صرّحت بها وزارة الدّاخلية التونسية حول المورطين في حادث إغتيال السياسيين شكري بالعيد ومحمد البراهمي ،فإن الإسم الكامل للحرزي هُو "علي بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي" وهو من مواليد 9 مارس/آذار 1986.ووفق بيان البنتاغون الأمريكي فإن الحرزي قد "عمل بصورة وثيقة مع داعش، وفي شمال أفريقيا والشرق الأوسط"وقال البيان ايضًا بانّ مقتل الحرزي سيقلل من "قدرات المتشددين في شمال أفريقيا على الانضمام إلى المتشددين في العراق وسوريا. وينهي دور متشدد كبير له صلات قوية مع الإرهاب العالمي" ،في حين وصفه مسؤول عسكري امريكي نوفق ما نقلت الـ"واشنطن بوست" بأنّ كان يحتل منصبا في الطبقة القيادية المتوسطة في تنظيم داعش.

و كان علي الحرزي قد حوكم في تونس العام 2006 بتهم تتعلق بالإرهاب والارتباط بـ”وفاق ارهابي مسلّح خارج التراب التونسي” وبقي في السجن الى حين العام 2011 حيث خرج بموجب التمتّع بقانون العفو التشريعي العام الذي  صدر بعد سقوط نظام بن علي.وفي اكتوبر من العام 2012 القت السلطات التركية القبض على الحرزي وتم تسليمه إلى تونس (حكومة الترويكا بزعامة حركة النهضة الإسلامية) حيث تم التحقيق معه من قبل عناصر تابعة للـFBI  حول حادث مقتل السفير الامريكي في بنغازي في شهر سبتمبر من نفس العام .وتم إطلاق سراح الحرزي بعد ذلك ،ليتورط في حادث إغتيال السياسي التونسي شُكري بلعيد في الـ6 من فبراير العام 2013.  وفق ما اكدت وزارة الدّاخلية التونسيّة.ويبدو ان الحرزي قد غادر بعد ذلك إلى سوريا والعراق وإلتحق بتنظيم داعش الإرهابي قبل أن يُعلن البنتاغون مقتله أوّل أمس.

 

شقيقه طارق الحرزي مطلوب بـ3 ملايين دولار:

علي الحرزي هي الاخ الاصغر لطارق الحرزي المطلوب امريكيا لتورطه في اعمال إرهابية .ووفق برنامج "المكافآت من اجل العدالة" التابع لوزارة الخارجيّة الأمريكيّة فإنّ طارق الحرزي المولود في 2 مايو 1982 بتونس العاصمة يُعتبر عضوا رفيع المستوى في داعش ،ويعمل على جمع الأموال وتجنيد وتسهيل سفر المقاتلين للمنظمة الإرهابية.وكان أيضا معروفا بأنه واحد من أوائل الإرهابيين الذين انضموا لداعش وفق ذات المصدر.ورصدت الخارجية الامريكيّة مبلغ 3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدّي للقبض على الحرزي الذي وصفته الخارجية الامريكيّة بأنّه يقوم بتجنيد وتسهيل سفر المقاتلين لداعش منذ عام 2013.ووفق المصدر ذاتهف قد تم تعيينه أميرا لداعش بمنطقة الحدود بين سوريا وتركيا. وبهذه الصفة كلفته داعش باستقبال المقاتلين الأجانب المجندين الجدد وتوفير التدريب لهم على الأسلحة الخفيفة قبل إرسالهم إلى سوريا.

ووفق البيانات الخاصة بطارق الحرزي على موقع "المكافآت من أجل العدالة" فإن الحرازي واعتبارا من أواخر عام 2013 كان أمير داعش للانتحاريين وشخصية رئيسية في شبكة تسهيل داعش التي لعبت دورا محوريا في هجمات داعش الانتحارية وأجهزة المتفجرات المرتجلة التي توضع في المركبات في العراق.وبصفته زعيما لموارد تسهيل الانتحاريين لداعش، عمل الحرازي وفق ذات المصدر ،مع أعضاء آخرين من داعش لتسهيل سفر الأفراد من سوريا إلى العراق.كما عمل الحارزي أيضا لتقديم الدعم المادي لداعش عن طريق شراء وشحن أسلحة مع شقيقه (علي الحرزي) من ليبيا وسوريا إلى داعش.