في مجال التغذية والصحة الواسع والمتجدد، هناك دائما ظهور لمعلومات ونصائح تغذوية جديدة باستمرار، ويعود ذلك للتوصل إلى نتائج علمية جديدة، أو لتصحيح سوء تطبيق أو فهم نصائح تغذوية سابقة.

هذه قائمة بمعلومات تغذوية خاطئة عليك التوقف عن تصديقها والعمل بها.

الدّهون المشبعة تسبب لك أمراض القلب والشرايين.

الحقيقة: الإتهام المنسوب لكون الدهون المشبعة تسبب أمراض القلب والشرايين دعت البعض إلى حذف جميع مصادر الدهون المشبعة كلياً من الأغذية، حتى الجيدة منها. وهذه الإداعاءات مبالغ فيها وسِيء تطبيقها، فالدهون المشبعة تلعب دور مهم في بناء الخلايا، ونقل الفيتامينات الذائبة في الدهون، وبالتالي هي مهمة وضرورية للجسم.

بالإضافة إلى أن أمراض القلب والشرايين أمراض متعددّة العوامل، ولا تحدث من سبب واحد فقط، ومع ذلك نحن لا ندعوك لأن تتناول جميع الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة بشكل غير منطقي وغير موزون، فقط ركّز على الأطعمة أو المصادر الطبيعية (أي الأطعمة المعرّضة لأقل درجة ممكنة من التصنيع)، كاللحوم الحمراء والجبنة البيضاء والحليب، وحتى الزبدة.

البذور الغنية بالأوميغا-6 وزيوت الخضراوات هي الأفضل للصحة

الحقيقة: للأوميغا-6 دور في تخفيض فرصة أمراض القلب، لكن الإستهلاك الزائد منها –كما هو حال أغلب الناس- والتسويق لها على أنها بديل صحي للدهون الاُخرى، يؤدي إلى خلل في نسبة الأوميغا-6 إلى الأوميغا-3 في الجسم.

ونسبة مرتفعة من الأوميغا-6 إلى الأوميغا-3 ترتبط بزيادة ارتفاع فرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين كما تدل العديد من الدراسات الحديثة. عليك زيادة استهلكك من مصادر الأوميغا- 3 وتقليل مصادر الأوميغا-6 لإستعادة التوازن بين الإثنين.

البيض غير جيّد لصحّة القلب

الحقيقة: قام الكثيرين بتجنّب البيض (وخصوصا صفار البيض) بسبب انتشار الإعتقاد الخاطئ بأنه يرفع من كوليسترول الدم. لكن دلّت دراسات مؤخرّاً على أنّ ليس للبيض تأثير ملموس على مستوى الكوليسترول في الدم. بالإضافة إلى أن الجسم (الكبد تحديدا) يصنّع كوليسترول أكثر من مما تتناول أنت في غذائك، لذا للإستهلاك الغذائي للكوليسترول تأثير أقل مما يُعتقد.

البيض مصدر ممتاز للنوعية الجيدة من البروتين (النوعية الجيدة تعني توفر جميع الأحماض الأمينية الضرورية والأساسية للجسم، وهو غني أيضا بفيتامين د، و بي 12، والريبوفلافين، وحمض الفوليك وغيرها.

الأطعمة قليلة الدّهون تمنع السمنة وأمراض القلب

الحقيقة: استهلاك أطعمة مخفّضة الدهون لن تمنع السمنة وأمراض القلب إن كان مجموع استهلاكك الغذائي يفوق حاجتك اليومية بكثير، أو ان كنت تستهلك المزيد من الكاربوهيدرات بدلا من الدهون، أو إن لم تسيطر على وزنك الزائد وتصححه. كما أشارت بعض الدراسات أن حميات إنقاص الوزن المبنية على كاربوهيدرات اقل ودهون أكثر، تساعد على تخفيف الوزن بشكل اسرع من تلك المنخفضة الدهون والمرتفعة بالكاربوهيرات.

بالإضافة إلى أن العديد من الأطعمة التي تسوّق على أنها مخفّضة الدهون تكون مليئة بالسكريات المضافة، والتي لها آثار سلبية أكبر على الصحّة مقارنة بالاستهلاك المعتدل للدهون.

المحليات الصناعية بديل آمن وصحّي للسكر العادي

الحقيقة: يتم استخدام المحليات الصناعية كبديل للسكر للمساعدة على ضبط مستوى سكر الدم عند مرضى السكري، ولتخفيف الوزن كونها ليست كاربوهيدرات ولا تنتج طاقة. لكن بعض الدراسات بينت زيادة فرصة بعض المخاطر الصحية كبعض أنواع السرطان جراء استهلاك المحليّات الصناعية. كما أظهر بعض الأشخاص –ولأسباب غير معروفة للآن- أظهروا زيادة في الوزن بدلا من نقصانه باستخدامهم لهذه المحليات.

أضف إلى هذا أن استخدامها كبديل للسكر لا يحفّز تغيير سلوك الشخص في السيطرة على النفس والتخفيف من الحلويات، فمن المفضّل أن تتحكّم برغبتك بالسكريات وتقلل استهلاكها تدريجيا لتصل إلى الحد المعقول، وليس أن تخدع حواس التذوّق لديك.

تعرّف على كيفية التغلّب على عطش السكّر .

الوجبات الصغيرة والمتعددة خلال اليوم هي الطريقة الأفضل

الحقيقة: الوجبات الصغيرة والمتكررة أحد الأساليب والطرق لتوزيع الوجبات وقد تكون مناسبة للبعض –كمرضى السكري للمحافظة على مستوى سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي-. لكنها ليست الخيار الوحيد أو الأفضل وقد لا تناسب الجميع، فتوزيع الوجبات خلال اليوم بما يتناسب مع برنامج حياتك ومهامك اليومية هو المفضّل.

الصيام أحد المواضيع التي تلقى اهتماما ورواجا في تخفيف الوزن، ويوفّر فوائد عديدة للجسم. تطبيقه من فترة لأخرى سيساعد على منع جسمك من البقاء مستوى ثابت من معدّل الأيض .

عدد السعرات الحرارية الداخلة والخارجة من الجسم هو الأهم

الحقيقة: اذا استهلك شخصان نفس العدد من السعرات الحرارية كل يوم -لنفرض 2000 سعر حراري- لكن استهلكها الأول من الأطعمة المقلية والحبوب المكررة ومن اللحوم المعالجة، بينما استهلكها الشخص الثاني من أطعمة صحية وطبيعية وراعى تغطية المجموعات الغذائية ، من المستحيل ان يتساويا في النتائج الصحية والجسدية ولن يخسرا الوزن بنفس السرعة إن كانا يحاولان تخفيف الوزن.
حميتك بناءً على عدد السعرات الحرارية لن يساعدك في تخفيف الوزن ولن يعزز صحّتك على الأقل .