يومان وتنتهي فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ45 المقامة حاليا بأرض المعارض بمدينة نصر تحت شعار "الثقافة والهوية"، ويشهد حضورا جماهيريا كبيرا وسط أنشطة ثقافية وفنية متنوعة، ورغم أنه حدث ثقافي إلا أن إقامته بنجاح لافت للنظر له العديد من المدلولات السياسية ابرزها أن مصر تشهد حالة من الاستقرار رغم محاولات لزعزعتها ، ويؤكد أيضا أن الحياة الثقافية في مصر تسير بشكل طبيعي خصوصا أن المعرض يشهد مشاركة عربية وأجنبية، حيث تشارك 24 دولة منها 17 دولة عربية و7 دول أجنبية، وعرضت خلاله حوالي 755 دار نشر أحدث إصداراتها، وتنوعت عناوين الكتب بين الأعمال الفكرية والأعمال الأدبية، كما شهد المعرض زيادة عدد الأعمال المترجمة من اللغات المختلفة التى حرص العديد من دور النشر المصرية والعربية على إصدارها لمواكبة التطور المعرفى فى مختلف المجالات.

ويشهد المعرض إقبالا جماهيريا كبيرا حتى أن تذاكر الدخول نفذت تمام وهو ما دعا الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورئيس الدورة الحالية إلا إصدار تعليمات بدخول الجمهور مجانا، حيث قال لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" إنه لم يكن يتوقع أن يحضر المعرض كل هذا العدد الذي تخطي 300 ألف حتى الآن، مؤكدا أن ذلك يعكس مدى نجاح الدورة الحالية التي تشهد إنتاجات ثقافية عديدة ومتنوعة فضلا عن العديد من الندوات التي حضرها كبار الكتاب والسياسين والفنانين.

وأضاف مجاهد أن المعرض تشارك به عدة دول عربية بإصدارت وحضور قوي منها المغرب، التي تشارك بعدة دور نشر مغربية كبيرة منها دار إفريقيا الشرق، ودار الثقافة، ودار الأمان، والمركز الثقافي العربي بإصدارات متنوعة، كما تشارك ليبيا بـ 200 كتابا منها 140 مؤلفا صدرت بعد ثورة 17 فبراير، كما أنه هناك مشاركة مميزة من دولة الكويت التي تحل ضيفة شرف على الدورة الحالية باعتبار الكويت ثروة ثقافية وأدبية متميزة.

وأعادت هيئة الكتاب طبع 20 كتاباً من كتب الأديب الراحل طه حسين وتوزيعها بأقل من سعر التكلفة، حيث تم اختيار طه حسين شخصية العام، بمناسبة مرور 40 سنة على رحيل عميد الأدب العربي.

وجاء شعار المهرجان "الهوية والثقافة" متسقا مع الظروف التي تمر بها مصر حاليا عقب محاولات لتهميشها والقضاء على هويتها، وهو ما يؤكده مجاهد قائلا إن وزارة الثقافة المصرية كانت حريصة على إبراز معنى الهوية والعمق التاريخي والإنساني والحضاري لمصر.

ورغم أن الإقبال على المعرض تخطى الـ300 ألف زائر إلا أنه من الملاحظ أن حجم المبيعات قليل جدا وأقل من الأعوام السابقة وهو ما فسره البعض من الرواد لـ "بوابة إفريقيا الأخبارية" بأن الوضع الاقتصادي للأسرة المصرية لا تتحمل شراء الكثير من الكتب في وقت واحد، وأن الناس عادة تبحث عن الكتب رخيصة السعر، خصوصا مع الالتزامات اليومية للأسرة المصرية وتردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة التي زادت في السنوات