تواصل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تقدمها في العاصمة الليبية طرابلس في مواصلة لعملية "طوفان الكرامة" العسكرية التي أطلقتها القيادة العامة منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي والرامية لانهاء نفوذ المليشيات المسلحة والقضاء على العناصر الارهابية المنتشرة فيها.

وتتواصل المعارك في محيط العاصمة الليبية،وسط حديث عن تراجع المليشيات واقتراب ساعة الحسم،حيث أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الليبي، أن العمليات العسكرية في المنطقة الغربية تسير وفقًا للخطة الموضوعة، لافتًا إلى قرب انهيار قوات حكومة الوفاق في أيّ لحظة بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها قواتهم.

وذكر المركز في بيان صحفي صدر صباح الأحد، أنّه "بناء على مجريات أحداث العمليات العسكرية القائمة للقضاء على  العصابات الإرهابية في المنطقة الغربية، فإن العمليات العسكرية اليومية تسير حسب الخطة الموضوعة وتحقق الغرض منها وهو القضاء على العصابات الإرهابية، وينتظر انهيارها في أي لحظة بعدما تلقت خسائر فادحة "، مشيرًا إلى أنّه "عند صدور التعليمات من آمر الغرفة بالإعلان عن أي منها ستبث في حينها".

وأضاف البيان، أن "بعد اكتشاف المقبرة الجماعية بمدينة القربولي، المعلومات الواردة إلينا تؤكد بوجود عدد من المقابر الجماعية التي أقامتها المليشيات، والتي تدعي أنهم مقبوضا عليهم لدى القوات المسلحة العربية الليبية، وذلك لغرض التغطية على خسائرهم الفادحة والخوف من ردة فعل أهالي القتلى واتهام القوات المسلحة لاحقا بهذه الأفعال".

ونجح الجيش الليبي في السيطرة على مناطق جديدة جنوب العاصمة،حيث أعلنت غرفة عمليات الكرامة التابعة للقيادة العامة لقوات الجيش الليبي،السبت، سيطرة القوات المسلحة على "كوبري الزهراء"، الطويشة والعزيزية بشكل كامل جنوبي العاصمة طرابلس. وقالت غرفة عمليات طرابلس في بيان، إن سيطرة القوات المسلحة كانت بالتزامن مع تواصل ضربات السلاح الجو الليبي في منطقة السواني، وتقدم الوحدات البرية بشكل متواصل ومستمر.

وأوضحت الغرفة أنه بعد سيطرة القوات المسلحة على مناطق الطويشة والعزيزية وكوبرى الزهراء سيكون الهدف القادم هو التقدم نحو عمق العاصمة طرابلس والهدف قوات "غنيوة الككلى"، مشيرة إلى أن الضربة القادمة ستكون أعمق وأبعد.وفقا لوكالة الأنباء الليبية "وال".

ويأتي ذلك في وقت تصاعد فيه الحديث عن نية الجيش الليبي فتح محور جديد في معركة رابلس عبر مدينة سرت.ويقوم الجيش الليبى بحشد وحدات عسكرية على مشارف سرت، حيث يعتزم دخولها وسط توقعات بأن تشهد المدينة اشتباكات خلال الفترة القليلة المقبلة، وفقا لموقع "العربية.نت" الإخبارى.

وتبعد سرت عن طرابلس 450 كيلومترا شرقا، وتسيطر عليها تشكيلات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج. ويعول الجيش الليبى على دخولها من أجل فتح محور الساحل باتجاه طرابلس مرورا بمصراتة.وفي أواخر أبريل الماضي،وجهت غرفة عمليات سرت الكبرى التابعة للجيش الوطني الليبي تحذيرًا شديد اللهجة إلى قوات حكومة الوفاق المتواجدة داخل مدينة سرت.وأمهلت الغرفة التي يقودها اللواء سالم ذرياق الفرجاني، مليشيات ما يسمى "قوات البنيان المرصوص وقوات حماية سرت" 48 ساعة لتسليم أسلحتها للجيش ومغادرة المدينة.

