قال الإرهابي والقيادي الميلشياوي صلاح بادي : “جورج واشنطن الذي كان قائد ميليشيا جعل الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية، دولة قوية تقود العالم الحر وسأكون مثله” ،وقدم  نفسه خلال لقاء مع صحيفة « إيل أسبيرسو » الإيطالية على أنه شخصية وطنية تدافع عن مصالح البلاد وأهلها ضد المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، في الوقت الذي يقود فيه مجموعة مسلحة لا تختلف عن تلك التي يتحدث عنها، فضلاً عن أنّه ومجموعته المسلحة كانوا جزءاً رئيسياً في الكثير من الحروب التي خلّفت دماراً وشتاتاً في ليبيا وأبرزها حرب فجر ليبيا.ولكن من هو جورج واشنطن ؟:جورج واشنطن هو أول رئيس وواحدٌ من المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية. ،هو الذي توجد صورته على ورقة 100 دولار ، وهو من قاد الجيش القاري إلى النصر في حرب أميركا ضد المملكة المتحدة، وأنقذ الأمة من خطر الانهيار.فقد والده في الحادية عشرة من عمره، ووُضع تحت وصاية أخيه الأكبر غير الشقيق. في وقتٍ لاحقٍ من بدء الثورة الأميركية، عُين قائدُا عامًا للجيش  غير المدرب تدريبًا جيدًا وغير المجهز تجهيزًا جيدا.قاد قواته إلى الجبهة، وفاز بالحرب عندما استولى على القوات البريطانية في يورك تاون. بعد ذلك، قرر العودة إلى دياره وتابع حياته كمزارع. لكن تم إقناعه بأن يصبح أول رئيس للولايات المتحدة. وعلى مدى ثماني سنوات، كان يحكم البلد الناشئ حديثًا بحزمٍ وحكمة، ويساعد على تحقيق الاستقرار والعدل. مما جعله واحدًا من أعظم الرؤساء في التاريخ الأميركي.
وُلد جورج واشنطن في 22 شباط/ فبراير 1732، في مقاطعة ويستموريلاند بولاية فرجينيا. كان والده، أوغستين واشنطن، يعمل بزراعة التبغ، ويملك عددًا من الممتلكات في أماكن مختلفة. وكانت والدة جورج، ماري ني بول واشنطن زوجته الثانية. وجورج الأكبر بين أشقائه، بيتي واشنطن لويس وصامويل واشنطن وجون أغستين واشنطن ولورنس واشنطن وتشارلز واشنطن وجون أوغستين واشنطن وأوغست واشنطن جونيور وميلدريد واشنطن وبتلر واشنطن.قضى جورج معظم طفولته في مزرعة فيري بالقرب من  نهر رابانوك، مقابل فريديرسبورغ في فرجينيا. وبدأ تعليمه في المنزل بإشراف عددٍ من المعلمين المختصين، ودرس في وقت لاحق في المدرسة بشكل غير منتظم من سن السابعة إلى الخامسة عشر. ولو بقي والده على قيد الحياة، كانت سنحت له الفرصة للذهاب إلى إنجلترا للتعلم. ولكن والده توفي في عام 1743، مما حرمه من التعليم في الخارج.بعد وفاة والده، أصبح أخيه غير الشقيق، لورنس واشنطن، صاحب الشخصية القوية وصيًا عليه. ومعظمهم عاشوا في منزلهم في جبل فيرنون.في عام 1748، في سن السادسة عشرة، انضم جورج واشنطن إلى فريق المسح الطبوغرافي، الذي نظمه جورج فيرفاكس، صديقه وجاره.وبحلول عام 1749، حصل على ترخيص مساح طبوغرافي من جامعة William and Mary ، وتلقى بعد ذلك تعيينًا رسميًا في مقاطعة كولبيبير. وكانت مهمته الأولى هي مسح قطعة أرض تبلغ مساحتها 400 فدان، فأتم واشنطن المهمة في وقت قياسي، خلال يومين فقط.على مدى العامين المواليين، واصل عمله في مقاطعات فريديريك وكولبيبر وأوغستا. وبحلول عام 1752، أنجز ما يقارب 200 دراسةٍ مسحية، بمساحات أكثر من 60 ألف فدان، مما مكنه من جمع ما يكفي من المال لشراء أرض له. ومع بداية عام 1750، بدأ الفرنسيون بتوسيع أراضيهم في المناطق التي هي الآن ولاية  بنسلفانيا.في 31 أكتوبر 1753، أرسل حاكم ولاية فيرجينيا، روبرت دينويدي واشنطن إلى فورت لوبوف، حيث طلب من الفرنسيين المغادرة  لأن المنطقة تابعة للبريطانيين. رفض الفرنسيون ذلك وعاد واشنطن إلى ويليامسبورغ .