تحولت جريمة قتل مواطن مغربي ليلة الخميس المنصرم لشاب إيطالي يبلغ من العمر 27 سنة بمدينة "تيرني" وسط إيطاليا إلى قضية رأي عام مخلفة ردود أفعال متضاربة وكثيرة.

وكان الشاب المغربي (ع.أ) قد أجهز على شاب إيطالي يدعى "دافيد رادجي" بعد أن مزق عنقه بزجاجة جعة مكسرة فقط لأنه صادفه خارج الحانة التي خرج منها. ونشرت الشرطة تفاصيل عن القاتل حيث قالت أنه من مواليد سنة 1986 و كان قد إلتحق بإيطاليا وبوالدته المتزوجة بمواطن إيطالي في إطار قانون التجمع العائلي. وبعد وصوله إلى الأراضي الإيطالية تم القبض عليه عدة مرات بدواعي السرقة والإعتداءات المتكررة في الشارع العام. فسُجن عدة مرات لكن السلطات ضاقت درعا من تصرفاته ومن تكرار عملياته ولهذا السبب تم ترحيله إلى المغرب سنة 2007.

لم يطِق الشاب بقاءه في المغرب ما حدا به إلى البحث عن حل للعودة إلى إيطاليا في قارب للهجرة السرية وتمكن من ذلك بالفعل وذلك مرورا بالأراضي الليبية ليركب قارب المغامرة حتى دخل البلد الذي طُرد منه. ولضمان تواجد قانوني بالبلد تقدم بطلب اللجوء السياسي إلى السلطات الإيطالية لكن طلبه تم رفضه عدة مرات لكنه لم يستسلم إذ يطعن أمام القضاء في كل مرة يتم فيها رفض منحه اللجوء السياسي، ويمنحه تقديم الطعن في انتظار حكم القضاء من جديد مدة زمنية أخرى من الإقامة فوق الأراضي الإيطالية .

وكان شخصا غير معروف حتى في الحي الذي يقيم فيه، يضيف التقرير الأمني ، حتى خرج إلى الأضواء يوم الخميس المنصرم بعد أن ارتكب جريمته النكراء التي اهتزت لها إيطاليا والتي خلفت جدلا وسط الطبقة السياسية الإيطالية ووصل صدى الجريمة إلى مقر الحكومة الإيطالية حتى أن وزير الداخلية بنفسه تحدث عنها.

النخبة السياسية بإيطاليا أجمعت على إدانة الجريمة وعلى ضرورة حماية المواطنين حتى لا تتكرر مشاهد مماثلة لما وقع. كما أثار كون الجاني مهاجرا سريا نقاشا كبيرا حيث ذهبت أصوات كثيرة إلى ضرورة البحث الجدي عن حل جدري لتدفق آلاف المهاجرين السريين على البلد والذين يمكن أن يتسلل بينهم متطرفون من منظمات إرهابية ومجرمون هاربون من دولهم.

وعبر "أنجيلينو ألفانو" وزير الداخلية في الإئتلاف الحاكم لإذاعة "راديو 24 " عن كون الجاني سيدفع ثمن فعلته إلى أبعد الحدود، "فلا يجب أن يخرج من السجن بعد اليوم. وهذا هو هدف الدولة التي يجب أن تردع وفق الضوابط القانونية طبعا من يزرع الرعب والخوف وسط الإيطاليين كما حدث ليلة الخميس.

والتقط "ماتيو سالفيني" الأمين العام لحزب "عصبة الشمال " اليميني خبر الجريمة الشنيعة لينفذ هجوما على سياسات الحكومة المتبعة في الهجرة خاصة بإشرافها قبل مدة على برنامج "ماري نوستروم" الذي أنقذ حياة الألاف من المهاجرين السريين عرض البحر الأبيض المتوسط .

زعيم اليمين المتطرف نشر تدوينة غريبة على حسابه في الفايس بوك : "الموت في عمر 27 سنة ! بريء يقتل ذبحا في تيرني، مفجع حقا. القاتل مغربي مخدر وسكران وسبق طرده من إيطاليا ثم حل من جديد بجزيرة "لامبيدوزا" وطلب اللجوء السياسي.. صلواتنا لدافيد وعائلته وبالمقابل نطلب أن لا يقضي القاتل عقوبته السجنية هنا بإيطاليا فسجوننا مريحة. يجب طرده في الحين وبضرباتٍ على مؤخرته إلى مغْربِه. وذلك حتى يتعفن هناك في سجن يليق بدودة مثله.

أسلوب تعليق الزعيم اليميني "ماتيو سالفيني" على الجريمة لم يرق لبعض قيادات الحزب الديمقراطي وفي هذا الصدد ردّت عليه سكرتيرة عمدة روما تعقيباً على ما كتبه بخصوص الجريمة بقولها : "هذا القذر لا يوجد من يوقفه عند حده"