وبالتزامن مع تقدم الجيش الليبي،تعيش حكومة الوفاق حالة من التبط اصة في أعقاب فشل الجولة الأوروبية لرئيس المجلس الرئاسي التي سعى خلالها لحشد التأييد الدولي ضد الجيش الليبي.لكن هذه المساعي باءت بالفشل حيث اكتفت الدول بالدعوة لايقاف اطلاق النار بين الأطراف المتصارعة.

وعكس قرار حكومة الوفاق إنهاء التعامل مع بعض الشركات الألمانية والفرنسية، ثم التراجع عن هذا القرار بعد ساعات قليلة فقط،بجلاء حالة الارتباك والخلافات المتصاعدة التي تعصف بهذه الحكومة.وأكد عز الدين عقيل رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي،أن حكومة السراج "بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة"، معتبرًا أنها "تعيش وضعًا لا تحسد عليه بعد أن احترقت كل أوراقها السياسية، ما اضطرّها إلى الهرولة إلى بعض الدول الأوروبية، طلبًا للدعم السياسي، لكنها حتى محاولتها هذه، اصطدمت برفض واسع من قبل باريس وبرلين على وجه التحديد".

ونقل موقع "ارم نيوز" عن عقيل،أن "نهاية حكومة السراج أصبحت وشيكة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن فقدت شرعيتها في الداخل وبعد أن تخلّى عنها جلّ حلفائها في الخارج“، مشدّدًا على أن معركة طرابلس، ”ستغيّر قواعد اللعبة السياسية في ليبيا وستحدث الفرز الحقيقي بين من هو في صف الإرهاب، وبين من هو في صف الشعب الليبي وضد الإرهاب".

وفي غضون ذلك،تتزايد حدة الاتهامات لحكومة الوفاق بالتعويل على المرتزقة والعناصر الارهابية المطلوبة محليا ودوليا في مواجهة الجيش الليبي.حيث أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجبري،في تصريحات إعلامية إن حكومة الوفاق تسئ استخدام المال العام وتقوم بجلب المرتزقة لقصف الليبيين مبينة أنه دعا الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في أهلية حكومة الوفاق وتقليص الصلاحيات المالية لحكومة الوفاق التي ثبت أنها غير أمينة على موارد الليبيين والتي لم تعد تمثل الليبيين.

وألقت قوات الجيش الليبي،الثلاثاء الماضي، القبض على طيار أجنبي، تضاربت الأنباء حول جنسيته، عقب إسقاط طائرته من قبل الدفاعات الجويّة التابعة للجيش، عندما كانت تستعد لشن غارة على مواقع تابعة له في منطقة الهيرة جنوب العاصمة طرابلس، وهو ما خلّف انتقادات واسعة، حول تحالف الميليشيات المسلّحة مع المقاتلين الأجانب لمساندتها في قتل الليبيين، وترك تساؤلات بشأن عدد المرتزقة، الذين يقاتلون مع قوات الوفاق.

وطالبت لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان،بتقديم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا والمتورطين في جلب المرتزقة للمحكمة، باعتبارهم مجرمي حرب.وأوضحت اللجنة البرلمانية، أن استجلاب المرتزقة الأجانب لقتل المواطنين الليبيين وقصف المدن "يعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان"، مشيرة إلى أن الطيار الأجنبي الذي قبضت عليه وحدات القوات المسلحة، "يتقاضى أموال الليبيين لقتلهم، فضلا عن أموال التأمين على حياتهم.

وبدورها، دعت وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة، في بيان، إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الدولية التي تجرّم تجنيد المرتزقة، خاصة الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، التي تبنَّتها الأمم المتحدة في الـ4 من شهر ديسمبر عام 1989، ودخلت حيّز التنفيذ في الـ20 من شهر أكتوبر عام2001.

ومع فشلها في تأليب الدول الأروبية على الجيش الليبي باتت حكومة الوفاق في مأزق صعب خاصة وأن التطورات الميدانية تشير الى انحسار مناطق نفوذها ولم يعد لها سوى وسط طرابلس وجزء من مدينة الزاوية الذي تتواجد به ميليشيات ذات توجه متشدد، بالإضافة إلى مصراته،التي أكد المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري،في وقت سابق، أن القيادة العامة للجيش تحصلت على معلومات بنقل بعض مؤسسات الدولة من طرابلس إليها.