في 1755، على الرغم من الهزيمة في فورت نيسيسيتي، كان واشنطن القائد العام لجميع القوات المسلحة. وفي عام 1758، استقال جورج واشنطن من منصبه وعاد إلى جبل فيرنون ليعمل كمزارع.على مر السنين، اتسعت مساحات الأراضي التي يملكها من 2000 فدان إلى 8000 فدان مع خمسة مزارع.  وزواجه من مارثا داندريدج كوستيز عام 1759، ساعده كثيرًا في ذلك.في عام 1774، انضم جورج واشنطن إلى المؤتمر القاري الأول، الذي عُقد في فيلادلفيا، كمندوبٍ عن ولاية فيرجينيا. وفي 1775، أصبح مستشارًا عسكريًا في نيويورك. وفي المؤتمر القاري الثاني بعد عدة أشهر، تم تعيينه القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة بأكمله.تولى واشنطن قيادة الجيش في يوليو 1775 خلال الحصار المستمر على بوسطن. وعلى مدار الحرب التي استمرت لمدة ثمان سنوات طويلة، أثبت أنه جنرال ممتاز وقائد ملتزم.في البداية، خسر في المعارك أكثر مما فاز. لكنه واصل القتال دون التخلي عن منصبه. وكانت إستراتيجيته الرئيسية في هذه المرحلة هي مضايقة القوات البريطانية باستمرار، لكن مع تجنب حرب بين الطرفين. في وقت لاحق نظم جيشه،  وتوفرت المساحة الكافية للتدريب وأُمنت الإمدادات، فبدأ الوضع يتحسن.انتهت الحرب عندما استولت القوات القارية في تشرين الأول/ أكتوبر 1781 على القوات البريطانية المتمركزة في يورك تاون . واستسلمت القوات البريطانية في 19  نوفمبر 1781 وأصبح واشنطن بطلًا قوميًا.بعد الحرب، كان جورج يأمل في استئناف حياة الزراعة، في محاولةٍ لإصلاح الأضرار الناجمة عن غيابه الطويل. ومع ذلك، ظل منخرطًا في السياسة، وفي عام 1785 استضاف مؤتمر جبل فيرنون عنده.في عام 1786، غاب عن اتفاقية أنابوليس Annapolis، ولكن عندما عقدت الاتفاقية الدستورية في 1787 في فيلادلفيا، وافق على ترأسها. وقد أقنعت قيادته المثيرة للإعجاب في الاتفاقية المندوبين بأنه كان الشخص الأنسب ليصبح أول رئيسٍ للبلاد.في الانتخابات الرئاسية الأولى، التي عقدت في 7  يناير عام 1789، حصل واشنطن على جميع الأصوات بالإجماع. وقسم اليمين في 30 أبريل 1789 على شرفة القاعة الاتحادية في مدينة نيويورك.خلال تلك الأيام الصعبة، أثبت أنه رئيسٌ مسؤولٌ قادر. ورفض في البداية الحصول على راتبٍ سنوي قدره  25 ألف دولار.كان مثالاً للنزاهة والحكمة في الوقت نفسه، مؤكدًا أن قرارات مكتب الرئيس تعكس طموح الأمة. في حين اقترح مجلس الشيوخ أن يسمى السيد الرئيس.في عام 1792، في نهاية فترة حكمه الأولى، أُعيد انتخاب واشنطن بالإجماع لفترةٍ رئاسيةٍ ثانية. ولكن عندما انتهت في 1796، عاد إلى جبل فيرنون، وسن قانون الرئاسة. وحتى يومنا هذا، لا يبقَ رؤساء الولايات المتحدة سوى فترتين رئاسيتين على الأكثر.توفي واشنطن في المنزل حوالي الساعة العاشرة مساء يوم السبت 14ديسمبر 1799، كان عمره 67 عامًا. وأُقيمت جنازته في جبل فيرنون في 18 ديسمبر1799 حيث دفن هناك.وقد أصدر الكونغرس الأميركي قرارا مشتركًا لبناء نصبٍ رخامي لجسده في القسم الأوسط من مبنى الكابيتول، وهي خطة وافقت عليها مارثا. وفي  ديسمبر 1800، وافق مجلس النواب على المشروع واعتمدوا مبلغ 200 ألف دولار لبناء الضريح. ولكن عارض الممثلون الجنوبيون وأعضاء مجلس الشيوخ الخطة، لأنهم شعروا أنه من الأفضل أن تبقى هيبة واشنطن في جبل فيرنون.على الرغم من الحديث عن نقل بقايا واشنطن إلى العاصمة، فإنها لا تزال في موقعها الأصلي حتى يومنا هذا. ولكن لحمايته من التخريب وضع داخل تابوت رخامي في 7أكتوبر 1837 .