حذر الكاتب الصحفي عبدالحكيم معتوق، من خطورة ارتفاع وتيرة عمليات النهب وإهدار المال العام ما ينذر بوصول ليبيا إلى مرحلة الإفلاس قريبا.

وقال معتوق، في ورقة تحليلية خص بوابة أفريقيا بنسخة منها، "كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن فساد طافح تشهده ليبيا (وفق غسان سلامة) وحالات نهب وإهدار مال بطرق ممنهجة ومخيفة .. تنبئ بمستقبل مظلم للأجيال القادمة وبأنها (أي الأجيال) ستعيش حقب من الجوع والفقر والمرض، كل تقارير المنظمات الإقليمية والدولية تؤكد بأن ليبيا على حافة الإفلاس .. والوضع الإنساني أكثر من كارثي .. وهي بالمناسبة ليست سابقة تاريخية ولا إنسانية حيث مرت بها دول عديدة وشعوب كثيرة ( الصومال والعراق واليمن ) نموذجا .. تلاعبت بها أجندات دولية صيغت بهوى قوى ترغب في الهيمنة وإعادة توزيع مناطق نفوذها ولكن ليس بالشكل الكولينالي القديم إي استعمار الركل على المؤخرات بالأحذية العسكرية .. وإنما من خلال تدمير مقاومة ومعنويات تلك الشعوب حتى تصل إلى تقبيل تلك الأحذية مقابل حصولها على حقوق كانت بين أيديها وفرطت فيها في لحظة فارقة من غياب الوعي الوطني تحت تأثير آلة إعلامية رهيبة .. وباقة من الوعود الزائفة سرعان ما ذبلت مع أو شمس سطعت لتكشف لتلك الشعوب حقيقة الخديعة والاستغفال من خلال واقع مأساوي مرير .. لم تنتفي فيه الحدود الدنيا لكرامتها .. بل سحقت فيه آدميتها تماما".

وتابع معتوق، "ليبيا جزء من ذلك المخطط لقوى الهيمنة الذي يحركها المال .. وتتلذذ بعذاب البشر .. لتقيم مؤسسات ومشاريع خيرية تتصدق بها عليها وهي مغطاة من أموالهم المشروعة .. في شكل فتات لذر الرماد في العيون ..حيث هرب النفط وبيع خارج ( الكوتة ) وكذلك الغاز .. والذهب .. والحديد .. حتى الحيوانات سيقت تهريبا .. والسمك جرف قرصنة .. ليبيا وشعبها يعيشان أزمة وجودية حقيقية وليس أمنية وسياسية فحسب .. فالأرصدة التي تقدر بمليارات الدولارات مثار صراع بين مافيات المال العالمية .. والاحتياطي النقدي يكاد ينفذ جراء وهم يعيشه معظم الليبيين بأن بلدهم دولة غنية .. ولا داع للعمل .. والحصة من النفط سوف تأتي في ظرف مكتوب عليه مع الشكر لكل شاب ليبي عاطل بشكل مقنع ويجلس يحتسي القهوة ويدخن .. وسياسي الصدفة .. وجزء من أدوات الاقتصاد المتهالك المتمثل في مؤسسات النفط والغاز والبنوك وشركات الاستثمار تلوثت .. وأستمرئت جني الأموال غير المشروعة في ضل غياب شبه كامل للدولة .. وشلل المؤسسات الرقابية والقضائية .. على خلفية تغول المليشيات المسلحة التي تعتاش على هذا الأساليب القذرة وتستسهل القتل لكل من يرفض تلبية رغباتها .. وتيار الإسلامي السياسي الذي قام على أساسه التغيير والذي لا هم له سوى أن لا تتهاوى الليرة التركية ويغضب السلطان .. أو تكشف الأساليب الملتوية فيسخط التميم القابع في قصره بعاصمة الكرتون !! الفساد المالي والأخلاقي هواية يمارسها جل من هم في المشهد إلا ما رحم ربي ..ويخرجون على وسائل الإعلام ليتحدثو عن الوطنية .. ويذرفون دموع التماسيح عن الثكالى والأرامل واليتامى .. كمن يشرب الخمر حتى الصبح .. ويأتي للناس ليعدد لهم فوائد صلاة الفجر ".

وأضاف"المصرف العربي الليبي الخارجي .. أخر حصون المال العام تم إنقاذه من السقوط من آخر فكرة عبثية .. عندما قام (البنك المركزي) باعتباره المالك له وفقآ للقانون (بغض النظر عن محافظه)  إيقاف المدير العام .. وتشكيل لجنة مؤقتة لمعالجة التشوهات فيه .. وتتكون من مجموعة من الخبراء الذين يتوفرون على كفاءة ووطنية من المؤسسين له والذين ترأسو أدارته في مراحل سابقة ( أحمد المنسي .. نجيب الجمل .. عبدالله الطربان .. ومسعود أحمد وآخرون ) ليقفوا على حجم مأهول من التجاوزات والنهب وإهدار المال العام في شكل صفقات مشبوهة ورشي .. لتقام قيامة كل من هو ضالع في هذه الخيانة الوطنية من نواب .. ورقابة مالية .. ومصرفيين ونافذين .. وواهمين بحكم ليبيا من خلال مشاريع ترشح مشبوهة ومدعومة إقليميا ودوليا .. وهذا غيض من فيض .. لواجهة سياسية واقتصادية ومليشاوية هشة فقدت أدنى حدود الضمير الوطني والإنساني .. وجعلت من ليبيا مسرحا للعبث .. وشعبها حقل للتجارب .. وكل ذلك برسم الليبيين .. أنقذوا أنفسكم ووطنكم .. ولا تخدعكم الشعارات .. لأن ليبيا لم يبقى على ضياعها سوى القليل .. وأنتم تعبدون بأيديكم طريق الفناء بسبب هذه السلبية والغباء".