قال المفكر والمؤرخ المصري طارق البشري إن "رد الفعل المصري في ليبيا ضد (داعش) مقدرا جدا"، داعيا السلطات المصرية إلى الأخذ في الحسبان "ظروف المصريين في ليبيا وعدم الانخراط في النزوع الاستعمارية الأوروبية ضد ليبيا".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع البشري، حول الأوضاع الحالية في مصر، وسبل علاج الأزمة السياسية، في ضوء الأحداث الأخيرة التي تلت حادث أعدام تنظيم "داعش" الإرهابي لـ 21 مصريا في ليبيا، الأحد الماضي.

وحول الضربات الجوية المصرية التي وجهتها مصر الإثنين الماضي ضد مواقع تتبع "داعش" بليبيا، قال البشري: "أنا أقدر رد الفعل المصري الحاد ضد داعش فيما ارتكبته في جرائم ضد المصريين في ليبيا".

واستدرك البشري قائلا: "أقدره، لكن في ذهني نقطتان نرجو أن ننتبه إليهما؛ المصريون الموجودون في ليبيا والمقيمون هناك وبعض التقديرات تقول أنهم 100 ألف شخص إلى مليون، والأمر الثاني أن يكون فعلنا واستجابتنا لهذا الأمر ليس في إطار السياسيات الفرنسية الإيطالية".

وفي توضيحه للسياسات الفرنسية الإيطالية في ليبيا، مضي قائلا: "فرنسا وإيطاليا لهم سياسات تتعلق بمطامع استعمارية لهم في هذا البلد (يقصد ليبيا) (..) فرنسا مهم جدا أن تسيطر علي ليبيا  بعض الوقت لتصل إلي المناطق الجنوبية في وسط أفريقيا التي لها مصالح حقيقية فيها، وإيطاليا كانت محتلة ليبيا وتريد العودة لها من جديد".

ومتوجها بالنصيحة لمصر حول موقفها الأخير، قال البشري: "أرجو أن تكون سياساتنا في هذا الشأن الذي ندافع به عن المصريين، غير مرتبط بهذا النزوع الاستعمار الفرنسي الإيطالي".

وحول ما إذا كانت الضربة الجوية مفيدة لمصلحة مصر، جدد المفكر المصري قوله: "قلت رد الفعل المصري في هذا الشأن مقدر جدا، لكن أرجو أن يقدر المصريين المتواجدين في ليبيا، والمصالح الأوروبية المختلفة عن المصلحة المصرية".

وأضاف: "ليبيا دولة جوار ودولة عربية وأظن أن هذا سيكون في مجال التقدير لدى مصر".