ستدخل موريتانيا لأول مرة قاموس مفردات السينما في هوليوود من خلال قصة مواطنها السجين السابق بمعتقل غوانتانامو محمدو ولد صلاحي التي ستتحول الى فيلم سينمائي عالمي يجمع عددا من نجوم هوليوود من بينهم جودي فوستر وبندكت كمبربانس وشايلين وودلي على أن يقوم الممثل الفرنسي من أصول جزائرية طاهر رحيم بدور ولد إصلاحي.

الفيلم تقرر أن يحمل عنوان «السجين 360» من إخراج البريطاني كيفن ماكدولاند، وينطلق تصويره في جنوب إفريقيا في الثاني من ديسمبر القادم، بمشاركة عدد من شركات الإنتاج الكبرى.

وتمت صياغة سيناريو الفيلم انطلاقا من كتاب «مذكرات غوانتانامو» الذي حبره ولد إصلاحي بخط اليد في زنزانته في العام 2005، ليصدر في العام 2015، بعد مواجهة قضائية مع السلطات الأمريكية استمرت 7 سنوات، وليحقق رواجا كبيرا جعله على رأس الإصدارات الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة وفق قائمة «نيويورك تايمز».

ويسرد الفلم قصة محاميته ناسي هونلادر وشريكها تيري دنكار وصراعهما الطويل من أجل تحقيق العدالة، والعقبات الكثيرة التي تواجههما في هذا المسعى.

وولد صلاحي مولود في 21 يناير 1970، في جنوب موريتانيا. وحصل في العام 1988، على منحة للدراسة في ألمانيا، ونال شهادة الماجستير في هندسة المعلوماتية من جامعة "دويسبورغ". سافر بعدها إلى أفغانستان ثم عاد للعمل في ألمانيا، لكنه عانى بعد فترة من ملاحقة السلطات الأمنية له، فهاجر إلى كندا، حيث درس الهندسة الكهربائية وعمل مع بعض شركات الكمبيوتر، وتولّى إمامة "مسجد السنة" في مونتريال.

وبعد اتهامه بالضلوع فيما يعرف بـ"مخطط الألفية"، استدرج إلى موريتانيا، حيث اعتقل، ثم أُطلق سراحه من دون توجيه أي تهمة إليه.

وعمل ولد صلاحي مهندس اتصالات في شركات محلية في موريتانيا بين العامين 2000 و2001، لكنه اعتقل مجددا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، للاشتباه في علاقته بزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن. وسلمته بلاده على خلفية هذه الاتهامات، إلى الإدارة الأمريكية في نهاية العام 2001.

ولم يوجه القضاء اتهامات رسمية لولد صلاحي الذي يقول محاميه إن ملفه ليس فيه إلا أدلة بسيطة ضد موكله، رغم أن المعتقل الموريتاني اعترف بسفره إلى أفغانستان للقتال فيها مطلع العقد التاسع من القرن الماضي ضد القوات السوفيتية، وانضم إلى القاعدة عام 1991، مؤكدا أنه قطع صلاته بالتنظيم بعد ذلك بفترة قصيرة، ومع ذلك سجن بموجب "صلاحيات معاملة المقاتلين الأعداء" المعطاة للجيش الأمريكي بعد هجمات سبتمبر 2001.