يواصل الجيش الوطني الليبي تقدمه نحو العاصمة طرابلس،وذلك بعد أن أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بدء عملية قال إنها لتحرير طرابلس من الميليشيات المسلحةوبسط سيطرة الدولة على المدينة التي ظلت طيلة سنوات تحت رحمة المليشيات المسلحة ذات التوجهات المختلفة.

وفي مؤشر جديد عن استمرار نجاحا الجيش الليبي،قالت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المؤقتة: إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها على جسر الزهراء والساعدية و4 شوارع بوادي الربيع، مشيرة إلى دخول الجيش إلى منطقة عين زارة خلال تقدم القوات تجاه طرابلس.وأشارت الوكالة إلى أن قوات القيادة العامة سيطرت أيضًا على سواني بن ادم والكريمية وتتقدم باتجاه وسط طرابلس،فيما شوهدت سيارات للجيش الليبي قرب الكريمية، وفقًا لنشطاء.

كما تمكن الجبش الليبي من السيطرة على مطار طرابلس الدولي بالكامل،وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي،السبت إن القوات المسلحة سيطرت بشكل كامل على مطار طرابلس الدولي. وأشارت إلى أن القوات تعمل على عملية تأمين المطار كـ"نقطة انطلاق للسيطرة على مواقع حيوية أخرى داخل العاصمة.

وأظهرت الصور الأولى من مطار طرابلس الدولي،انتشار قوات الجيش الليبي في محيطه بعد أن قامت بتأمين المنطقة المحيطة به.وشوهدت وحدات عسكرية من قوات الجيش على بوابة المطار، كما أظهرت الصور انتشارا كبيرا على المدرج.

وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الليبي استعادة السيطرة على البوابة 27 في طرابلس بعد سيطرة سابقة لقوات تابعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.وقال مصدر عسكري في الجيش الليبي الوطني إن قواته تمكنت من إعادة السيطرة على البوابة 27

كما أعلن الجيش الليبي في وقت سابق، السبت، عن وصول تعزيزات إضافية لدعم العملية العسكرية التي أطلقتها قواته، الخميس، باتجاه طرابلس تحت اسم "طوفان الكرامة".ونشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي فيديو يظهر وصول التعزيزات العسكرية،داعية سكان العاصمة طرابلس للابتعاد عن مناطق الاشتباكات.

وفي غضون ذلك،تواصل المليشيات المسلحة تحشيدها مع انضمام تنظيمات متطرفة لمواجهة الجيش الليبي،حيث أعلنت قوات ما يسمى "سرايا الدفاع عن بنغازي" المصنفة عربياً على لوائح التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا إنضمامها لقوات حكومة الوفاق في طرابلس والمنطقة الغربية.

وفي بيان مسجل ليل الجمعة،نقلته وسائل اعلامية،أكد آمر السرايا الإرهابي مصطفى الشركسي انضمامهم إلى قوات حكومة الوفاق.وتوعد آمر سرايا الدفاع بالثأر لمن وصفهم بـ"شهداء قنفودة والصابري" من الذين قال بأنهم قتلوا وقصفهم الطيران في بنغازي وألقيت جثثهم في القمامة واصفاً عناصر الجيش بأنهم مجموعات من العاطلين عن العمل الباحثين عن المال.

وتشكلت "سرايا الدفاع عن بنغازي" من فلول مجلسي "شورى ثوار بنغازي وأجدابيا" و"مجلس شورى مجاهدي درنة"، هي جماعات تابعة لـ"تنظيم أنصار الشريعة"، المصنف من قبل مجلس الأمن جماعة إرهابية، وبقايا حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم جضران.وتبنت هذه المجالس في السابق عمليات تصفية واغتيالات، وقامت بتفجير سيارات مفخخة استهدفت عسكريين ومدنيين، وهو ما يؤكد الطابع الإرهابي لهذه الجماعات.

وأعلنت "السرايا" في بيانها التأسيسي أنها تتخذ من دار الإفتاء الليبية مرجعيته في ما يتعلق بالأموال والدماء، وهي دار الإفتاء التى يرأسها الصادق الغرياني الموضوع على قوائم الإرهاب العربية.كما تلقت دعما يقدر بملايين الدولارات من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والسلطة غير الشرعية المنبثقة عنه، والتي تسمى بـ"حكومة الإنقاذ"، في محاولة لردع تقدم قوات الجيش الليبي، إلا أن مساعيها باءت بالفشل.

وإرتبطت "سرايا الدفاع عن بنغازي"،بتحالف مع الميليشيات التشادية،حيث سبق أن شن هذا التحالف الإرهابي عدة هجمات في منطقة الهلال النفطي ومدن شرق البلاد.وفي أعقاب خسائرها المتتالية،أكدت "سرايا الدفاع عن بنغازي" المصنفة عربياً ومحلياً كتنظيم إرهابي،في 23 يونيو 2017، استعدادها لحل نفسها وإحالة أمرها إلى الجهات المعنية للدولة للنظر في مستقبلها.وجاء الإعلان بعد أقل من شهر من إعلان تنظيم "أنصار الشريعة" في ليبيا حل نفسه رسمياً في 28 مايو من نفس العام.

