أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الحكيم معتوق أن حكومة الوفاق تحولت لجناح سياسي وذراع عسكري لحزب العدالة والتنمية التركية وبين معتوق في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن ما يقوله مسؤولي حكومة الوفاق هو صدى لقرارات أنقرة.

إلى نص الحوار:

برأيك ما أسباب التصعيد في تصريحات مسؤولي الوفاق مؤخرا خاصة وزير الدفاع؟ 

حكومة "الصخيرات" تحولت لجناح سياسي وذراع عسكري لحزب العدالة والتنمية التركي فما يقوله مسؤولي حكومة "الصخيرات" هو صدى لقرارات أنقرة وبالتالي عندما تقوم أنقرة بالتصعيد نجد صدى لهذا التصعيد في طرابلس.

برأيك هل هناك ضغوط تركية لدفع الوفاق للانسحاب من اتفاق وقف اطلاق النار؟ 

هي ليست ضغوط فقد تحولت حكومة "الصخيرات" لأداة طيعة تنفذ ما يمليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فهي تقوم بتسليم مقدرات البلاد وتفرط في سيادتها جهارا نهارا دون مبرر فحتى لو كان هناك خلاف بينها وبين قائد الجيش خليفة حفتر لا أتصور أن هناك حركة أو تنظيم أو تجمع لا يضع في أولوياته سيادة بلده وكرامة شعبه فما يحدث في طرابلس ربما يكون سابقة في التاريخ السياسي الحديث بتحول حكومة لتنفيذ أجندة خارجية عبر الوصاية الدولية التي فرضتها الأمم المتحدة على ليبيا. 

تركيا تواصل نقل المرتزقة لليبيا رغم اتفاق وقف القتال فلماذا برأيك؟

كأن الاتراك يؤكدون فرضية الوطن الأزرق التي طرحها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فهناك اعتقاد لدى الرئيس التركي ناتج عن استحضار مواقف تاريخية مفاده أن تركيا ظلمت عام 1920 فيما عرف بمعاهدة سيفر التي انتهت بمعاهدة أوشي أو معاهدة "لازان الأولى" فيما يتصل بمصادر الطاقة في المياه لذلك فإن أردوغان يعمل جاهدا على استباق الزمن بغية السيطرة على مناطق مهمة في المتوسط وكان ذلك جليا في تدخلة في إقليم ناغورونو كاراباخ.

رأيك ما مدى هشاشة اتفاق وقف القتال في ليبيا؟

بكل تأكيد فإن وقف إطلاق النار هش طالما هناك إصرار من قبل أردوغان على الضرب بقرارات الأمم المتحدة ومخرجات برلين عرض الحائط فلا يمكن للمرتزقة والحشد المليشياوي وهذا التدفق الرهيب للسلاح إلا أن ينتهي بمواجهة مباشرة حتى ولو لم تكن واسعة لكنها ستحفظ ماء وجه أردوغان الذي لم ينفذ البند المتعلق بسحب المرتزقة عقب اجتماع اللجنة الأمنية التي أسمتها المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة لجنة الـ10

برأيك ما مصير الاتفاقيات الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق؟

لا توجد اتفاقيات وإنما تفاهمات بين حكومة "الصخيرات" والحكومة التركية وعندما تعود مؤسسات الدولة الرسمية من حكومة وقضاء ومؤسسات مجتمع مدني وصحافة وطنية حقيقية سوف لن يتم القبول بهذه الاتفاقيات أو التفاهمات التي تفرط في سيادة ليبيا سواء كانت قواعد بحرية أو قواعد جوية أو غير ذلك.

إلى أي مدى يمكن أن تغامر أنقرة وحلفاؤها بتجاوز الخط الأحمر الذي أعلن عنه الرئيس المصري؟

إذا لم يكن هناك رفض من روسيا والولايات المتحدة ربما تحدث مواجهة كبيرة تكون مصر طرفا فيها لكن أنا أستبعد هذا فليس بمقدور تركيا أن تتجاوز الخط الأحمر لأنه رسم في منطقتين ليس فقط خط سرت الجفرة وإنما هناك أيضا في البحر تحالف مصري يوناني قبرصي فرنسي واتفاقيات ترسيم حدود بحرية وبالتالي دائرة الصراع ستكون أوسع وهو ما سيرفضه الأوروبيين والأمريكيين الحريصين على أن تبقى منطقة البحر المتوسط هادئة عقب معاناتهم من موجات الهجرة والمتطرفين الذين طالت أيديهم عواصم أوروبية من خلال أعمال إرهابية.

كيف سيكون الرد المصري في حالة تجاوز الخط الأحمر؟

مصر إلى الآن تعمل بدبلوماسية طويلة الأمد فتعمل من خلال تحشيد عربي وإقليمي ودولي على تجنب أي مواجهة وتدرك أن هذه المواجهة ستكون عواقبها وخيمة لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما التزم برسم هذا الخط يدرك تماما ما هية الأمن القومي العربي والمصري وأبعاد بقاء ليبيا ساحة مفتوحة لتواجد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وتأثير ذلك على مصر.

ما السيناريوهات المتوقعة بشأن الموقف التركي من ليبيا؟

أعتقد أن تركيا سوف تحاصر سياسيا ودبلوماسيا بمجرد أن يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مقالين السلطة خاصة وأنه ألمح لهذا في حملته حيث أن أردوغان تجاوز خطوط كثيرة رسمت له ولم يسمح له بدخول الاتحاد الأوروبي كما أن الكونجرس الأمريكي وقع حزمة إجراءات بشأن ما قامت به الرئاسة التركية من ممارسات وتجاوزات أخطرها صفقة منظومة الدفاع الجوي الجديدة التي ستكون قشة تقسم ظهر أردوغان وتسبب في خروجه من حلف الناتو وهو يتحجج بأنه وقع اتفاقية مع الأوروبيين بشأن الهجرة وهذا في علم السياسة ربما يتم تجاوزه للحفاظ على الأمن الأوروبي والأمريكي والمصالح العليا لذلك يمكن القول إن الموقف التركي مرتهن بالموقف الأمريكي فإذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تعمل على تنفيذ وعودها سوف يكون هناك وضع مختلف خاصة وأن الداخل التركي يعيش حالة تململ بعد انهيار الليرة وتعالي أصوات المعارضة التركية والحساسيات التي سببتها السياسة الخارجية التركية مع دول الجوار لذلك أعتقد أن حزب العدالة والتنمية التركي لن يكون له مستقبلا سياسي بعد السقطات التي وقع فيها خلال العام 2020 وتغير موقف العالم من جماعة الإسلام السياسي.