نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "الانديبندينت" البريطانية أمس الاثنين، أنه وفقا لدراسة جديدة قام بها العلماء، فإن المواد الكيميائية في المنتجات المنزلية الشائعة مثل معجون الأسنان، الصابون، واللعب البلاستيك قد يكون لها تأثير مباشر على الحيوانات المنوية البشرية، وهذه الدراسة قد تساعد في تفسير ارتفاع مستويات العقم عند الرجال.

ونوهت الصحيفة أن العلماء الباحثين، قالوا إن واحدة من ثلاث مواد كيميائية "غير سامة" تستخدم في تصنيع المواد اليومية لها تأثير كبير على قدرة خلايا الحيوانات المنوية، والتي قد تكون مسؤولة عن ارتفاع حالات العقم غير المبررة في إجمالي عدد سكان النسمة الإنسانية، وهذه هي المرة الأولى التي وجدت دراسة تأثيرا مباشرا من قبل العديد من المواد الكيميائية الموجودة في كل مكان في البيئة والتي يستخدمها الإنسان في الصناعة للاستخدام اليومي، على الوظيفة الحيوية للحيوانات المنوية البشرية، فإن النتائج تثير المزيد من المخاوف بشأن وجود مواد سامة خفية بالمواد الكيميائية التي تعتبر آمنة من قبل اختبارات السموم.

وأشارت الصحيفة أن العلماء الباحثين يعتقدون انهم طوروا طريقة جديدة لاختبار تأثير المواد الكيميائية المنزلية على الحيوانات المنوية البشرية، والتي ستسمح للسلطات التنظيمية في أوروبا بأن تقرر ما إذا كانت ستحظر أو تفرض قيود على استخدامها لبعض المنتجات.

وكانت الدراسة جزءا من بحث أوسع في ما يسمى بالمواد الكيميائية "المخلة بالغدد الصماء" التي لعدة سنوات قد تم ربطها بانخفاض عدد الحيوانات المنوية والتسبب في عقم عند الرجال على نطاق واسع.

وأفادت الصحيفة أنه في بعض الحالات، يعتقد أن هذه المواد الكيميائية تقلد "الاستروجين"، ألا وهي الهرمونات الجنسية الأنثوية، وفي حالات أخرى تكون بمثابة مضاد لل"اندروجين"، ألا وهي هرمونات الذكورة، وبالتالي التدخل في الجهاز التناسلي الذكري، ومع ذلك، وجد العلماء أن واحدة من ثلاث مواد كيميائية منزلية شائعة الاستخدام، مثل الكريمات المستخدمة للوقاية من اشعة الشمس الضارة، المنظفات، والبلاستيك، تضر كثيرا وبطريقة مباشرة في سلوك سباحة الحيوانات المنوية البشرية ودفعها إلى "سرعة قصف" الإنزيمات الأساسية اللازمة لاختراق ولتخصيب الخلية البويضة، قبل أوانها، مما يسبب العقم للحيوانات المنوية.

كما وجدوا أيضا، أن التركيزات اللازمة لتحريك تلك الردود المعاكسة مماثلة للمستويات المنخفضة جدا التي توجد عادة داخل جسم الإنسان وإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة للمرة الأولى أن هناك "تأثير الكوكتيل"، وهو عبارة عن عمل عدد من المواد الكيميائية معا لتضخيم آثارها الفردية. وقال "نيلز سكاكيبايك"-أستاذ بمستشفى جامعة "كوبنهاجن" بالدنمارك وكان رائدا في التحقيق العلمي حول ارتفاع العقم عند الرجال، وفي في عام 1991 قدم أول دليل يظهر أن عدد الحيوانات المنوية البشرية قد انخفضت بنسبة 50 في المائة في أقل من 50 عاما، وهو سبب رئيسي من ضمن أسباب أخرى للعقم عند الرجال- أنه "للمرة الأولى، أظهرنا وجود صلة مباشرة بين التعرض للمواد الكيميائية، والاختلال في الغدد الصماء من قبل المنتجات الصناعية التي لها آثار سلبية على وظائف الحيوانات المنوية البشرية. في رأيي، النتائج التي توصلنا إليها بشكل واضح بخصوص بعض المواد الكيميائية مقلقة، نظرا لأنها تظهر اختلال في الغدد الصماء وربما هي أكثر خطورة مما كان يعتقد سابقا، ومع ذلك، فإنه يبقى أن نرى من خلال الدراسات السريرية المقبلة ما إذا كانت النتائج التي توصلنا إليها قد تفسر انخفاض الخصوبة لدى الزوجين وهو أمر شائع جدا في المجتمعات العصرية".

وأوضحت الصحيفة أن الأفراد يستوعبون هذه المواد الكيميائية يوميا إما عن طريق تناول الطعام والشراب الملوث بتلك المواد الكيميائية أو عن طريق امتصاص الجلد لمنتجات العناية الشخصية، مثل الكريمات المستخدمة للوقاية من أشعة الشمس الضارة والصابون. وقال البروفيسور "ريتشارد شارب"، وهو أحد كبار العلماء في وحدة العلوم التناسلية البشرية بمجلس البحوث الطبي في العاصمة الاسكتلندية "ادنبره": "يبدو أن هذا الدراسة ستفتح بعدا جديدا للآثار المحتملة لنمط الحياة الشائعة أو المواد الكيميائية البيئية على الجهاز التناسلي للرجال".