تتواصل المعارك في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج. وتتزايد المؤشرات حول توجه المعركة محو الحسم في ظل نجاح الجيش الليبي في المحافظة على مراكزه والتقدم نحو قلب العاصمة فيما يزداد مأزق قوات الوفاق مع تواصل خسائرها وفشل مخططاتها للتقدم في الميدان.

الى ذلك، أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن قوات الجيش أسقطت عددا من القتلى وتمكنت من أسر 4 أشخاص تابعين لقوات حكومة الوفاق.وبينت شعبة الإعلام الحربي عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" أن الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة قامت بعمل كمين مُحكم بمحور مطار طرابلس سقط خلاله عدد من القتلى التابعين لحكومة الوفاق وفرّ من بقي منهم حياً تاركين آلياتهم وذخائرهم كما قامت الوحدات العسكرية بأسر أربعة أشخاص تابعين لهذه المجموعات.

وفي سياق متصل،قال قائد ميداني في الجيش الوطني الليبي إن قوات الجيش تسيطر على مطار طرابلس الدولي، فيما تواصل وحدات عمليات نوعية ضد قوات حكومة الوفاق الوطني وفقا لتعليمات القائد العام المشير خليفة حفتر، نافياً ما يتردد عن سيطرة قوات حكومة الوفاق على أجزاء من المطار.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن السنوسي عبد الواحد قادربو الذي تعمل قواته ضمن مجموعة عمليات الردع بمحور عين زارة،قوله أن "كل ما يجري في محيط مطار طرابلس الدولي جنوب العاصمة عمليات نوعية وهو بالفعل تحت سيطرة قواتنا المسلحة التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، وكل ما تردده ميليشيات السراج (قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج) حول سيطرتها على أجزاء من المطار هو محض كذب".

وأردف "المطار تحت سيطرت الجيش الليبي ويقوم بعمليات نوعية من أجل استنزاف العدو في بعض المناطق المحيطة بالمطار كطويشة والملحة وغيرها من المناطق المحيطة للمطار".وأضاف القائد الميداني أن "المساحة كبيرة جداً بمطار طرابلس الدولي ونصف مساحة  المطار بالكامل تحت سيطرتنا  ولكن نعمل على خطة معينة باستنزاف واستدراج العدو لدخول أماكن معينة لكي نكبدها خسائر في الأفراد والمعدات، وأؤكد لكم أن المطار تحت سيطرة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر".

وحاولت قوات الوفاق خلال الأيام الماضية السيطرة على المطار دون جدوى،وتصدى الجيش الليبي، الخميس، للهجوم الـ36 للمليشيات المسلحة على محوري كوبري المطار والكزيرما ومطار طرابلس الدولي.ووصف الجيش الليبي الهجوم الذي أسفر عن أكثر من 48 قتيلاً و16 أسيراً من المليشيات، بـ"الأعنف".

وسيطر الجيش الليبي في الـ5 من أبريل/نيسان الماضي، بعد يوم واحد من إطلاق عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة من المليشيات والجماعات الإرهابية، على مطار طرابلس الدولي، ومن يومها والمليشيات تحاول الهجوم على المطار واسترداده.يذكر أن مطار طرابلس الدولي جنوب غرب العاصمة خرج من الخدمة منذ عام 2014، بعد أن دمرته مليشيات الصمود للإرهابي المطلوب دولياً صلاح بادي، ضمن عمليات انقلاب فجر ليبيا، وتم تحويل جزء من قاعدة معيتيقة العسكرية، شرق العاصمة، إلى مطار مدني.

وحول سير العمليات العسكرية في محاور القتال جنوب طرابلس أكد قادربو أن "قوات الجيش الليبي موجودة بخطوط الدفاع في محور عين زارة مع تنفيذ عمليات نوعية بين الحين والآخر"، مشيراً إلى أن "وحدات الجيش الليبي تتقدم بخطى ثابتة وتسيطر حالياً على مواقع جديدة في عين زارة ووادي الربيع، ولكننا في انتظار الخطة الثالثة التي سيطلقها القائد العام للجيش الليبي وهي الهجوم متى ما أرد أن يعطي الضوء الأخضر بالتقدم".