ورغم أن قرار حل "سرايا الدفاع عن بنغازي"،بدا حينها منطقيا في ظل الهزائم المتتالية التي مني بها التنظيم وخسارة مناطق التمركز،فإن المراقبين أكدوا أنها مجرد مناورة يسعى من خلالها التنظيم لإبعاد شبهة الإرهاب عنه وتفادي ملاحقته أمنيا حتى يعود من جديد،وهو ما أثبته الظهور الأخير لآمر السرايا مصطفى الشركسي.

ويأتي انضمام "سرايا الدفاع"،في أعقاب تأكيدات ساقتها تقارير اعلامية،حول انضمام مجموعات عسكرية قريبة من التنظيمات "المتشددة" للحرب ضد الجيش الليبي في طرابلس، في الوقت الذي طالبت فيه حكومة الوفاق بضمها رسميًا تحت قيادتها.

وفي هذا السياق، أعلن المجلس العسكري في مصراتة، على لسان رئيسه إبراهيم بن رجب، عن استعداده للمشاركة في الحرب ضد الجيش الليبي، قائلًا إنه "بناءً على التحركات للجيش الليبي وعمليات التحشيد من منطقة الجفرة وتحركاتها للمنطقة الغربية، وتنفيذًا للتعليمات، تم رفع حالة الاستنفار ودرجة الاستعداد القصوى للتصدي لأي قوات تستهدف زعزعة الاستقرار وترويع الآمنين والسكان.

واعتبر ابن رجب أن "تقدم الجيش الليبي في المنطقة الغربية عبارة عن بروباغندا وعمليات عرض ليس أكثر"، مؤكدًا استعداد المجلس العسكري للتصدي لأي هجوم في العاصمة طرابلس".كما لفت إلى أن  القوات مستمرة بوصولها للعاصمة إبتداء من يوم الخميس كما ستتوالى القوات التي من الممكن أن يحتاجوا لها خلال العمليات داخل العاصمة، مجدداً جاهزيتهم وإستعداداتهم الكاملة.

ويرتبط "المجلس العسكري - مصراتة"،بعلاقات مع "سرايا الدفاع عن بنغازي"،وفي تقرير لها،قالت  قناة "سكاي نيوز"، أنه بعد فشله في السيطرة على الشرق الليبي، توجه التيار المتشدد المتمثل بتنظيم "الإخوان" و"الجماعة الليبية المقاتلة" إلى الهلال النفطي، فعمد، في الأشهر القليلة الماضية، إلى تقديم الدعم لـ"سرايا الدفاع عن بنغازي" في محاولة منه للسيطرة على الموانئ النفطية، مشيرة إلى أن قادة في "المجلس العسكري-مصراته"، ينتمون إلى "الإخوان"، دأبوا على زيارة مدينة الجفرة في الأشهر الماضية، حيث التقوا نظراءهم في "سرايا الدفاع عن بنغازي.

وافضت هذه الاجتماعات إلى اتفاق يقضي بأن يقدم "المجلس العسكري-مصراته" الدعم المالي واللوجستي لـ"سرايا الدفاع عن بنغازي" للسيطرة على منطقة الهلال النفطي.وأشارت القناة الإخبارية، إلى أن التحالف بين "المجلس العسكري - مصراتة" و"سرايا الدفاع عن بنغازي"، أكد وجود علاقة مباشرة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعة الإخوان في ليبيا.

ويرى المراقبون،أن الجماعات الإرهابية على غرار "سرايا الدفاع عن بنغازي"،تبقى خطيرة مع تواصل علاقاتها وتحالفاتها مع الجماعات المسلحة التي تسمح لها بالحصول على دعم واسع وهو ما يجعل منها قوة عسكرية خطيرة داخل المشهد الليبي،خاصة في ظل واقع أمني متردي يكفل لها المناخ السياسي والأمني للتواجد حيث يمكنها تغيير تكتيكاتها وأساليب تواجدها لتظل شوكة في خاصرة ليبيا.

وتأتي تحركات الجماعات المتطرفة في أعقاب دعوة مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، في برنامجه الأسبوعي "الإسلام والحياة" المذاع من تركيا،الأربعاء الماضي،إلى ما سماه "الجهاد" ضد القوات المسلحة.ويعرف الغرياني بفتاويه الداعمة للجماعات المتطرفة،على غرار تنظيمي "القاعدة" و"داعش"،وبعد سفره إلى تركيا ظل يطل كل أسبوع على الليبيين بفتاوى ودعوات تحريضية تخص الشأن الليبي.

وتعيش طرابلس منذ سنوات تحت وطأة المليشيات المسلحة،وعلى الرغم من اعلانها تبعيتها إلى وزارتي الداخلية والدفاع، إلا أن هذه المليشيات بحسب المراقبين ذات توجهات مختلفة، وولاءات متعددة، وتسعى إلى مصالحها الشخصية،تحت غطاء الحكومة التي توصف بالضعف والعجز أمام نفوذ المليشيات التي ترسخ وجودها خلال السنوات الماضية.