بينما تكافح الحكومة المنتخبة لفرض سلطتها في البلاد الواقعة في شمال افريقيا، أكد جنرال أمريكي كبير وجود معسكرات تدريب لداعش في شرق ليبيا

 عندما أكد قائد القوات الامريكية في أفريقيا وجود ما وصفه بمعسكرات تدريب في ليبيا هذا الأسبوع مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا الكبرى ، ألقى بالضوء على مصدر متزايد من القلق في الشرق الأوسط : خاصة تآكل الدولة الليبية وعواقبه على حد سواء على الليبيين والمنطقة وسط سعي المتشددين لملء الفراغ.

 تصريحات الجنرال ديفيد رودريغيز جاءت بعد تقرير بداية هذه السنة أفاد بأن تنظيما محليا يدعي مجلس شورى شباب الإسلام في درنة قد أعلن مبايعته لدولة الخلافة الإسلامية التي نصبت نفسها في العراق وسوريا. وتنشط المجموعة في شرق ليبيا، الحاضنة التي بدأ فيها "التنظيم العمل" وفق تعبير الجنرال الأمريكي .

وردا على سؤال حول احتمالات تحرك داعش أيضا في غرب ليبيا، قال الجنرال رودريغيز، "نحن مستمرون في مراقبة ذلك. لكن الأهم من ذلك في الوقت الحالي، هو في الشرق". وأضاف "أنشطة داعش في شرق ليبيا، هي أساس حول أناس يأتون للتدريب والدعم اللوجستي في الوقت الحالي. لكن لم نر بعد ما يشبه الشبكة الضخمة من حيث القيادة والسيطرة".

ورغم أن الجنرال رودريغيز لم يخص بالذكر مجلس شورى شباب الإسلام في درنة، رأى إسكندر العمراني، مدير مشروع شمال افريقيا ومجموعة الأزمات الدولية غير الربحية، رأى في التصريحات إشارة للمجموعة. "هذه هي المجموعة الوحيدة التي نعرف أنها أبدت علنا مثل هذا الولاء".

 من مقرها في مدينة درنه بشرق ليبيا، ظهرت الجماعة مع ظهور مؤسسات الدولة الليبية وسط الصراع الدائر بين الحكومة المنتخبة والميليشيات الاسلامية ، التي استولت على العاصمة طرابلس وأعلنت إدارتها الخاصة المنافسة. وبعد أكثر من ثلاث سنوات على انتفاضة مدعومة من حلف شمال الاطلسي أطاحت بالديكتاتور معمر القذافي، اضطر ممثلو البلاد المنتخبون للفرار إلى المدينة الساحلية الصغيرة طبرق.

ومع تركيز القوات الموالية للحكومة على محاربة الميليشيات الاسلامية في طرابلس ومدينة بنغازي بشرق ليبيا، وقع الكثير من بقية البلاد تحت سيطرة خليط من الميليشيات الأخرى من مختلف الأحجام والأيديولوجيات. في درنة، كان مجلس شورى شباب الإسلام ومسلحون آخرون يقومون بترويع السكان المحليين، وأجرى على الأقل ثلاثة عمليات إعدام وعشر عمليات جلد علنية في الأشهر الأخيرة، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش. كما أشرف مجلس شورى شباب الإسلام في درنة في شهر أغسطس، على إعدام علني لرجل مصري بتهمة القتل، في حين تم جلد ثمانية رجال لشرب الكحول علنا في ميدان درنة في أواخر اكتوبر الماضي.

ويتابع العمراني : "إن الخطر الحقيقي الذي يقلق المجتمع الدولي هو إلى أين سيؤدي هذا مع مرور الوقت؟" مضيفا "كيف ستصبح أماكن مثل درنة وفي الجنوب الليبي العميق في غضون خمس سنوات؟ وهل ستصبح  أوكارا ليس فقط للمتطرفين الليبيين ولكن للمتطرفين من مختلف أنحاء المنطقة؟".

في الوقت الحالي، يضيف العمراني "يتحرك المسلحون في بلدات مثل درنة على نطاق صغير نسبيا. هم لديهم عدد قليل من الشاحنات الصغيرة ذات البنادق ، وليس أكثر من ذلك ، لكن هناك فراغ في السلطة لدرجة أنهم قادرون على فعل ما يريدون في بعض الأحيان".

هناك، ونتيجة لذلك، تساؤلات حول مستوى سيطرة مجلس الشورى على درنة، التي كانت لفترة طويلة مركزا للمقاومة السياسية المهمشة فعليا في ظل نظام القذافي، بلا تمثيل في طرابلس. لذلك رآى بعض المراقبين أن ولاء الجماعة   لداعش هو محاولة لترفيع مكانتها.

ولكن وجود التنظيم يؤكد فكرة الفوضى المتنامية داخل ليبيا. "المشهد مبعثر على الأرض"، يضيف العمراني. "إن قوات الشرطة المحلية  ضعيفة إلى حد لا يمكنها من منع المتشددين من الدخول وإطلاق النار على الناس وتنفيذ الإعدامات."