قتل إثنان من المحتجّين، اليوم الأحد، في اشتباكات مع قوات الأمن، في العاصمة البوروندية بوجمبورا، وفقا لشهود عيان.

 

وأوضحت المصادر نفسها، في تصريحات متفرقة للأناضول، أنّ أحد المحتجّين لقي حتفه، إثر تعرّضه لطلق ناري باستخدام الذخيرة الحية من قبل شرطي، وذلك في منطقة موزاغا جنوب بوجمبورا، بينما قتل آخر في ضاحية موتاكورا، وجرح ثالث في مواجهات مع عناصر من الشرطة.

 

ويحاول المتظاهرون، حاليا (11 تغ) ، الوصول إلى قلب العاصمة، قادمين من الضواحي، وخصوصا من مناطق موزاغا ونياكابيغا وموتاكورا وسيبيتوكي، وفقا لمراسل الأناضول، والذي أشار إلى انقطاع بثّ بعض المحطات الإذاعية المحلية في العاصمة، منذ صبيحة اليوم الأحد.

 

وفي اتصال أجراه معه مراسل الأناضول، قال الممثل القانوني لـ "منتدى تعزيز المجتمع المدني" (يضم منظمات المجتمع المدني في بوروندي)، فيتال نشيميريمانا، وهو أيضا قيادي بحركة "أوقفوا الولاية الثالثة"، إنّه "تمت تلبية الدعوة إلى التظاهر"، مضيفا أنّه "سيتم تكثيف حركة الاحتجاج السلمية في فترة ما بعد الظهر، أي في نهاية صلاة يوم الأحد".

 

وتابع "على قوات الأمن تأطير المحتجين بدل إطلاق النار عليهم"، لافتا إلى أنّه يشتبه في "وجود عدد من شباب الحزب الحاكم يعملون إلى جانب قوات الأمن ويرتدون أزياء الشرطة".

 

ولم يسجلّ أي تعليق رسمي عن المظاهرات وحصيلتها من قبل الحكومة البوروندية حتى الساعة (11 تغ).

 

واختار حزب "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية"، الحاكم في بوروندي، أمس السبت، خلال مؤتمر استثنائي عقد في بوجمبورا، الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا، ليكون مرشّحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر يونيو/ حزيران المقبل، وفقا لبيان رسمي للحزب.

 

واحتجاجا على الإعلان الرسمي لترشح الرئيس البوروندي لولاية رئاسية ثالثة، أعلنت قوى معارضة ومنظمات المجتمع المدني في بوروندي أنّها ستنزل إلى الشوارع، لـ "قطع الطريق" على نكورونزيز، وهو ما حصل، حيث أفاقت العاصمة البوروندية، اليوم الأحد، على مظاهرات حاشدة شملت العديد من الأحياء، بحسب شهود عيان للأناضول.

 

ويأتي ترشّح نكورونزيزا لولاية ثالثة، في خضم سياق سياسي بالغ التوتر، ينذر بتصعيد محتمل، خصوصا في ظلّ الاحتجاجات المناهضة لولاية ثالثة للرئيس الحالي، والتهديد بانفجار الوضع من قبل المجتمع المدني، حيث أكّد بيير كلافر مبونيمبا، وهو إحدى الوجوه البارزة والناشطة ضمن المجتمع المدني البوروندي، في تصريح للأناضول بوقت سابق، إنّه "بمجرّد أن يعلن نفسه (الرئيس) مرشّحا، فسننزل إلى الشوارع، وستكون بداية حرب عامة في بوروندي".

 

ويفصل بوروندي، شهران عن تنظيم انتخاباتها الرئاسية، وهي فترة انتظار ستبدو طويلة على الرئيس نكورونزيزا الذي يحكم البلاد منذ 10 سنوات، ويتهدده غضب شعبي بعد أن توعدت أطياف كبيرة من المجتمع المدني بالنزول إلى الشارع.