قدم الكاتب الصحفي عبدالحكيم معتوق، في ورقة علمية تحليلا لما تعانيه ليبيا من حالة فساد مستشري في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية، متناولا مختلف الأطراف التي اعتبرها تشترك جميعها في أسبابه واستمراره.

وقال معتوق في ورقته التي خص بوابة افريقيا بنسخة منها، "إن قضية الفساد العام المستشري والذي وفره مناخ رطب .. لشخوص أقل ما يقال عنها بأنها ( قلوية ) التأثير .. ( لزجة ) الملمس .. حامضة ( المذاق ) و( منفرة ) الرائحة .. تقرأ ما ينشر .. وتسمع كل صنوف النقد المستمد من مرارة علقم في حناجر الشعب .. وتستمر في الكذب والرياء .. والنهب .. والنفاق البواح .

 واسترشد معتوق في ورقته بما ذكره المبعوث الأممي إلى ليبيا (غسان سلامة) في آخر ظهور له وصف طريقة تفكير الواجهة الليبية (بالفكر العجائبي) معتبرا أنه كان مهذبآ، وما ذهبت إليه الإعلامية (منتهى الرمحي) في حوار له معها في برنامج (بانوارما) على قناة العربية .. التي اتفقت في تقييمها مع المبعوث الأممي، عندما طرحت أمامها مبادرة تعتمد أسس إخلاقية للحل في ليبيا قدمت منذ خمس سنوات ولكنها لم تجد مرحبا بها، مضيفا أن رئيس البعثة يقر بأنه وصل الى قناعة بأن بعض الليبيين يقتلون القتيل ويذهبون وراء جنازته .. والإعلام العربي ( العربية ) نموذجا الذي ركبت موجة ( الربيع العربي ) من حيث تدري ( تصفية حساب لأنظمة سياسية ) أو من حيث لاتدري كمادة خبرية أستندت على معلومات أستخبارية كاذبة .. أو شهود زور .. من قادة فبراير أو الأسلامويين أو أفرزات الشوراع الذين كانوا يعيشون في الزواريب الخلفية المظلمة لمؤسسة النظام السابق الأمنية (منهم من هو سجين سابق بتهم أقلها اللواط والمخدرات) تلك العصبة الخرائبية التي تحركت بدافع الحقد لم يكن في زاوية من زوايا تفكيرها هذا إذا كانت تفكر أصلآ..قضية الوطن أو مصير الشعب، فأستدعوا الغريب وتحالفوا معه .. ولم يستشعروا حتى اللحظة بأنهم يعيشون على بقايا وطن .. وخيالات شعب .. ولازالوا يبررون المأساة بشكل مستفز يدعو للجنون أو الأنتحار بحبل مشنقة الوطن.

وأضاف معتوق أن مشكلة من أخطر المشاكل الأقتصادية وهي (أزمة المصرف الخارجي) ولم أستفض بالشرح حيث توفرت لدي معلومات مخيفة ومن مصادر موثوقة بأن الأموال المنهوبة تكفي بأن تغطي نفقات مرحلة من إعادة إعمار ما أفسده المخربون .. ولكن لأن مهمتهم هي الثراء غير المشروع بالتعاون مع مافيات عالمية فحتمآ .. هدفهم هو أفقار الشعب .. وتقسيم البلد .. وعودة المستعمر .. وهذا هو ديدن التغيير .. فكيف لمؤسسة رصيدها بالمليارات يديرها (شخص واحد) ويفترض أن تدار بمجلس أدارة؟ .. في إشارة إلى (محمد بن يوسف ) ولماذا تعاطف (خالد شكشك) الرقابة المالية .. وخالد المشري (تركي الهوى) (أسلاموي الهوية) معه؟ .. وما الذي أستفز بعض النواب عندما تم تشكيل لجنة من أصحاب الخبرة والكفاءة لمعالجة التشوهات؟ .. وكيف أنقسم البنك المركزي ورفض قرار محافظه الذي أراد أن ينقذ هذا الصرح من السقوط مع أن إدارته كانت تستلم محاضر (المصرف الخارجي) حتى قبل أسبوع من كشف الحقيقة؟ 

وتسأل معتوق، كيف ألب (بن يوسف) موظفين عاديين لديهم تحالف معلوماتي مع قادة المجاميع المسلحة حيث يوفروا لهم الحماية مقابل الحصول على أسرار المصرف المالية؟ .. كل تلك التساؤلات التي تعصف بذهن أنسان واعي .. وتستدعي (الجلطة الدماغية) لمواطن يلهث وراء تأمين دواءه ..تؤكد بأن ليبيا تشهد صراعآ تاريخيآ بين قوى الشر الذين وصفهم بـ (عديمي الوطنية) المرتبطين بأجندات خارجية .. وقوى الحق الذين يحلمون بوطن معافى ومواطن كريم .. وبينهما بعثة (أممية) تنفذ تعليمات دول كبرى تريد للأزمة أن تطول ورئيسها ( يسكب في كل مناسبة كلامه المعسول ) ويلوم الليبيين وكأني به يقول لهم ( عقدتوها بأيديكم ) فحلوها بأسنانكم ) وما أنا إلا موظف مستفيد من هذا المناخ حتى لو لم يعد هناك ليبيا أو شعب ليبي .. وإعلام عربي ودولي يستمع الى وجهات نظر متناقضة .. بين من يقول الحقيقة وقلبه على وطنه .. وبين من يلوي عنقها وقلبه في جيبه .. وواجهة سياسية وعسكرية تعد أحيانآ وتتوعد أحيانآ آخرى .. وأقتصادية تطبق المثل القائل "المال السائب يعلم السرقة" .. ودول جوار مستفيدة من هذا العبث .. وجماعات تكفيرية تتربص .. ودول أوروبية تتعاطى مع أزمة أنسانية على أقل من مهلها .. ومجاميع مسلحة تتحكم .. والشعب الليبي لم يعد يشعر بالآلات السلخ الحادة بعد أن ذبح ذات فجر كقربان للعمالة والطمع !!