حصلن على معدلات قياسية وحظين بتكريم وتوشيح من قبل هيئات عليا في فرنسا والمغرب

 

برزت في الفترة الأخيرة بالمغرب، أسماء أربع تلميذات مغربيات، تصدرت صورهن الصفحات الأولى لوسائل الإعلام المغربية، وحتى الدولية.

يتعلق الأمر بتلميذات استطعن أن يتربعن على عرش (إن صح التعبير) امتحانات الباكلوريا المغربية وحتى الفرنسية، وهن اللواتي حصدن معدلات جد عالية، بل إن إحداهن استطاعت تجاوز العتبة الأقصى للمعدل وحصلت على 21/20، وهي نتيجة مشرفة للغاية.

الحديث هنا حول كل من مريم بورحيل التلميذة المغربية المقيمة بفرنسا، والمنحدرة من عائلة مغربية مهاجرة بفرنسا، والتي حصلت على معدل 21 على 20 في الباكالوريا لهذه السنة، وكذا التلميذة ياسمين براوي، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة تنحدر من مدينة الدار البيضاء، حصلت على شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن، وكذا التلميذة هدى نايبي الحاصلة على شهادة الباكالوريا بمعدل 19.45 بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، إضافة إلى التلميذة سارة رداد الحاصلة على شهادة الباكالوريا بمعدل 19.35 بمدينة إنزكان آيت ملول القريبة من مدينة أكادير جنوب المغرب.

حصول تلميذات مغربيات على معدلات عالية في امتحانات الباكلوريا، بقدر ما شكل شرفا كبيرا لعائلات التلميذات، فقد شكل أيضا مبعث فخر للمدرسة المغربية، التي كثر الحديث في السنوات الأخيرة حول فعالية وملائمة التكوينات التي باتت تقدمها، إلا أن المثير والعامل المشترك بين التلميذات الأربع، كونهن ينحدرن من عائلات من طبقات متوسطة، ويتلقين تعليمهن كلهن بمدارس عمومية، وهو ما جعل بعض المحللين والمعلقين يذهبون إلى القول إن المدرسة المغربية العمومية التي تعرضت ولازالت لإنتقادات، لازالت قادرة على صناعة أجيال التميز والتألق.

ولئن كانت التلميذات الثلاث سارة رداد وهدى نايبي وياسمين براوي قد تمكن من نقش أسمائهن بمداد الفخر في باكلوريا هذه السنة داخل أرض الوطن، فإن التلميذ مريم بورحايل قدمت هي الأخرى نموذجا مشرقا ووجها مشرفا للشاب والشابة المغربية والعربية عموما، وهي التي حصلت على أعلى معدل باكلوريا في الجمهورية الفرنسية، مما يعطي صورة مشرفة ليس فقط عن أبناء الجالية المغربية والعربية المقيمة بهذا البلد، ولكن أيضا حول مستوى الطموح والانضباط وروح الاجتهاد والمثابرة والتميز لدى الإنسان العربي عموما.

وتقديرا للإنجاز الهام الطي تم تحقيقه من طرف التلميذات الأربع، فقد حظين باستقبال من طرف العاهل المغربي، الذي بدى وهو يصفق لهن تقديرا لما حققنه، فبمناسبة عيد العرش المغربي وتحديدا الذكرى الـ 15 لجلوس العاهل المغربي على كرسي الحكم، تم تنظيم احتفالات منذ بداية الأسبوع الجاري، وخلالها استقبلت التلميذات المغربيات بالقصر الملكي، وتم توشيحهن بأوسمة ملكية راقية، وهي خطوة خلفت أثرا إيجابيا وردود فعل مثمنة للمبادرة.

وهكذا فقد وشح العاهل المغربي بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، مريم بورحيل التلميذة المغربية القاطنة بفرنسا التي حصلت على معدل 21 على 20 في الباكالوريا لهذه السنة، بحضور والدها محمد بورحيل وأمها نادية الطلحاوي، وبنفس الوسام وشح الملك المغربي التلميذة ياسمين براوي، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة من مدينة الدار البيضاء الحائزة على شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن، بحضور أمها مينة موميل، وكذا التلميذة هدى نايبي التلميذة الحاصلة على شهادة الباكالوريا بمعدل 45ر19 بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء بحضور أمها أمينة بوشيخي، والتلميذة سارة رداد الحاصلة على شهادة الباكالوريا بمعدل 35ر19 بإنزكان آيت ملول بحضور والدها إبراهيم الرداد.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن التلميذة مريم بورحايل (18 سنة) وهي من أب يشتغل كعامل وأم ربة بيت، كانت قد استقبلت بالجمعية الوطنية الفرنسية من قبل رئيس هذه المؤسسة كلود بارتولون، وتلقت تهانئ رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، أمام ممثلي الامة الفرنسية.

ومن الممكن أن يتجاوز معدل الباكلوريا بفرنسا 20 على 20 بفضل مواد اختيارية (تصل حتى اثنين) والأعمال التطبيقية التي تتيح تجميع نقاط في حدود 60 نقطة كمكافأة.