أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الحكيم معتوق أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لم يقدم استقالته كي يتراجع عنها مضيفا في حوار مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن السراج قام بمناورة اعتمد فيها على عامل الزمن حيث حدد لاستقالته موعد وربطها شرطيا بمسار الحوار السياسي وهو يدرك بأن مسار الحوار سوف يتعطل.

إلى نص الحوار:

برأيك لماذا تقدم السراج باستقالته قبل شهر تقريبا من الآن؟ ولماذا تراجع عنها؟

السراج لم يقدم استقالته وإنما كان هناك ضغط شعبي وربما حتى من أعضاء المجلس الرئاسي كي يستقيل بسبب العديد من الخروقات والتجاوزات بالإضافة للحراك الذي أطلقه الشباب تحت مسمى 23 أغسطس وطالبوه بالتنحي كل ذلك دفع السراج ليخرج بخطاب الاستقالة الذي كان عبارة عن مناورة كما أن هناك حديث عن أنه ألقاه من تركيا وليس من ليبيا والكثير من المراقبين لاحظوا أن الخطاب تم مونتاجه وحذفت منه فقرات كثيرة وثمة من يقول إنه كان خطاب استقالة ثم تراجع عنها لأن الشارع كان يغلي فلم يكن أمامه إلا خيار الاستقالة ولكن عندما تحصل على ضمانات تركية قطرية تراجع عن الاستقالة وقام بالمناورة بالاعتماد على الزمن لأنه كان يدرك أن المسار السياسي سيتعطل ولن يؤدي لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق وهذا سيمكنه من البقاء في السلطة فترة أطول وبالفعل هذا ما حدث وعبرت عنه المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز والسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند ويجب التأكيد على أن السراج لم يقدم استقالته كي يتراجع عنها إنما حدد لها موعد وربطها شرطيا بمسار الحوار السياسي وهو يدرك بأن مسار الحوار سوف يتعطل

كيف تقرأ توقيت تراجع السراج عن الاستقالة قبل أيام من محادثات تونس؟ 

التوقيت مهم بطبيعة الحال فقد كان حريا بالمسار السياسي أن يلتأم وأن يرشح عنه مجلس رئاسي من رئيس ونائبين وفقا للرؤية الأمريكية الروسية وأن تتشكل حكومة مستقلة لكن هذا كله لم يحدث وأعتقد أنه لن يحدث في القريب العاجل

ما حقيقة الدور الأممي في إثناء السراج عن قراره؟ 

البعثة الأممية تتحكم فيها دول نافذة ودول دائمة العضوية في مجلس الأمن ولديها مصالح استراتيجية ويبررون إثنائه عن الاستقالة بالقول إنه سيحدث فراغ سياسي وهذه ليست حقيقة لأن النظام السياسي في ليبيا ليس واحدا فليبيا منقسمة إلى حكومتين وجيشين وبرلمانين ومصرفين مركزيين وبالتالي ليس من الصحيح القول إن الاستقالة ستسبب فراغا سياسيا إنما هي ذريعة فقط للبقاء. 

هل كان السراج بحاجة لمطالبات البرلمان الموزاي ومجلس الدولة كي يعدل عن استقالته؟

المطالبات بالبقاء تشكل غطاء سياسيا وإعلاميا أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي فهذه المناشدات أخذت طابعا رسميا وأعطت مبررا موضوعيا أمام المجتمع الدولي. 

لماذا يصر "الاخوان" على بقاء السراج رغم مطالباتهم السابقة باستقالته؟ 

بقاء السراج ليس في صالح الإخوان فقط وإنما في صالح كل من يريد أن يستأثر بمزيد من الامتيازات ويكون معول هدم خلال عملية بناء مؤسسات الدولة الجديدة ويحافظ على مكتسباته التي تحصل عليها خلال السنوات الماضية والإسلاميين لديهم مشروع ولم يجدوا أداة طيعة بديلة عن السراج تكون غطاء لهذا المشروع بمباركة من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لذلك فإنهم سوف يصرون على بقاءه لاستكمال برامجهم. 

برأيك متى نتوقع أن يخرج السراج من السلطة في ليبيا؟

السراج لن يخرج ببساطة من السلطة فقد جرى المجيئ به لمهمة معينة بأجل محدد وهذا الأجل لم ينتهي لأن المهمة لم تكتمل بعد وهناك حديث عن أن ظروفه الصحية لم تعد تسمح له بالاستمرار هذا أمر آخر لكن فيما يتعلق بالجانب التنظيمي فإنه سيستمر في عمله بحجة أن خروجه سيحدث فراغا سياسيا لكنه في الواقع مكلف بمهمة وما أن تنتهي هذه المهمة سيتم استبعاده حتى قبل انتهاء أجلها. 

ما السيناريوهات المتوقعة بخصوص مستقبل الأجسام الناتجة عن حوار الصخيرات؟

اعتقد أن الأوراق اختلطت بعد دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة فلا أتصور أن هذه الأجسام السياسية ستستمر طويلا لكنها ستبقى حتى يتفق الكبار على الكعكة الليبية.

ما الكلمة الأخيرة التي تقولها لنا؟

أطالب الليبيين بأن لا يستكينوا أكثر فالشعب هو مصدر السلطات وهو الملهم لكل حركات التغيير في التاريخ ولا يمكن للشعب الليبي المناضل صاحب التاريخ الزاخر بمقارعة الاستعمار لقرن من الزمن والوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة وحركات التحرر أن ينام نوم أهل الكهف لأن ليبيا أصبحت مستباحة إلى أبعد مدى وليس هناك رهان أخير إلا على الشارع وأتمنى أن ينتفض قريبا.