ونجح الجيش الليبي في تحقيق تقدم ميداني مؤخرا،ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الليبية، الأربعاء، سيطرت قوات الجيش على معسكر النقلية بطريق المطار جنوب طرابلس، وأكدت أيضا أن الجيش يتقدم باتجاه مركز طرابلس. وأعلنت قوات الجيش الليبي أنها ألحقت بالميليشيات في طرابلس "خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بعد معارك استمرت 6 ساعات خلال الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي".

وبالتزامن مع تقدم الجيش الليبي يتواصل انهيار المليشيات المسلحة وتفككها،حيث كشف الكاتب والأكاديمي الليبي محمد ابوراس الشريف، عن تسريبات تفيد بعزم مدينة مصراتة لسحب آلياتها وقواتها من معركة طرابلس. وقال الشريف، في تصريح خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منها، "وصلتني معلومات مسربة تفيد بأن مصراتة سوف تقوم بسحب آلياتها وقواتها من المعركة بوساطة دولية يقودها المبعوث الدولي غسان سلامة وذلك بعدم التعرض لها أو الهجوم عليها من قبل الجيش الليبي.

ويأتي ذلك بالتزامن مع سلسلة انشقاقات شهدتها قوات الوفاق مؤخرا حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابعة للجيش الوطني، عن انضمام كتيبة العبور إلى قوات الجيش في حربها على الإرهاب، لافتا إلى أنها شكلت مجموعات حماية وحراسة للطريق الرابط بين ترهونة وحتى الشويرف. وقال إن هناك "أنباء تتوارد عن انضمام قوات أخرى للجيش من العسكريين النظاميين، بعد ترحيبه بمختلف الوحدات الراغبة في الالتحاق بقوات الجيش.

وكانت "كتيبة العبور" للدعم والحماية في مدينة بني وليد قد أعلنت في بيان مصور، تلاه ناطق رسمي باسمها، عن استعدادها لتنفيذ التعليمات الواردة إليها من المشير خليفة حفتر، وذلك في ثاني انضمام من نوعه لإحدى الوحدات العسكرية المحسوبة على قوات السراج إلى قوات الجيش الوطني، خلال اليومين الماضيين.

والثلاثاء الماضي، انضمت لقوات الجيش "الكتيبة 185 مشاة"، التي تتبع اللواء الثاني مشاة التابع لحكومة الوفاق.وأعلنت الكتيبة حينها في بيان الانشقاق عن حكومة الوفاق والانضمام إلى الجيش الليبي، "بكامل العدة والعتاد من ضباط وضباط صف وجنود وأسلحة وآليات وذخائر".

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت تتواصل فيه الجهود الأممية للتوصل لتسوية سياسية تنهي الصراع في العاصمة الليبية.حيث استقبل القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر السبت الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الرجمة.

ووقالت البعثة الأممية إلى ليبيا عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر:إن اللقاء تطرق إلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات الحالية، فضلا عن مناقشة الوضع الإنساني في طرابلس. وأضافت البعثة أن الطرفين بحثا سبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول إلى حل سياسي.

وبدأت قوات الجيش الليبي منذ الرابع من أبريل عملية عسكرية في العاصمة طرابلس ومحاورها مستهدفة الميليشيات الإرهابية، وأطلقت على العملية تسمية "طوفان الكرامة". ورفض المشير حفتر المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، حيث اعتبرها "مفتقدة للجدية وخالية من بنود معالجة الأزمة".ويصر الجيش الليبي على انهاء نفوذ المليشيات في العاصمة طرابلس كسبيل وحيد لتحقيق تسوية شاملة في البلاد والدخول في مرحلة جديدة من البناء.