لايزال الغموض الذي خلفه التضارب في الاخبار يلف مصير القيادي الجهادي التونسي سيف الله بن حيسن المعروف بأبي عياض،أمير جماعة أنصار الشريعة بتونس ،و أخر التسريبات تفيد "باعتقال الرجل على يد فرقة أمنية فرنسية خاصة في مدينة سرت الليبية"،بحسب ما كشفت عنه صحيفة "أخر خبر" الاسبوعية التونسية الثلاثاء.

و أضافت الاسبوعية التونسية ،نقلا عن مصدر عسكري ليبيا تأكيدا لخبر اعتقال سيف الله بن حسين ، على يد قوة أمنية فرنسية خاصة وليس عن طريق المارينز الأمريكي كما تردد"،مشيرة الى أن "أن الوحدة الفرنسية وصلت إلى ليبيا بواسطة طائرة خاصة حطّت بمطار سرت،و أن عملية اعتقال أبي عياض، تزامنت مع اعتقال قيادات أخرى من نفس التنظيم، وأن القيادة المركزية بوزارة الدفاع الليبية تكتمت على هذا الخبر،و كان عناصر أنصار الشريعة كانوا يتمركزون بمدينة سرت، وأعادوا التموقع بمعسكر "الصواريخ" بمنطقة تاجوراء في طرابلس يوم 31 ديسمبر، إثر استهداف معسكرهم من قبل القوات العسكرية الليبية التي ساندت الفرقة الأمنية الفرنسية الخاصة".

يذكر أن تنظيما جهاديا ليبيا يطلق على نفسه "جند الاسلام" كان قد أكد في وقت سابق خبر اعتقال أبو عياض التونسي في مدينة "صبراطه" الليبية ،كما أعلن التنظيم في منشور وزعه الجمعة، مسؤوليته عن مقتل من وصفهم بالجواسيس، في إشارة إلى بريطاني ونيوزيلنديين في الأراضي الليبية.وقال التنظيم إن من وصفهم بالمجاهدين نفذوا حكم الإعدام بالرصاص، في حق امراة ورجل من نيوزيلندا وآخر من بريطانيا بمنطقة مليتة غرب العاصمة الليبية طرابلس.متهما الأشخاص الثلاثة الذين أعدموا أنهم كانوا في مهمة تجسس على من قال إنهم مجاهدون في صبراتة ومكلفون بمهمة تحديد أماكن تواجدهم وهم من دلوا القوات الأجنبية على مكان أبو عياض.

و كانت السلطات الليبية قد عثرت على جثة أجنبيين (نيوزلندية و بريطاني) على شاطئ "تليل" في منطقة مليتة غرب مدينة صبراتة، البعيدة 67 كيلومترا عن العاصمة طرابلس، منبطحين على البطن وبرأس كل منهما رصاصة قاتلة.و الضحية البريطاني يدعى "دي ساليس" كان ضابطا بسلاح الجو البريطاني قبل أن يتعاقد في 2007 للعمل في ليبيا لحساب شركة صيانة تجهيزات، بحسب ما قال النائب الليبي عن مصراتة، صلاح ميتو، في مقابلة مع "قناة ليبيا الأحرار" الخاصة،أما الضحية فتدعى هلين هاوي، وكانت زوجة في السابق لضابط بالجيش،و رجح مراقبون "أن تكون علاقة الضحيتان بالمؤسسة العسكرية قد أثارت ريبية قتلتهم  خاصة و انهما كان في مكان قريب جدا حيث يتواجد امير انصار الشريعة ابو عياض بحسب مصادر جهادية ليبية مطلعة و التي رجحت ان يكونا قد ادلى بمعلومات قادت الى اعتقال أبو عياض" .

و في سياق متصل قالت صحيفة "أخر خبر" في ذات التقرير "بخصوص تواجد وحدات أمريكية على التراب الليبي وقيامها باعتقالات في ليبيا، فإن تقارير آنية أكدت بأن الجنود الأمريكيين حلّوا صباح يوم 27 ديسمبر من العام الماضي، بمدينة العجيلات الليبية للقبض على قياديين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من بينهم الإرهابي التونسي نبيل السعداوي، وقيادي آخر جزائري الجنسية"،مشيرة في ذات السياق ،الى "أن الفرقة الأمريكية فشلت في مهمتها بعد أن تمت محاصرتها من أتباع أنصار الشريعة بنفس الجهة، ما اضطر الأمريكيين إلى حرق سيارتهم وجميع المعدات التي كانت بداخلها، علما أنه تم احتجاز 4 جنود أمريكيين باستعمال سيارة رباعية الدفع مجهزة بمدفع رشاش، وتم تسليمهم في نفس اليوم إلى الجيش الليبي بتدخل من بعض القيادات الليبية في المنطقة،وقد تمكنت القوات الخاصة الأمريكية ليلة 30 ديسمبر 2013، من مداهمة مزرعة فلاحية بضواحي مصراطة تحصن فيها عدد من قيادات تنظيم أنصار الشريعة، من بينهم الليبي سفيان بن قمو، المتهم بقتل السفير الأمريكي في بنغازي". وحسب الصحيفة فإن أنصار الشريعة، "يخططون لاختطاف رموز سياسية بهدف مقايضة الحكومة التونسية وتسليمهم أبو عياض".

يُشار إلى أن أبوعياض متوارٍ عن الأنظار منذ سبتمبر 2012، وتشتبه السلطات التونسية في وقوفه وراء تظاهرة احتجاجية ضد فيلم مسيء للرسول تطورت إلى هجوم على السفارة الأميركية في تونس في سبتمبر 2012، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى في صفوف المهاجمين، كما تتهمه السلطات بالوقوف خلف عمليات اغتيال وهجمات، وبارتباطه بتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب".وتخوض جماعة "أنصار الشريعة" التي أسسها أبوعياض، منذ أكثر من سنة معركة اختبار قوة مع السلطات التونسية وحكومة النهضة الإسلامية، وتعتبر أكبر تنظيم جهادي في تونس، كما لا تعترف بسلطات الدولة ولا ترى أي جدوى من طلب ترخيص من الإدارة لعقد تجمعاتها ومؤتمراتها، وحاولت السلطات اعتقال زعيمها أبوعياض عدة مرات دون جدوى.