أكد الكاتب الصحفي عبد الحكيم معتوق، أن تصريحات السفير الإيطالي جوزيبي بيروني حول ليبيا والتي تعد تدخلا في الشأن الليبي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

وقال معتوق في تصريح صحفي خص بوابة أفريقيا بنسخة منه، "كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ما أدلى به السفير الإيطالي جوزيبي بيروني حول ليبيا ، حيث أعتبره البعض تدخلا في الشأن الليبي وانتهاكا لما أسموه بالسيادة الوطنية، وهو بالمناسبة ليس الأول ولن يكون الأخير .. فقد سبق ذلك التصريح تصريحات لمسؤولين أمريكان وانجليز وفرنسيون وقطريون وسودانيون وتشاديون وغيرهم، وجلهم تحدث عن ليبيا في مناسبات مختلفة، وكأن بليبيا جزيرة معزولة في المحيط، والكل يناور من أجل الوصول للظفر بما تتمتع به من إمكانيات وموارد، وشعبها ليس أمامه سوى القبول بالانصياع لأوامر من سوف يفوز بها، على طريقة المثل الليبي الشائع (الذي يتجوز أمنا نقول له يا عمنا)".

وتابع معتوق "المشهد الليبي صمم على هذا النحو منذ العام  2011 .. حيث درس الغرب الحالة الليبية بكل تفاصيلها، ولم يكون التدخل الدولي إلا مقدمة لكل الذي يجري الآن، فمن غير المعقول أن يخون إي فريق سياسي فريق آخر، ومن غير المنطقي أيضا، أن يرفض الشعب الليبي هكذا نوع من الوصاية وهو الذي قبل أبناءه العلم الفرنسي والإيطالي، وصلى شيوخه خلف رايات تلك الدول التي كانت طائراتها تهتك عرض الوطن في لحظة انفصلت فيها أرواح الشرفاء عن أجسادهم رفضا لذلك، وزغردت نساءه في تعبير وجداني على أنه الخلاص، ورقص شبابه في الميادين والساحات رافعين شعارات شكرا قطر .. شكرا .. أمريكا .. شكرا فرنسا .. شكرا .. إيطاليا .. شكرا .. تركيا .. فكل تلك التشكرات مجتمعة هي من أسس لمرحلة الاستباحة هذه، وخلقت قاعدة لتنفيذ مشاريع خارجية، فالذين يتحدثون عن السيادة الوطنية اليوم، ليس مطلوب منهم إلا احترام ما تبقى من عقول لازالت متماسكة وتبحث عن مخرج لمأزق وضعت فيه تلك الشخوص هذا الوطن في محنة وهي التي تصدرت المشهد منذ اللحظة الأولى، وما انفكت تنعق وتلعق وتتشدق باسم الوطنية، وتذرف دموع التماسيح على المواطن فيه .. فشكرا للمجلس الرئاسي على هذه الواقعية السياسية .. وأهلا وسهلا بأي دور إيطالي ينقذ ليبيا من هذا العوز والظلام".